يكتنف الغموض فيما آلت إليه الاوضاع بالنادي الأهلي، فواقع الحال ابلغ من الكلام، ويبقى الواقع واضحا والغموض سره لدى صناع القرار وهم يرون امامهم إلى أين ذاهب الفريق، وبما أنه يملك كل مقومات النجاح ماليا وبدنيا وعناصريا، حيث إنه لم يقصر الرمز الخالد وأعطى بكل سخاء منذ بداية الموسم وحتى استلام الإدارة الجديدة زمام الأمور، وتبقى هنا لعبة الكوتش الذي يسخر هذه المقومات والإمكانات داخل المستطيل الأخضر، فمنذ بداية الموسم الرياضي الحالي لم نلاحظ أي تطور أو بصمة أو اسلوب فني واضح للعيان، ولم نر أي محاولات أو تحركات إدارية توحي بأن هناك اتجاها نحو الأفضل، والكل يشاهد ما وصل إليه الفريق من أداء وطريقة لعب باهتة وغامضة وتشكيلة لم تقنع أو تسر عشاق قلعة الكؤوس، حتى النقاد والمحللون في حيرة من أمر المدير الفني، الذي ظل في تعنته ومغامراته التي بدأت أولا بالخروج المر والصدمة غير المتوقعة أمام بيروزي الإيراني في المعترك الآسيوي كون الفريق كان يلعب بثلاث فرص تأهله للنصف النهائي وكيف لمدرب لا يستطيع أن يوظف لاعبيه وأن يغتنم الفرصة المتاحة على طبق من ذهب، ومن المؤسف بأن ريبروف اصر على نفس النهج وحتى النزال الأخير امام الهلال اضحت طريقة نهجه بنتائج مخيبة للآمال حيث اطلق رصاصة الرحمة بعناده وواقعه المرير، وإن تحققت بعض النقاط الايجابية في حسم بعض اللقاءات الماضية، فإنها اجتهادات لبعض اللاعبين وعلى رأسهم الاسطورة عمر السومة..!! وبما اننا وصلنا إلى منتصف الموسم وحال الفريق لا يسر، فيجب على الإدارة أن تتفهم مطلب الجماهير الأهلاوية بإلغاء عقد السيد ريبروف، فمن وجهة نظري أن المدير الفني قد اخذ فرصة كافية بخوضه اكثر من اربعة عشر لقاء رسميا، فلم نلحظ أن هناك بصمة او نهجا او فكرا يعتمد عليه المدرب، وكيف لفريق تريد منه أن يجلب الانتصارات ولا يوجد فيه لاعب صانع من الطراز الرفيع لتموين المهاجمين ولا ننسى أن المجاملات لبعض اللاعبين المتدنية مستوياتهم قد اضرت الفريق كثيرا، فإذا كانت الادارة المكلفة تريد حلا فعليها أن تطبق مقولة البقاء للأفضل وكسر الميانة لأن مصلحة الكيان فوق كل اعتبار، فإن ظل الوضع كما هو بعدم احداث نقلة ايجابية فإنها ستعتبر مغامرة كوارثية تسير بالفريق في النفق المظلم..!! «الخلاصة» أحيانا تجد الطموح أكبر من الإمكانات وعلى العكس تجد الإمكانات أكبر من الطموح، فسيرجي ريبروف طموحه أقل بكثير من الأهلي، فلذلك لا يتناسبان البتة.