حملت الأحسائية ذات ال 55 عاما «فرجة عبدالله الدوسري» والتي تُعرف ب«أُم إبراهيم» أمتعتها التي ملأت الحقائب وذهبت إلى السوق النسائي، أحد أشهر أسواق محافظة الأحساء، حيث تجتمع النسوة لبيع أنواع مختلفة من المنتجات الأحسائية، ومن جملة المبيعات في ذلك السوق الشعبي والذي تصطف فيه «فرجة» ضمن زميلاتها في أكشاك على طول السوق منتجات البخور والعطور المختلفة. حيث حققت الدوسري مدخولا ماديا لرعاية أسرتها والمكونة من ست بنات وخمسة أولاد، مبينة تعلمها هذه المهنة من والدتها وعماتها، موضحة تراوح الأسعار والتي تبدأ من 250 وتنتهي إلى 1500 ريال وأن أجود البخور هو بخور المعاريس والذي يتميز بالروائح القوية. وتقول الدوسري أشهر أنواع البخور هو بخور الدواسر الراجع لوادي الدواسر، والذي يستخدم الصندل والعود والظفر وعددا من الأطياب والأدوات المختلفة. وأبانت فرجة الدوسري أن المرأة في محافظة الأحساء تميزت بصناعة أنواع مختلفة من البخور، وذلك بمزج عدة أصناف من العطور والمسك والهيل وحطب العود ودهن العود وبعض أنواع التوابل. ومع تطور الحياة وإيقاعها تطورت كذلك أنواع البخور، وتعددت أصنافه. ويعتبر البخور من أكثر المنتجات التي يقبل عليها زائر السوق النسائي شيوعا ويعتبر من أهم الصناعات العطرية التقليدية التي برعت فيها المرأة الأحسائية، واهتمت بصناعتها وتطويرها على مر العصر.وتقول فرجة: إنه يوجد العديد من المتخصصات في تصنيع البخور الذي تتراوح قيمته حسب كميته ومكوناته ونوعية المواد العطرية المستخدمة في صناعته، وتعد بعض الوصفات المستخدمة في صناعة البخور وصفات سرية لا يمكن الإفصاح عنها حيث تتفنن بعض النساء في هذا الأمر ويعرفن جيدا مكوناتها ونسب كل منها.