يبدو أن هناك فعلاً، كما ورد في التسريب الشهير، من اشتغل عليهم حمد بن جاسم في لندن وباريس وجنيف من الخليجيين والسعوديين وجندهم لحساب مؤامراته وتربصاته، إلى درجة أن هؤلاء الحفنة من الغثاء يدافعون الآن عن قطر ويعلنون من منابر تلفزيونية معادية للمملكة والإمارات والبحرين وقوفهم ضد قرارات هذه الدول دون أن يرف لهم جفن وطني. بعض الأسماء لا تكاد تصدق أنها (باعت) أوطانها إلى درجة أن أوداجها تنتفخ وهي تدافع عن النظام القطري وقطر الضحية وقطر نصيرة المستضعفين وكعبة المضيوم كما يقولون، الأمر الذي لم يبلغه سوى عبدالله العذبة وعزمي بشارة وأشباههما. تقدم لهم تسريبات وأفعال الأمير الأب ورئيس وزرائه ووزراء خارجيته وسفرائه فيتعمدون تجاهل كل ذلك؛ لأنهم لا يقدرون على مقاومة إغراءات (الكيس) القطري المفتوح والكريم جداً. هذا الكيس الذي جعلهم يعتبرون الوطن وجهة نظر، وأن من حقهم أن يكون لهم رأيهم الخاص تجاه ما يجري. لست أفهم كيف تكون لك وجهة نظر ضد ما اتخذته بلادك من مواقف لصيانة أمنها واستقرارها وحفظ سلامة مجتمعها؟! كل شعوب العالم لدى مكوناتها وجهات نظر في مختلف الأمور إلا الأمور الوطنية ومسائل الأمن القومي، التي تعتبر وجهة النظر المضادة فيها خيانة عظمى.يستطيع هؤلاء أن يقولوا فقط إنهم انضموا إلى جوقة المسبحين باسم النظام القطري نظير أثمان قبضوها وأثمان أخرى وعدوا بها، إذ لا يمكن خداعنا بأن ما يقولونه مجرد رأي أو وجهة نظر؛ وكأننا نتحدث عن كسرة خبز أو شربة ماء. نحن مع قطر نتحدث عن استحقاقات وطنية كبرى ومصيرية؛ من كان معها فهو منا ومعنا ومن كان ضدها فهو ضدنا ومع من يعادينا، والأيام، كما يقولون، حبلى.