الخروقات التي ارتكبها الحوثيون والمخلوع صالح ضد الهدنة الأخيرة بلغت 195 خرقا وهو أمر يؤكد عدم انصياع الانقلابيين لأي هدنة من شأنها أن تعطي الفرص السانحة لعملية سياسية يمكن عن طريقها إنهاء الأزمة الأمنية العالقة، وتلك الخروقات ليست جديدة في حد ذاتها، فهي تمارس من قبل الميليشيات الحوثية والمخلوع صالح في سائر الهدن التي أعلنت من قبل. يقابل تلك الخروقات الأخيرة التي مورست على مشهد من العالم عبر وسائل الاعلام المرئية والمقروءة والمسموعة حرص الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على الالتزام المطلق بوقف اطلاق النار تنفيذا للهدنة الأخيرة التي باركتها الأممالمتحدة والمملكة وسائر دول التحالف الا أن خرقها يمثل عدوانا واضحا لارادة الشعب اليمني، ويمثل من جانب آخر الرغبة المعلنة من قبل الميليشيات الحوثية والمخلوع صالح في اطالة أمد الحرب. إصرار الانقلابيين على وضع اليمن تحت صفيح ساخن يتضح بجلاء من خلال ما يحدث في مدينة تعز وغيرها من المدن والمحافظات اليمنية حيث تتعرض لمزيد من أشكال القصف والهجوم على الأهالي بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، فمدينة تعز المنكوبة بالحصار والتجويع والتهجير تتعرض لضرب طوق لا يسمح بإدخال المؤن الغذائية والأدوية وغيرها من المساعدات الإنسانية لتلك المدينة المنكوبة، فنهب تلك المساعدات من قبل الانقلابيين هو الذي يمارس على مرأى من عيون اليمنيين وسمعهم. وقد بلغ الاعتداء أشده على المواطنين العزل في منازلهم من قبل الانقلابيين في مديريتي ولد ربيع والقريشية ومديريتي الزاهر آل حميقان وذي ناعم حيث استخدمت مختلف أشكال العنف والتعذيب والتجويع ضد سكان تلك المديريات وغيرها من المديريات اليمنية بما يؤكد استمرار الميليشيات الحوثية والمخلوع صالح على ممارسة تعميم اعتداءاتهم الغاشمة على سائر المحافظات والمديريات اليمنية. وإزاء ذلك فان الخطوة التي اتخذها التحالف العربي حيال عدم تمديد الهدنة الأخيرة في حال استمرار الانتهاكات من الجانب الحوثي تبدو خطوة عملية، فلا جدوى من التزام الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وقوات التحالف بوقف اطلاق النار ضد العصابات الحوثية والمخلوع صالح، فقد ثبت أن هذه الزمرة الارهابية لا تحترم أي هدنة معلنة وأنها ماضية في ارتكاب حماقاتها والضرب بكل الهدن عرض الحائط. ومن الجرائم المتصاعدة للانقلابيين تحويل بعض المناطق الساحلية بمديرية بيت الفقيه الى مربعات عسكرية تمنع السكان من الوصول الى كافة أرجاء المديرية، وهو اسلوب عدواني يضاف الى سلسلة الأساليب التي تمارسها تلك الميليشيات الاجرامية لزيادة معاناة أبناء اليمن ومنعهم من التحرك داخل مدنهم في حصار فظيع لا يزال اليمنيون يعانون الأمرين منه ومن كل الاجراءات التعسفية التي تمارس في سائر المدن والمحافظات اليمنية. ويبدو واضحا للعيان أن اعلان أي هدنة جديدة لوقف اطلاق النار سوف ينتهك من قبل الميليشيات الحوثية والمخلوع صالح، وهذا يعني أن التعامل بواسطتها مع الانقلابيين لا يمثل اجراء سليما يمكن بواسطته اعطاء فرصة للوصول الى حلول سلمية تنهي الصراع القائم عبر المفاوضات، فتلك الزمرة الارهابية من الميليشيات الحوثية والمخلوع صالح لا تجيد الا لغة القوة، ولا تعترف بحل ينهي الصراع في اليمن الا عن طريق السلاح.