ترتفع درجات الحرارة اليوم إلى منتصف الأربعينيات في المنطقتين الوسطى والشرقية، وسط توقعات أن تقترب من الخمسينيات المئوية في حواضر الدمام يومي الخميس والجمعة. فيما تبدأ رياح (البوارح) في التراجع نسبيا خلال الساعات القادمة إن شاء الله تعالى، وإن استمرت نشطة السرعة أحيانا في بعض المواقع، وتشمل اليوم أجزاء من دول الخليج العربية مثيرة للغبار، وتؤدي لانخفاض مدى الرؤية الأفقية في المناطق المكشوفة والطرق البرية. كما تشهد كافة أرجاء المملكة أجواء شديدة الحرارة، بتأثير منخفض الهند الموسمي، الذي يتعمق في الأجواء عادة في مثل هذه الفترة سنويا، ورصدت الأقمار الاصطناعية تواجد تشكيلات السحب في بعض المناطق، الذي يساعد في كتمة الأجواء وإعاقة حركة الرياح، وبالتالي الإحساس بالحر المرهق، وتختلف الظروف الطقسية مكانيا. بينما تميل أجواء المناطق الجنوبية للاعتدال، مع بوادر تجدد فرص هطول الأمطار على المرتفعات، وهبوب رياح قوية تعمل على تكوين موجات غبارية كثيفة، ويتوقع أن تكون أجواء الساحل الغربي حارة جدا ورطبة حتى نهاية هذا الأسبوع. من جهته، أوضح الباحث العلمي المختص بالفلك والمناخ، عبد العزيز الشمري، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، أن بداية فصل الصيف لها عدة اعتبارات من حيث الخصائص الجوية، الذي يعني ان التحديد بما يعرف ب(الانقلاب الصيفي) في 21 من يونيو سنويا، يعد اصطلاحا فلكيا معتمدا حركة الشمس ظاهريا. في حين يكون في مطلع يونيو مطابقا للحالة المناخية، وهو الواقع المعاش في المملكة، وبالتالي فإن لكل منطقة حساباتها الخاصة في تقدير مواعيد الفصول، بالتوافق مع طبيعة المؤثرات والعوامل الجوية التي تتباين بحسب الموقع الجغرافي، الذي يختلف مع الوجهة الفلكية، وكذلك في حسابات الأنواء غير دقيق بالضرورة بمؤشر النجوم. وأضاف الشمري: ولا يمنع ذلك من القياس التقريبي فلكيا، مؤشرا على نقطة بلغتها الشمس شمالا، يوم أمس الثلاثاء 21 يونيو في النصف الشمالي من الكرة الأرضية الذي يعرف بالانقلاب الصيفي، فيكون موعد شروق الشمس، من أقصى نقطة في الشمال وتغرب في أقصى الشمال الغربي، وهذا يعني أطول فترة نهار واقصر ليل خلال العام. وأرجع ذلك بسبب أن الأرض تدور حول الشمس، مائلة حول محور دورانها حول نفسها، بمقدار 23 درجة ونصف، ثم تبدأ بالانتقال نحو الجنوب بإذن الله تعالى. ويشير الفلكي الشمري إلى أن فصل الصيف يتوافق مع سبعة منازل، وهي (الدبران، الهقعة، الهنعة، الذراع، النثرة، الطرفة، الجبهة)، ولكل منها خصائص قد تتكرر بهذا الفصل الحار بشكل عام. فيما لا يمكن الاعتداد بها كمواقيت ثابتة، وذلك لأن أحوال الطقس غير ثابتة نمطيا، بالإضافة إلى كونها موروثا وضعت تقاويمه لمعرفة المتغيرات الجوية في زمن بعيد، وبالتالي الاختلاف وارد بين موسم وآخر، باستثناء ما يعني المصادفة على نحو تقريبي. وقال إن هذه الأيام بدت مطابقة لأولى هذه المنازل في طالع الدبران، وهو نجم معروف بتابع الثريا (التويبع)، فيشاهد في السماء بين الثريا والجوزاء، وسمي دبرانا لأنه يدبر الثريا، أي يتبعها، وهو النجم الثاني من البارح. ومن أهم خصائص منزلة (نجم) الدبران، ينتهي قصر الليل ويتوقف ثلاثة أيام، ثم يأخذ في الزيادة ابتداء من التاسع منه، مرورا بأطول نهار، ثم يبدأ الليل في الزيادة وينقص النهار وينعدم ظل الزوال، وعادة تشتد الحرارة خلال هذه الأيام، وفي توقعات الفترة القادمة يدخل موسم (حر الانصراف) متزامنا مع منزلة (الهقعة)، وهي الثانية بفصل الصيف، وتبدأ يوم 3 يوليو، وتكثر خلالها العواصف الترابية والسَموم. وفي حال توافق الأجواء مع (الهنعة) في منتصف يوليو المقبل، فإن الحر سوف يبلغ أشده في (جمرة القيظ)، وبخاصة في السواحل الشرقية حيث تبدأ فترة ارتفاع الرطوبة، وتزداد السَموم وتكون الرياح ساكنة، وبانتهائها يبدأ باطن الأرض بالبرودة تدريجيا. وتتتابع الانواء الصيفية بعد ذلك، فتدخل المنزلة الرابعة في 29 يوليو، متمثلة بنجم الذراع مع شدة حرارة الجو، وهو موسم تكثر فيها الرطب والفواكه الصيفية، وفي خامسة منازل الصيف وهي التي تعرف بنجم (النثرة)، يعتدل الجو قليلا في الليل، وفيها يزداد هبوب الرياح. ويستمر غرس فسائل النخيل، كما تبدأ الزراعة الخريفية المبكرة، وفيها تبدأ هجرة طيور الدخل والخواضير، تتبعها المنزلة السادسة (الطرفة) في 24 أغسطس، وعدد ايامها 13 يوما، وهي أول نجوم سهيل ومن أهم خصائصها: اعتدال الجو ليلا ولكن لا يزال حارًا في النهار، ثم الانتقال الى المنزلة السابعة من منازل فصل الصيف (فلكيا)، وهي (الجبهة) وتبدأ يوم 6 سبتمبر ومدتها 13 يوما، وفيها يعتدل الجو في الليل ولا يزال حارا في النهار ومطرها نافع بإذن الله، ويبدأ في أيامها صرام النخيل، وغرس فسائل النخيل وشتل الأشجار وزرع الخضار.
