جاءت «جائزة أبها» في دورتها الحالية شاملة لخمسة فروع رئيسة تتعلق بالخدمة الوطنية والثقافية والتقنية والنبوغ والتفوق العلمي والمحافظة على البيئة وانمائها، لتكتمل بذلك اهداف الجائزة في تتبع الابداع واهله في كل المجالات، لتتسع لكل المبدعين الذين يشاركون في رفد عملية البناء والتطوير لبلد الخير والعطاء. الفائزون بالجائزة اشادوا في حديثهم ل»الجسر الثقافي» بالدور المحفز الذي تلعبه «جائزة أبها» في تطوير اداء الجهات الحكومية والخاصة من خلال شحذ هممهم للتنافس على تقديم الأفكار المبدعة والمبتكرة التي تهدف بالدرجة الاولى لخدمة التنمية المستدامة بما يحقق الفائدة للوطن والمواطن . الوعي الثقافي بداية تحدث امين عام الجائزة الدكتور حسن الشوكاني قائلا: «اسهمت جائزة ابها بجهد مميز في دعم ورفد الحراك الثقافي على مستوى الوطن من خلال اختيارها للموضوعات التى تطرح في كل دورة بما يخدم خطط التنمية الوطنية ويسهم في تحقيقها، حيث تستهدف الجائزة تنمية الوعي الثقافي والارتقاء بالذائقة الادبية من خلال ابراز الاعمال الادبية المميزة في مجالات الشعر والرواية والمسرح والفنون البصرية والتشكيلية لتكون امام اعين الشباب الناشئين والمحبين للادب والفن ليقتدوا بها ويستفيدوا من فنياتها وجمالياتها». تنوع وشمولية فيما عبر الروائي سعود الصاعدي الفائز عن روايته «الساحلي» عن سعادته بفوزه بإحدى جوائز ابها للابداع ، قائلا : «فيما يخص الجوائز الثقافية المحلية والعربية فلها دور في المساهمة بارتقاء الإنتاج الابداعي في مجالات التقنية، والاستفادة منها في تطوير الثقافة والتعليم في الوطن العربي، ومن ناحية اخرى تعتبر الجائزة فرصة لجمع المثقفين بعضهم مع بعض من خلال جلسات تعقد على هامش الملتقى، الذي يشمل محاورات أدبية وشعرية ونقاشات متنوعة». واضاف الصاعدي: «جائزة ابها تعتبر من أعرق الجوائز خصوصا وقد تجاوز عمرها الاربعين عاما، ما جعلها من أهم الجوائز في مشهدنا المحلي، إضافة لأثرها الواضح في إثراء الحياة الثقافية والأدبية والاجتماعية، فيما تخضع عملية التحكيم بها لمعايير علمية وموضوعية تهتم بتقييم العمل الإبداعي». تحدي قدرات فيما اكدت الدكتورة امل الفريخ الفائزة عن فرع «الثقافة» في مجال البحوث والدراسات العلمية أن الفوز جاء ثمرة طموحها الكبير وتحديها لظروف عديدة، وقالت: «بحكم انشغالي بعملي الإداري كوكيلة كلية الخدمة الاجتماعية للشؤون الاكاديمية، فقد انخفض تفرغي العلمي للبحث والدراسة لكثرة المهام المناطة بي وضيق الوقت، فيما كانت مشاركتي في الجائزة لكي اتحدى نفسي وقدراتي واختبرها، وكانت النتيجة ولله الحمد بتحقيق الفوز كدلالة واضحة على أن الطموح والاصرار من شأنه التغلب على كافة التحديات والصعاب». وتتابع الفريخ: «انتهز المقام لأشكر الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير رئيس مجلس إدارة جائزة ابها والقائمين على تنظيم هذا المحفل لاهتمامهم بموضوعات ومجالات الجائزة بما يخدم الوطن والمواطن، كما اهدي هذا الفوز لجامعتي الحبيبة جامعة الاميرة نورة بنت عبدالرحمن التي تهتم بكل شؤون المرأة لتكون نبراسا يقتدى به، كما اشكر جميع افراد اسرتي وابنائي وصديقاتي الذين وثقوا بقدراتي ودعموني للوصول لما انا عليه ولله الحمد من قبل ومن بعد». الترف المعنوي اما الشاعر إبراهيم الالمعي والذي فاز في مجال الابداع الأدبي عن ديوان «وا فاطمة» فتحدث عن مشكلة إتجاه الشعر نحو الإيغال الضبابي والترف المعنوي، الذي يستبعد المجتمع ويخاطب النخبة ليتشكل بذلك مفهوم (الحداثة الشعرية). وقال: «يعتبر تكريم المرء بين أهله وعلى رُبَى وطنه مثالا (القمة العالمية والزهو)، فجائزة أبها بالنسبة لي هي (نوبلي)، مثلما أهلي وقومي ووطني هم (العالم)، أشعر بأن الجوائز ذوات دوافع معنوية عالية». واضاف الالمعي: «أشكر جائزة أبها الوطنية على اختيار شخصي المتواضع في مجال الشعر، مع علمي بأن الكثير سواي في الوطن يستحقها وأحق مني».