كل كتب، ودورات النصائح، والوصايا، والتحفيز، والتطوير قد ترتب أفكارك.. لكنها لن ترتب أقدارك.. بعضنا يجعل همومه كلصوص تزوره بالليل لتسرق منامه.. وتكدر أحلامه.. ببصرنا قد نرى الأشياء قريبة.. ولكن ببصيرتنا سنراها جلية.. كم هو مزعج أن نفكر في كيف خسرنا أمرا ما ولا نفكر في كيف نستعيده بفرصة أخرى.. لذلك نجد الوقت يتفتت بين أيدينا فلا نصل إلى نتيجة.. «قبل أن نطلب من أنفسنا أن نسامح دعونا نتساءل.. هل نملك الخيار نحن بني البشر في أن لا نخطئ؟ أبدا.. إنها جبلة ربانية.. ليس عدم الخطأ هو الغاية من وجودنا..لأن قابلية الخطأ ركبت فينا..لماذا كل هذه التبريرات التي تقدمها للآخرين لتثبت لهم حُسن نيتك.. وسلامة موقفك.. ولماذا تظل تقسم وتقسم وتقسم ليصدقوك..». من السوء أن نرتدي وجها ليس لنا.. ونخلع قلبا لنا.. لأجل أن نشابه غيرنا.. بإمكان الظالم ان يسيطر على كل شيء إلا نفسه التي تنزعه من عقله، فينزع للسوء بقصد الإشباع.. والراحة.. واللذة فيما يظنه.. وأشر الظالمين ذلك المسئول الذي يركل العدل جانبا فيجعل الظلم أساس قوته، وسلطته، وسطوته.. ويصبح ويمسي الظلم فن الحياة لدى هذا، أو ذلك المسئول من حيث يرى، أو لا يرى.. قد يفقد الصادق الكثير بصدقه إلا أنه لن يفقد كيانه.. ولا عقله.. وبإمكان الكاذب ان يكسب أشياء كثيرة إلا أنه سيخسر نفسه فذاته ملتهبة بالكذب الذي يجده بضاعته ورأس ماله.. وأسوأ الكاذبين هو المسئول الذي يغلف كذبه بمصطلحات ملونة ملوثة يعتقد أنه يصرف أموره، ويعزز موقفه، ويثبت كرسيه بذلك. هناك من يتبع الطريق فقط.. ولا يتبع طريقه فيقوده الطريق إلى ما لا يرغبه.. فهو يمشي ساربا بلا وجهة.. يضع نفسه أينما وضعه الطريق.. ويقف حيث انتهى به الطريق.. لا ينتهي حوار لم يبدأ بحق وصحة.. ولا يبدأ حوار لن ينتهي بحق وصحيح.. فالآراء متداولة والحجج متناولة.. فلا خير في جدال بلا مرجعية حقة واضحة.. ولا خير في نقاش على باطل.. والراشد من ترك الجدال والمراء ولو كان محقا. في الناس من يدع غيره يتحدث عنه.. وينيب نفسه ليتحدث عن غيره.. والرشد هنا لا تتحدث عن أحد.. ولا تترك أحدا يتحدث عنك.. ومنهم من يعجب برأي غيره ليكون موجها له ومتأثرا به فتعجبه التبعية دوما.. ويصبح مرجعيته في كل قضية أن يسمع رأي ذاك الذي أعجبه.. يتحدث بعضهم أنه جاد في كلامه، وطرحه، ووعوده.. ويتجاهل المهم بان يكون صادقا فيما يقول لا جادا.. فالجدية لا تعني الصدق أبدا لأن مطبات الخذلان واردة بكثرة.. لكن من يصدق يكون جادا.. وليس من يكون جادا صادقا.. مدح الذات بإفراط هو صورة أخرى لجلد الذات.. فالزيادة كالنقصان.. ووجها العملة حتى وإن تناقضا فهما على عملة واحدة.. وتزكية النفس بجهل في كل صغيرة وكبيرة تغمط الخلق القويم.. قصيدة شعر تبدأ بآهات وتنتهي بالحروف فلا قيمة لها بدون تنفس.. هكذا هي الحياة فهناك من يجهل.. كيف يتنفسها.. وكيف يتكلمها.. فما بالك كيف يعيشها.. البعض يحلم ولا يزال بأن يكون شخصاً طيفيّ الأثر.. فرغبته أن يمر مثل الطيفْ الجميل في حياة الآخرينْ.. والبعض يتمنى أن يكون محورا صاخبا في حياة الآخر فيكون هو مؤثرا بعمق للحد الذي يغيّر أولوياته..