العدامة حي لن ينساه أي اتفاقي عاش تلك الامجاد في الماضي، ايام حصد البطولات والانجازات، وهو أشهر وأقدم أحياء مدينة الدمام، وسمي بهذا الاسم -كما قيل- كون أرضه مرتفعة قليلا، حيث ذاع صيته منتصف ستينيات القرن الماضي بتميز طرقاته ودكاكينه المتلاصقة بعضها ببعض. هذا الحي انتعش في فترة الثمانينيات عندما بدأ فريق الاتفاق يحقق البطولات الداخلية والخارجية، حيث كان مقره في العدامة ووقتها كان هذا الحي مشهورا وحصل على شهرة اكثر لوجود مقر نادي الاتفاق فيه. العدامة أنجبت العديد من الرياضيين شخصيات أو لاعبين صالوا وجالوا في الملاعب الترابية بهذا الحي، امثال الدولي السابق احمد البحري الذي لعب للاتفاق والنصر، وعلي الشهري لاعب الاتفاق والقادسية السابق وشقيقه يحيى لاعب النصر حاليا، وماجد الهملان وإبراهيم هزازي لاعبي النهضة السابقين والعديد من اللاعبين، كما ان حواريها كانت تضم افضل الفرق، خصوصا في الدورات الرمضانية التي كانت تقام في ارض ترابية. حيث تجد اربع دورات رمضانية تقام في الوقت نفسه لكثرة الفرق المشاركة وتجذب العديد من المتابعين، خصوصا الكشافين الذين يبحثون عن لاعبين لتدعيم الفئات السنية في انديتهم. ويتسابقون على الحصول على افضل المواهب، حيث كانت اندية اخرى تضم لاعبين من مواهب حي العدامة وليس الاتفاق فقط. حي العدامة كان صاخبا في الماضي، هذا الحي الذي أهداه الدكتور تركي الحمد رواية باسمه بات مختلفا كثيرا، فبعد أن كان مركز أعيان وتجار وأدباء مدينة الدمام، أصبح الآن يعج بالعمالة الآسيوية والدكاكين المتهالكة والشوارع الغاصة بأكوام القمامة، حيث غادره اغلب سكانه إلى أحياء أخرى، وأبقوا هناك ذكرياتهم التي يسترجعونها بين الحين والآخر؛ لأنهم ما زالوا يعتبرونها جميلة في نظرهم. ومن هذه الذكريات، انتصارات الاتفاق وتحقيقه البطولات، حيث كان ينثر الفرح دائما بين جنباته وفي كل منزل، حيث يخرج الجميع للاحتفال في النادي الذي كان يوجد في هذا الحي قبل ان ينتقل الى مكانه الحالي. اما الشارع القريب من النادي فكان يشهد احتفالات الاتفاقيين عندما يحققون أي بطولة او أي انتصار ثمين، حيث تصطف الجماهير على جنابته متقابلين يهتفون لاستقبال حافلة اللاعبين، الذين كانوا يردون التحية برمي الحلويات والورود، فيما تكون السيارات تسير خلفها رافعة الاعلام في احتفالية كان يشاهدها جميع سكان الحي حتى النساء والاطفال. فيما كانت سطوح المنازل تتزين بالأعلام الاتفاقية وبمقاسات مختلفة ترفرف عاليا ونادرا ما تجد منزلا لا يوجد به علم او شعار للنادي أو حتى صورة لاعب!! وعندما تكون هناك مباراة للفريق على ملعب الرئاسة العامة لرعاية الشباب سابقا (استاد محمد بن فهد حاليا) تذهب اغلب الجماهير المقيمة في حي العدامة مشيا على الاقدام حتى ملعب المباراة لقرب المسافة، حيث تغتص المدرجات بالجماهير وبعد نهاية المباراة وفي حالة انتصار الفريق تعود الجماهير الى النادي لتحتفل حتى وقت متأخر من الليل. مقر نادي الاتفاق سابقًا تحول إلى عمارة سكنية