يتوقع مختصو الطقس أن تبدأ حالة من عدم الاستقرار في اجواء المملكة، اليوم بإذن الله، تصادف العودة للدراسة بعد الإجازة، وذلك نتيجة تدفق كتلة هوائية باردة، تؤثر بدايةً على شرق المتوسط والعراق، مع استمرار العوامل المرافقة لمرتفع جوي قادم من الأطراف الشمالية نحو شبه الجزيرة العربية، ومنخفض متحرك من الجنوب محمل بالرياح الدافئة والرطوبة، ونتيجة التقاء التيارات المتعاكسة تحدث الاضطرابات الجوية، وتشتد قوتها تدريجيا الى منتصف الاسبوع، بحيث تتحول الاجواء الى مغبرة في مختلف المناطق، مع ارتفاع ملموس في درجات الحرارة غدا الاثنين، وتكون الرياح نشطة مثيرة للعواصف الرملية، في اجزاء من شمال غرب وشرق المملكة، تحد من مدى الرؤية الافقية، كما تتشكل الغيوم الرعدية على الاجزاء الجنوبية من المنطقة الشرقية وجنوب الغربية، مع احتمال هطول امطار خلال اليومين القادمين، ممتدة في حزام سحابي يمرّ بالوسطى، مصحوبة بنشاط رياح جنوبية ومتغيرة الاتجاه مثيرة للأتربة والغبار، وتستمر التقلبات الجوية خلال ال10 الأيام القادمة، وذلك بسبب اختلاف وتفاوت وضعية الضغط الجوي السطحي في هذه الفترة. وفي سياق متصل يوضح الباحث في شؤون الطقس والفلك سلمان آل رمضان ان مواعيد دخول الفصول ليست هي سبب تغير الأجواء، فلكل منطقة جغرافية مناخها وطقسها الخاص بها، وذلك بسبب اتجاه أشعة الشمس عليها، فعلى سبيل المثال وعند الاعتدال الصيفي يكون القطب الشمالي باردا والجليد يكسوه رغم عدم غياب الشمس عنه نهائيا، كما تلعب التيارات الهوائية والمنخفضات والمرتفعات وحركة الرياح وحرارتها دورا كبيرا في مستوى الحالات الجوية، لكن عموما، في الاعتدال الربيعي وهو فترة انتقالية بين الشتاء والصيف، وبسبب اختلاف قيم الضغط الجوي وتقلب اتجاه الرياح تثور عادةً الأتربة والغبار وتنعدم الرؤية أحيانا ويضطرب البحر، كما تتهيأ فرص هطول الامطار وحالات عدم الاستقرار الجوي نتيجة هبوب رياح رطبة قادمة من الجنوب، ملتقية مع رياح باردة قادمة من الشمال، وهذه الحالات متوقعة في الفترة القادمة ان شاء الله، ربما تكون متواصلة حتى نهاية شهر مارس الجاري، الذي يعد عند المهتمين بالطقس والأرصاد أول أشهر الربيع. واستطرد الفلكي آل رمضان بقوله: إنه عند دخول فصل الربيع (فلكيا) تكمل الشمس دورتها الظاهرية في فلك البروج (الدوران الحقيقي للأرض)، لتكمل سنة مدارية كانت مدتها 365 يوما و5 ساعات و44 دقيقة و47 ثانية لتبدأ سنة شمسية جديدة، وهذا هو معنى الاعتدال الربيعي؛ لأن بداية السنة الشمسية من الربيع حتى الربيع القادم، ولهذا تعرف بسنة الفصول، وتحديد يناير بدايتها ورأسها هو أمر اصطلاحي لتنظيم حياة الناس المدنية، ويوافق اليوم الاحد دخول فصل الربيع، والمسافة بين الشمس والأرض 148985311 كم، في حين يعود اختلاف الفصول لميل محور دوران الأرض حول نفسها عن مدارها حول الشمس 27.5 درجة فيتفاوت اتجاه أشعة الشمس عليها، وفي الاعتدال يقال بتساوي الليل والنهار وذلك غير صحيح؛ لأنه يحصل في 16 مارس وهو أيضا غير دقيق في التساوي، ايضا في يوم الاعتدال الربيعي تشرق الشمس من نقطة الشرق وتغرب في نقطة الغرب. من جهتهم يشير متابعون للأنواء الى ان اليوم يوافق بداية موسم الحميمين، الذي تهطل خلال ايامه الامطار عادةً، يستمر 26 يوماً مقسمة على طالعي (سعد الأخبية والمقدم)، ويُعد (الحميمين) آخر مواسم فصل الشتاء، وبانتهائه لا يتوقع عودة البرودة، وهو موسم تساوي الليل مع النهار في أوله، ثم يأخذ النهار بالزيادة؛ لأن الشمس تنطلق باتجاه الشمال، استعداداً لموسم الصيف الفعلي الحار، الذي يجعل أشعة الشمس تقترب من التعامد على مناطقنا، كما تشهد الايام المقبلة بإذن الله هبوب الرياح المحمّلة بالغبار والأتربة، وغالباً ما تكون في ساعات المساء الأولى، ويزداد الدفء بالتدريج، والرياح خلال هذا الموسم شمالية شرقية أو شمالية غربية، قد تتقلب لكن لفترة وجيزة وتجلب الغبار والأتربة، وفي نهاية موسمه تسود الرياح الجنوبية أو الجنوبية الشرقية الدافئة، وتتشكل السحب الرعدية متوالية بطقس ربيعي خلال الايام المقبلة، وبما يؤدي الى تطور الحالات الجوية بتساقط الامطار مجددا وهبوب العواصف الرملية.