حينما يكون الأمر خاصا بنزاع خارجي، ولأجل المحافظة على حقوق يريد الآخر أن يهدرها على بلادي.. فإن وطني على حق دائما وأبدا وإلى يوم يبعثون، ولا سبيل للتنازل عن هذا المبدأ. قد يقول قائل إن في مثل ذلك مبالغة في تفسير مفهوم الوطنية ويتجاوز إلى الأنانية، ولا علينا من ذلك، فحينما يحضر الوطن بكل تجلياته تسقط كل التحديات والعوائق، ولا بأس من تغيير المفاهيم والعلاقات، بل والحب والكره والصداقة والعداوة، وإن كنا مع تمسكنا بتلك المبادئ نؤكد أن التاريخ لم يعرف قديما وحديثا أن السعودية بلد معتد أو مثير فتن وصانع فرقة كما هي إيران عبر تاريخها الممتد لنحو أربعين عاما هو تاريخ ثورتها النزقة. وحينما تكون ردة فعل بلادي، تجاه ضرر طالها، بحجم عاصفة الحزم ورعد الشمال، فإن من حقي كسعودي أن افتخر ببرقها ورعدها وحين تمطر بإذن الله خيرا على هذه البلاد بعد وأد الفتن ودفنها في سوريا. نحن هنا في المملكة العربية السعودية لا يلتبس علينا مفهوم الوطنية والثبات مع قادتنا في خندق واحد لأجل أفضليات مستقبلية لهذه البلاد، من أهمها: دفن الإرهاب بعد القضاء عليه، سواء كان في اليمن أو في الشام، ما دام أن شره قد وصل إلينا، يدعمنا تاريخنا الذي وثقناه بتراثنا الإنساني الذي لم يخضع للظلم، ذلك التاريخ الذي جعل المستعمر الذي هيمن على كل بلاد العرب.. لم يقو على أن يعيش في بلادنا، أو حتى أن يضطهد أهلها من بعيد. هنا في المملكة العربية السعودية ننطلق من تراث إنساني زاخر بكل الإيجابيات الدينية والدنيوية، علّمنا كيف نضع حدا فاصلا وحاسما بين الصح والخطأ بين المبادرة المدروسة والتهور، رسّخ فينا كيف نتعامل مع الوطن وكيف نستمر منتصرين له.. أنشأ فينا وفي دواخلنا آليات جذب داخلية للانتصار له والتقرب منه في كل فترة يحتاج لنا، فعلا أو قولا. في مشوار الردع الذي سينطلق من "رعد الشمال" وطني على حق وكل الحق وهو يحميني ويحمي أرضي ومقدساتي من عبث العابثين، يحميني وهو يدرك أنه ذهب بعيدا عن الوطن؛ لكي يدفن هناك من فكّر بايذائي. لذا، أنا أؤيد حكومة بلادي وأقف معها وأدعو لها بالنصر. لن أتحدث عن الحق والباطل، ولا الطالب والمطلوب؛ لأننا إزاء لب الوطنية وجوهرها الثمين، تلك المتكونة من مجموعة الأخلاقيات السامية المتجذرة من الآباء والأجداد والتراب والماء وكل التاريخ الذي يحيط بها، من يدرك ذلك الأكيد أن يعي جيدا أن لا وطنية صادقة بدون التزام أخلاقي بمبادئ الوطن وأهل الوطن وقادته. وطننا ليس مقر ترفيه وصرف أموال، نستطيع أن نستبدله متى ما شئنا، بل هو حياة والتزام أبدي نتمتع بخيراته، ونلتزم له بحمايته متى ما احتاجنا تاركين كل المتع والامتيازات وما تريده النفس من خيرات خلفنا ووراء ظهورنا، فنحن نحب وطننا وقيادته، في برقه ورعده وجنوبه وشماله.. ولا خير فينا إن لم نكن كذلك.