بصراحة أصبحت أشفق على رئيسي لجنتي التحكيم والانضباط بالاتحاد السعودي لكرة القدم، فهما الأكثر عرضة للاتهامات، وأسهل الطرق لتنفيس الجماهير، وأقرب اسميين للنقد، والأهم من ذلك كله هما السفينة التي ينخر فيها الجميع من أجل إغراق رياضتنا بوعي أو بدون وعي، وبقصد أو دون قصد. ما يعجبني في المهنا «التطنيش» للحروب المعلنة والمخفية ضده، وردة فعله التي تتغاضى عن الفعل، ولجنة التحكيم تحتاج لشخصية تحمل صفات نفسية مثل المهنا، لأنه يجيد التعامل في حالات كثيرة يرتفع فيها مؤشر الميول في الانتقادات والهجوم، وهو يعرف هذه الألاعيب صادرها وواردها، لذلك تكون ردة فعله مناسبة، ولولا هذه الميزة لما استطاع الصمود في موقعه رغم «الحفر» الذي أتعب منظريه ومحرضيه دون فائدة تذكر. ما يحتاجه رئيس لجنة الانضباط الجديد، وما كان يحتاجه الرؤساء السابقون لهذه اللجنة، هو سياسة المهنا في «التطنيش» وخصائصه النفسية بعدم التأثر لا للحملات المعلنة وغير المعلنة. رئيس لجنة الانضباط بحاجة ماسة لقوة في الجانب النفسي، بعدم الانجرار خلف الضغط الجماهيري والإعلامي، طبعا إلى جانب كفاءته في القانون، ولكن إذا امتلك الثانية، ولم يتسلح بالأولى، فبدون شك مصيره الفشل. أعجبني الكابتن سلطان خميس في حديثه الإذاعي يوم أمس، عندما قال لجنة الانضباط تحتاج إلى الجرأة فقط حتى تنجح، وأنا معه في هذا التوجه، لأن الجرأة لا تنظر لردة فعل الجمهور ولا الإعلام، ومصائب لجنة الانضباط هي تأثرها بردة فعل عندما تنوي إصدار القرارات، ولذلك نجد عامل التأخير، وعدم البت في قضايا واضحة لا تحتاج لأن تكون جدلية في الساحة الرياضية.