يعد واحداً من أهم اللاعبين الذين يبحث عنهم مختلف الأندية الكبيرة، وذلك نظير المستوى الذي قدمه في فترات سابقة في مركز يعد من أصعب المراكز في كرة القدم الحديثة، فبات مطلباً لأكبر الأندية فالهلاليون يحتاجون للاعب بمثل امكاناته، والنصراويون يبحثون عمن يزيد من قوة خط منتصفهم لينافس ابراهيم غالب، والاتحاد يبحث عن ضالته في هذا المركز والذي اتضح الفراغ الكبير به منذ انتقال سعود كريري لنادي الهلال. ليكون السؤال هو: ما الذي يميز محمد كنو لاعب المحور الاتفاقي عن غيره من اللاعبين ليكون المطلب الأبرز للأندية الكبيرة ويجعل الاتفاقيين يتمسكون به؟ صغر العمر من أهم ما يجعل مختلف الأندية تبحث عن لاعب بقدرات وإمكانيات محمد كنو هو العمر الصغير الذي برز به اللاعب، وهو الذي لم يكمل حتى الآن السنة الواحدة والعشرين من عمره وهو من مواليد عام 1994م، فاللاعب يمتلك مقومات تساعده على البروز أكثر في مركز المحور ومنها البنية الجسمانية الجيدة وكذلك طول القامة حيث يبلغ طوله مائة وتسعين سنتيمتراً. بداية ملفتة جاءت بداية محمد كنو من خلال الفئات السنية بنادي الاتفاق، والذي قام بضمه بعد أن شاهده كشافو النادي في بطولات الحواري بالمنطقة الشرقية، فجاءت التوصية لإدارة النادي بسرعة ضمه للنادي، في الوقت الذي تنبأ له المدرب المصري مجدي عبدالغني المدرب بالفئات السنية بنادي الاتفاق بمستقبل كروي باهر، ليبدأ مسيرته في ملاعب كرة القدم، وذلك وسط دعم قوي من عائلته وخاصة في ظل وجود أشقاء للاعب شاركوا في الأندية في مراحل سابقة، وجاءت بدايته مع الاتفاق بشكل لافت ليظهر خلالها بمظهر قوي ساهم في ضمه لمنتخبات الفئات السنية لعدة مرات شهدت إعجاباً كبيراً بما قدمه من مستويات مع مختلف المنتخبات. تسليط الأضواء بدأت الأضواء تسلط بشكل أكبر على اللاعب وهو في الفريق الأولمبي في نادي الاتفاق، وذلك تحديداً في موسم 2012-2013 فقد برز بشكل كبير في بطولة دوري الأمير فيصل بن فهد، حيث قدم مستويات جعلت الأندية تنظر للاعب بجدية من خلالها، فجاء ظهور اللاعب لافتا في تلك البطولة، حيث ظهر في ذلك الموسم بشكل كبير في خط المنتصف، فكان مدربو الفريق الاتفاقي يعتمدون عليه كلاعب ذي نزعة دفاعية، وفي ذات الوقت يلاحظ مساندته الكبيرة لخط الهجوم من خلال بناء الهجمات متى ما أوكلت له المهمة من قبل الجهاز الفني للفريق. الاحتراف بعد ظهوره القوي مع الفريق الأولمبي قررت الإدارة الاتفاقية توقيع عقد مع اللاعب لينضم لقائمة اللاعبين المحترفين بالنادي، وجاء ذلك سعياً من الإدارة لتشجيع اللاعب على تقديم المزيد مع العطاء، فجاءت الرغبة الاتفاقية موافقة لرغبة اللاعب ليوقع أول عقد احترافي له يمتد لخمس سنوات، وذلك قبل أن يتمكن حتى من تمثيل الفريق الأول بالنادي وهو الأمر الذي أكد امتلاك اللاعب لقدرات كبيرة ينتظر أن تعود بالكثير على الفريق مستقبلاً. ظهوره في دوري المحترفين في موسم 2013-2014 جاءت الفرصة لمحمد كنو كبيرة، وذلك بعد أن شاهده مدرب الفريق الاتفاقي الأول الألماني ثيو بوكير مع الفريق الأولمبي وليطلب سرعة تواجده مع الفريق الاتفاقي الأول، وهو ما حصل وبالرغم من صغر سن اللاعب حينها والذي كان يبلغ فقط تسعة عشر عاماً، إلا أنه تواجد بشكل قوي مع الفريق الاتفاقي والذي شهد في ذلك الموسم تواجد أربعة مدربين مع الفريق بداية من الالماني بوكير فالروماني تيدور، فالصربي غوران وختاماً بالروماني ايوان أندوني. فبالرغم من هذا العدد الكبير من المدربين الذين مروا بالفريق الاتفاقي، إلا ان كنو تواجد بشكل لافت ليشارك في اثنتين وعشرين مباراة من أصل ست وعشرين خاضها الفريق الاتفاقي في الدوري، جاءت تسع عشرة مباراة منها ليتواجد كلاعب أساسي بالفريق وهو الأمر الذي أكد حضوره القوي مع الفريق الاتفاقي، حتى إنه في ذلك الموسم وبالرغم من كونه لاعباً في المنتصف إلا إنه كان ثاني هدافي الفريق الاتفاقي برصيد خمسة أهداف بعد السنغالي بابا ويغو، وكذلك كان هداف الفريق من اللاعبين السعوديين، وفي ذات الوقت تمكن من صناعة خمسة أهداف للفريق في ذلك الموسم ليكون هو صانع الأهداف الأبرز في الفريق الاتفاقي في ذلك الموسم. نهاية موسم حزينة بالرغم من الأداء الكبير الذي ظهر به كنو مع الفريق الأول بنادي الاتفاق، إلا أن ذلك لم يكن كافياً له ولفريقه للتواجد لموسم آخر في دوري عبداللطيف جميل، فجاءت خسارة الفريق الاتفاقي في الجولة الأخيرة من الدوري أمام نادي الأهلي بمثابة الصاعقة على الاتفاقيين ليهبط الفريق من خلالها إلى دوري الدرجة الأولى للمحترفين، فكان ختام الموسم الأول لكنو مع الفريق الأول قاسياً جداً بالرغم من بروزه الكبير مع الفريق الاتفاقي. مطلب للكبار بعد هبوط الفريق الاتفاقي تلقت الإدارة الاتفاقية العديد من العروض من مختلف الأندية الكبيرة في دوري عبداللطيف جميل لضم اللاعب، إلا أن رئيس النادي في ذلك الوقت عبدالعزيز الدوسري أكد أن مجلس إدارة نادي الاتفاق اتخذ قراراً باستمرار اللاعب في النادي دون النظر لأي عروض تتلقاها الإدارة من أي ناد آخر وذلك بهدف الحفاظ على تماسك الفريق وسعياً للعودة به إلى مصاف دوري عبداللطيف جميل. الإصابة تقتل الاتفاقيين جاءت الجولة السابعة من دوري الدرجة الأولى السعودي للمحترفين قاتلة لطموحات الاتفاقيين، وذلك عندما شهدت هذه الجولة اصابة اللاعب محمد كنو في ربع الساعة الأول من مواجهة الفريق الاتفاقي أمام مضيفه نادي الرياض، حيث غادر كنو الملعب اثر احتكاك أحد لاعبي نادي الرياض به وهي الاصابة التي ظهرت نتائج الكشف عليها لتوضح معاناته من قطع في الرباط الصليبي، وهو ما يعني عدم قدرة اللاعب على المشاركة مع الفريق لستة أشهر وينتهي بذلك موسمه مع الفريق الاتفاقي بالاصابة التي وصفها الاتفاقيون بالخسارة الكبيرة لفريقهم الذي لم يتمكن من الصعود لدوري عبداللطيف جميل. موسم جديد ومطالب كبيرة بالرغم من عدم عودة اللاعب للمشاركة مع الفريق الاتفاقي في الموسم الماضي إلا أن مطالب الفرق الكبيرة لضم اللاعب استمرت في فترة الصيف، حيث تداولت الأوساط الإعلامية وجود مطالب هلالية ونصراوية وصلت للإدارة الاتفاقية لضم اللاعب، وفي الوقت الذي يشهد نادي الاتفاق انتخابات على مستوى رئاسة النادي ومجلس إدارته، جاء رفض الرئيس الاتفاقي عبدالعزيز الدوسري متوازياً مع مطالب الجماهير الاتفاقية بعدم التفريط في اللاعب، وبعد أن انتهت الفترة الرئاسية للدوسري وفي الوقت الذي قام الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد بتكليف أحمد بن علي الدوسري برئاسة النادي وعضوية عدنان المعيبد ويوسف السيد لتسيير امور النادي، استمرت مطالب الهلاليين بشكل خاص لضم اللاعب إلا أن المعيبد ظهر في تصريحات يؤكد من خلالها أن إدارة النادي لن تفرط في أي من نجوم الفريق وأن على كافة الأندية اخراج اللاعب من حساباتها، وليغادر اللاعب برفقة الفريق الاتفاقي للمشاركة في المعسكر الذي يقيمه الفريق في تركيا استعداداً للموسم المقبل. وليبقى السؤال مستمراً، هل سيتمكن الاتفاقيون من الابقاء على محمد كنو ضمن صفوف ناديهم، أم سيتغير الموقف مع نهاية انتخابات مجلس إدارة النادي ورئاسة عبدالعزيز الدوسري أو خالد الدبل للنادي؟.
