وسط الاجواء الروحانية، وفي مشهد يجسد العلاقة الحميمة بين أفراد الاسر الاسلامية، ومنهج الاسلام في تربية الاولاد، استفاد الأطفال من تجربة أداء مناسك العمرة حال اصطحاب آبائهم لهم، حيث يمرون بمواقف تربوية قلما يجدونها في كتاب مقروء أو مقطع مشاهد، ولهذا على من اصطحب أطفاله الصغار لأداء نسك العمرة أن يستغل تلك المواقف في ترسيخ قيم تربوية وآداب شرعية جاء بها الإسلام، مبينا أن الطفل بهذه الطريقة لن ينسى تلك الرحلة المفعمة بالأجواء الإيمانية، حتى إذا كبر وبلغ مبلغ الرجال فلن تغيب عن مخيلته تلك العمرة أبدا، وسترسخ تلك القيم السامية في نفس وقلب ووجدان ذلك الطفل الصغير. ومن المعروف أن التعليم بواسطة المحاكاة هو أحد أهم الاستراتيجيات في التعليم واستشعار الطفل روحانية المشاعر، وقد تعود المسلمون على اصطحاب أطفالهم لأداء مناسك العمرة، وسط ابتسامة تلوح على شفاههم، معبرين عن فرحتهم بها، وتمتلئ ساحات الحرم بهم من كافة الأعمار والأجناس، ويسعى الآباء لإسعاد أطفالهم ومشاركتهم لأداء المناسك في رمضان مؤكدين على ضرورة تعليم الأطفال أداء مناسك العمرة والصلاة التي تعبر عن روحانية المسلمين بالمناسبة الرمضانية. واعتبر الكثيرون أن اصطحاب الاطفال لأداء المناسك يبقى ذكرى جميلة ورائعة في أذهان الأطفال بعد أن يلبسوا الاحرام الجديد مجردين أنفسهم من لبس المخيط من الملابس، والخروج مع أهاليهم وسط ابتسامة جميلة. كما تمنوا أن يقتدي الآباء كافة بهذه الأسوة الجميلة التي تحبب الأطفال في الدين منذ صغرهم باصطحابهم لصلاة العيد.