البحرين تعرب عن دعمها للجهود الهادفة إلى تعزيز الأمن والاستقرار في اليمن    120 صقارًا يدشنون أشواط نخبة المحليين في انطلاق مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور    انطلاق تجربة Flying Over Saudi ... أول تجربة من نوعها تُحلق بالزوّار فوق أبرز معالم المملكة ضمن فعاليات موسم الرياض    «بيئة مكة» تمكّن الأطفال من الابتكار التطوعي البيئي عبر هاكاثون «غراس» الأول    روسيا تنفي التقارير حول عزمها تعديل الخطة الأمريكية للتسوية في أوكرانيا    الرئيس التركي يلتقي رئيس مجلس السيادة السوداني    ترسيخ ثقافة العطاء والانتماء    اتحاد الغرف السعودية يكرم السلامة    آل الشيخ: جائزة طارق القصبي نموذج وطني لدعم البحث والابتكار في الهندسة المدنية    المطر والحنين    رئاسة الشؤون الدينية تدعو قاصدي الحرمين إلى الالتزام بآداب وفضائل يوم الجمعة    واشنطن مُهددة في سباق الذكاء الاصطناعي    الاتفاق يكسب الرياض بثنائية في دوري روشن للمحترفين    نيوم يتغلب على النجمة بثنائية في دوري روشن للمحترفين    رومانو : ريال مدريد غير مهتم بالتعاقد مع لاعب الهلال روبن نيفيز حاليًا    القبض على (7) مخالفين في جازان لتهريبهم (126) كجم "قات"    من البحث إلى التسويق الجامعات في فخ التصنيفات العالمي    الفصحى: جمع شمل    الهلال يختتم التحضيرات لمواجهة الخليج    برعاية وزير التعليم جامعة أم القرى تفتتح ورشة "تبادل التجارب والممارسات المتميزة في كفاءة الإنفاق لمنظومة التعليم والتدريب"    جامعة أم القرى تستضيف اجتماع وكلاء الجامعات السعودية للشؤون الإدارية والمالية    «أرفى» تكرّم الجهات الداعمة لمسيرة العطاء مع مرضى التصلب المتعدد    نائب أمير جازان يستقبل نائب الرئيس التنفيذي للمؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام "إخاء"    جمعية أدبي جازان تشارك في ليالي المكتبات ببيت الثقافة    الأمير بندر بن خالد الفيصل: مهرجان كؤوس الملوك والأمراء يحظى بدعم واهتمام القيادة        مركز الحياة الفطرية يطلق 61 كائناً فطرياً بمحمية الملك خالد الملكية    الشؤون الإسلامية في جازان تُقيم ورشة عمل لتأهيل المراقبات بمساجد محافظة أبو عريش    ‏نائب أمير منطقة جازان يستقبل نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين    مدير عام فرع الشؤون الإسلامية في جازان يتفقد جوامع ومساجد العيدابي ويفتتح مسجد النور    د. مريم الدغيم تحصل على براءة الاختراع الأمريكية    ارتفاع الصادرات غير البترولية بنسبة 32.3% في أكتوبر 2025    وزير الشؤون الإسلامية يستقبل سفير خادم الحرمين الشريفين لدى فيتنام    إنفاذ يشرف على 75 مزادا عقاريا لتصفية وبيع أكثر من 900 أصل في مطلع 2026    تكريم الجمعيات المتميزة وقادة العمل التطوعي في جازان خلال حفل مركز التنمية الاجتماعية    جولة ميدانية للوقوف على جاهزية الواجهة البحرية بقوز الجعافرة استعدادًا لانطلاق المهرجان الشتوي    السعودية: تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت والمهرة تمت دون موافقة مجلس القيادة الرئاسي أو التنسيق مع قيادة التحالف    نائب أمير تبوك يواسي أسرة الخريصي في وفاة الشيخ أحمد الخريصي    تطبيق علاج وقائي للحد من تطور السكري    ارتفاع النفط والذهب    نقاشات أمنية وسياسية تسبق لقاء نتنياهو وترامب.. حدود جديدة لإسرائيل مع غزة    في دوري أبطال آسيا 2.. النصر يدك شباك الزوراء العراقي بخماسية    إنفاذاً لأمر خادم الحرمين الشريفين.. تقليد نهيان بن سيف وشاح الملك عبدالعزيز    الشيباني: العلاقات مع روسيا تدخل مرحلة إستراتيجية جديدة.. الداخلية السورية تتهم «قسد» بالتجنيد الإجباري في حلب    صندوق الطائرة الأسود قرب أنقرة.. تركيا تعلن العثور على جثة رئيس الأركان الليبي    لوحات مجدي حمزة.. تجارب من واقع الحياة    المملكة في صدارة الدول بالترفيه الرقمي ب34 مليون مستخدم    سلطان عمان يمنح قائد الجوية السعودية «الوسام العسكري»    40 ألف متدرب مخرجات الأكاديمية الصحية    هندية تصلح عطلاً برمجياً في حفل زفافها    «الجوازات» تصدر 17.767 قراراً إدارياً بحق مخالفين    استدعاء 40 شخصاً نشروا «محتوى يثير التأجيج»    تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين وولي العهد.. وزير الداخلية يطلع على مبادرات الجوف التنموية    الإطاحة بطبيبة المشاهير المزيفة    الشباب يعلن غياب مهاجمه عبدالرزاق حمد الله لقرابة شهرين    مرحوم لا محروم    نائب أمير تبوك يواسي أسرة الخريصي في وفاة الشيخ أحمد الخريصي    النيكوتين باوتشز    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ناشط أحوازي: إيران هشة وحُبلى بالمفاجآت وداعمة للإرهاب
عاصفة الحزم هزت ساسة طهران ودرجاتها أعلى من مقياس ريختر
نشر في اليوم يوم 22 - 05 - 2015

يكشف الإعلامي والناشط العربي الاحوازي حامد الكناني جانبا من الأوضاع الداخلية في ايران، مؤكدا أن انتفاضة مهاباد ليست حدثا فرديا، بل هي عملية رفض مستمرة للسياسات الفارسية المتمثلة بالاضطهاد القومي والطائفي البغيض، كما هو الحال في مناطق الشعوب غير الفارسية الأخرى مثل العرب والبلوش والترك الآذريين والتركمان.
وحول التدخل الايراني الخارجي يؤكد الكناني أن إيران ليس بمقدورها من الناحية الاخلاقية الدفاع عن الآخرين وتبني قضاياهم، طالما انها ظالمة لمواطنيها وللقوميات غير الفارسية فيها، وهذا ما يدعو للتساؤل حول تمسك البعض بإيران التي لا ترى غير مصالحها، ولا ترى أن أي علاقة معها ستكون متكافئة بل علاقة تبعية وولاء مطلق ويضيف الكناني: إيران هشة وممزقة وهناك فواعل داخلية تضعف من عوامل قوتها، واستعراضاتها العسكرية ليست حقيقية، بل أغلبها دعائي وإعلامي، والمشكلة الحقيقية أنها سيطرت على البعض وأغرتهم بالأموال وجعلتهم أدوات لخدمة مصالحها، ونعتقد ان المواجهة مع إيران سهلة وليست من الصعوبة، فالواقع يؤكد امكانية تفككها، ولكنها تضع بيضها في سلة الغرب الذي تدعي معاداته لتضمن البقاء خوفا من الثورة، ونعتقد أن المستقبل يؤكد سقوط نظامها واستعادة الشعوب لحقوقها المسلوبة.وتاليا تفاصيل الحوار:
كيف تقرأ ما جرى مؤخرا في مدينة مهاباد؟ هل هي فقط قضية اغتصاب أم انها الشرارة التي ستكسر الجدار، جدار الخوف الشعبي؟ وهل ستؤدي هذه الشرارة إلى تحولات؟
ما يجري في كردستان أي المنطقة التي يطلق عليها اسم شرق كردستان من قبل الاكراد من احتجاجات وإضراب شامل في أربع أكبر مدن كردية في الأيام القليلة الماضية لم يتعلق بحادثة مهاباد الأخيرة فحسب، وانما الأمر يتعلق بوجود ارهاصات وانتفاضة شعبية جديدة شهدها إقليم كردستان.
وجاءت هذه الانتفاضة لتعبّر عن استمرارية النضال الكردي ورفض السياسات الفارسية المتمثلة بالاضطهاد القومي والطائفي البغيض، كما هو الحال في مناطق الشعوب غير الفارسية الأخرى مثل العرب والبلوش والترك الآذريين والتركمان.
ولا ننسى أن الشعب الكردي قاوم الوجود العسكري الفارسي بشتى أنواع الكفاح والنضال العسكري والمدني من أجل تحقيق حلمه وأمنيته في تقرير مصيره بعيدا عن الوصاية الفارسية.
ومدينة مهاباد لها رمزية سياسية خاصة لدى الاكراد، فقد كانت ولا تزال مصدر انطلاقة الشرارة الأولى لكل انتفاضة يشهدها الإقليم، على سبيل المثال، شهدت هذه المدينة إعلان أول جمهورية كردية سنة 1946م اطلق عليها جمهورية مهاباد التي ترأسها قاضي محمد الذي تعرض للاعتقال بعد الاطاحة بحكمه بعد أقل من عام من تأسيس الجمهورية من قبل الجيش الفارسي آنذاك ونفذ ضده حكم الاعدام حينها.
كما احتضنت هذه المدينة نشاطات سياسية لأكبر حزبين كرديين هما الحزب الديموقراطي الكردي وحزب كادحي كردستان(كومله)، قبل وأثناء وبعد ثورة الشعوب سنة 1979م في إيران، الثورة التي صودرت من قبل الملالي والتيارات القومية الفارسية التي كانت ولا تزال تتخوف من أي حراك قومي للشعوب غير الفارسية حرصا منها على وحدة أراضي الدولة الفارسية.
كما أن مهاباد وتزامنا مع الانتفاضة الاحوازية سنة 2005م انتفضت احتجاجا على مقتل أحد طلابها، وقامت السلطات الأمنية الإيرانية بالتمثيل بجسده في شوارع مهاباد بعد قتله، الأمر الذي أدى لاندلاع انتفاضة واسعة سرعان ما توسعت رقعتها حتى شملت عدة مدن كردية وتعرض الشعب الكردي وقتها للقمع الوحشي حيث قتل وجرح العشرات من أبناء كردستان وتمكن النظام الإيراني من تطويق الانتفاضة واخمادها والقضاء عليها.
تفاعل الإعلام الجديد مع الاحتجاجات في كردستان ايران وابرز بالصورة وبالفيديو ما لا يمكن انكاره، كيف لايران أن تتذرع باحترامها لمواطنيها؟ وكيف ستدافع عن غيرها بحجة حماية حقوقهم؟
نعم إيران ليس بمقدورها من الناحية الاخلاقية الدفاع عن الاخرين وتبني قضاياهم طالما انها ظالمة لمواطنيها وللقوميات غير الفارسية فيها، وهذا ما يدعو للتساؤل حول تمسك البعض بايران التي لا ترى غير مصالحها، ولا ترى أن اي علاقة معها ستكون متكافئة بل علاقة تبعية وولاء مطلق، واما بخصوص تفاعل الاعلام الجديد خاصة العربي وبالتحديد السعودي منه مع انتفاضة الشعب الكردي هذه المرة ولأول مرة نشهد تأثير الاعلام السعودي والخليجي على المشهد الإيراني حيث باغت هذا الاعلام الدوائر الأمنية الإيرانية التي اعتقدت أن إيران بمأمن عن تأثير الاعلام المضاد والسبب يعود للسياسة الاعلامية الخليجية التقليدية التي تحترم الجوار ولم تتطرق للشأن الإيراني بشكل صريح وكانت خجولة نوعا في تعاطيها مع القضايا الإيرانية، لكن تفاعل الاعلام العربي مع قضايا الشعوب غير الفارسية في إيران هذه المرة اثار الرعب في نفوس ساسة طهران ودفع السلطات إلى التذمر والتباكي على اليمن والاستنجاد بالاخرين، وبالواقع كان صفعة أخرى لإيران التي غزت العالم العربي من خلال ماكينتها الاعلامية، فقوة الحضور والاسناد الإعلامي الايراني تعكس حالة ضعف إيرانية وهذا ما يجب أن يعلمه المخطط السياسي العربي.
النظام الإيراني نموذج فاشل للأنظمة السياسية في المنطقة وبفضل سياسات هذا النظام أصبحت إيران دولة خاوية وهي لا تتبع سوى القمع والتعتيم في سياساتها الداخلية والكذب والتضليل الاعلامي ودعم المنظمات الإرهابية يمثل جوهر سياساتها الخارجية وهي بالواقع تعبث بأمن الدول المحيطة بها من أجل تصدير أزماتها.
كما أنها تعمل على التخريب النفسي والاجتماعي والثقافي لشعوبها مثلما تعمل على التخريب في الدول والمجتمعات التي لها نفوذ فيها، فهي ناشر رئيس للرذيلة، والمخدرات والسلاح والاغتيالات والفوضى وغسيل الاموال، والمهم بالنسبة لها تحقيق مصالحها أولا.
كيف تقيم المشهد الايراني، احتجاجات في كردستان وفي الاحواز وفي بلوشستان، هل هناك حالة غليان شعبية، لماذا هناك تكتيم عما يجري في إيران؟
منذ مصادرة الثورة من أصحابها سنة 1979م حتى يومنا هذا والاحتجاجات في إيران مستمرة ولم تنته ولم تتوقف، لكن شدة القمع والتعتيم في الداخل وعدم الاهتمام الاقليمي وحتى الدولي بما يتعرض له الداخل الإيراني هو الذي منح الفرصة لهذا النظام أن يتظاهر بمظهر المنقذ للشعوب ويدعي الحرية والتحرير في حين مراجعة بسيطة للأرقام والاحصائيات التي تصدر عن مؤسسات دولية حول الوضع الإيراني المتأزم تكشف لنا حجم الكارثة وتناقض ساسة هذا النظام ومنهم المرشد علي خامنئي الذي يدعي مناصرة من يصفهم بالمظلومين في الدول العربية، على سبيل المثال، تحتل إيران المرتبة الأولى في المنطقة من حيث هجرة الشباب، يخرج من إيران حوالي نصف مليون شخص سنويا من الشباب هربا من جحيم ولي الفقيه، وفي استراليا على سبيل المثال هناك 7000 لاجئ ايراني محتجز بمعسكرات اللجوء لم تقبل استراليا طلبات لجوئهم فذهب وزير خارجيتها أخيرا إلى طهران من أجل عودتهم لكن إيران التي يزعم مرشدها انه ناصر للمظلومين، رفضت عودة اتباعها.
نفّذت كتائب الشهيد محيي الدين آل ناصر الجناح العسكري لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز عملية استهدفت مركز الحاكم العسكري لمدينة الخفاجية، في وقت تتواصل فيه «انتفاضة تبريز» كيف ترى هذا التطور في المواجهة؟
إيران حبلى بالمفاجآت، هناك تراكم من الأخطاء ارتكبها هذا النظام بحق الشعوب ومنها الشعب العربي الاحوازي، فمدينة الخفاجية والتي أصبح اسمها سوسنكرد بعد الاحتلال كانت تمثل الجزء الشرقي من مملكة ميسان التاريخية وهي أقدم إمارة شيدها العرب على رأس الخليج العربي سنة 127 ق.م ، حيث سيطرت على الملاحة في الخليج وفي شط العرب وأنهار الكارون ودجلة والفرات. كانت عاصمتها خاراكس في منطقة المحمرة حالياً والتي غيّر الفرس اسمها إلى خرمشهر بعد الاحتلال.
اليوم هذه المنطقة عائمة على بحيرات من النفط وهي قريبة من الحدود العراقية وتعرّض أهلها لأبشع أنواع الاضطهاد القومي على يد الفرس، وتمثل هذا الاضطهاد بعمليات قتل وتنكيل وتهجير وتهميش ونهب للثروات وبالتالي حدوث أي رد فعل حتى وأن كان عسكريا من قبل الأهالي هناك أمر طبيعي وله مبرراته لأن النظام هو من مارس العنف ضد الاهالي العزل ومارس ضدهم برامج تطهير عرقي، ولعل موقف أحد وجهاء هذه المدينة الاحوازية الذي وقف بوجه حسن روحاني عام 2013م وشكا له الاضطهاد والظلم ووصف روحاني بالشيطان الأخرس حينها خير دليل على وجود موجة من الغضب لدى سكان هذه المنطقة.
كيف تقرأ ردود الفعل الايرانية حيال الانتفاضة الشعبية في مها اباد والاحواز وبلوشستان، واهمية ما قاله رحيم صفوي حول تصاعد المطالبات القومية بأنه يؤرق المضاجع الإيرانية؟
هناك تخوف فارسي لدى السلطات الحاكمة وحتى لدى المعارضة الفارسية الشمولية من مطالب الشعوب غير الفارسية في إيران، ويصاب هؤلاء بالهلع عندما تتزامن انتفاضات الشعوب، لذا نجد أن الاعلام الناطق باللغة الفارسية في داخل إيران والذي يخضع لهيمنة السلطة وفي خارج إيران والذي يخضع لهيمنة التيارات القومية الفارسية وحتى العنصرية منها دائما يتبنون خطابا واحدا في مواجهة الشعوب غير الفارسية وذلك لتخوفهم من تفكيك إيران والحفاظ على وحدة الاراضي الإيراني، أما في الحالة الاحوازية فهناك قاسم مشترك يجمع جميع الاطياف الفارسية وهو كراهيتهم للعنصر العربي حيث إن معاداة العرب «أصبحت منذ تكوين الدولة الفارسية سمة من سمات هذه الدولة، الأمر الذي خلق نظرة معادية للعرب من خلال اعتبار العربي نقيضاً للفارسي».
تحاول إيران اظهار نفسها بانها قوية في الخارج، ولكنها ضعيفة وهشة من الداخل، هل تتوقع ان ايران في طور التراجع وان هناك مخاوف حقيقية من السقوط؟
سقوط هذا النظام على يد الشعوب وبفعل داخلي أمر حتمي ولا ريب فيه، والوضع الإيراني اليوم أصبح أكثر من هش لكن النظام ربط نهايته بنهاية إيران ومن هنا دفع الولايات المتحدة الامريكية ومعها الدول الغربية لعدم مهاجمته وهي اليوم ليست لديها رغبة في اسقاط النظام الإيراني، وامريكا ساعدت النظام على البقاء وأسعفته عدة مرات من خلال اهتمامها وعدم دعم الحراك الداخلي والأمر يعود لمصالح الدول الغربية وعلى رأسها امريكا في المنطقة، حيث تعتقد أن طهران وبالرغم من ظهورها بمظهر العدو لكنها تطبق ما يريده الغرب منها.
ايران هشة وممزقة وهناك فواعل داخلية تضعف من عوامل قوتها، واستعراضاتها العسكرية ليست حقيقية، بل اغلبها دعائي واعلامي، والمشكلة الحقيقية انها سيطرت على البعض واغرتهم بالاموال وجعلتهم أدوات لخدمة مصالحها، ونعتقد ان المواجهة مع ايران سهلة وليست من الصعوبة، فالواقع يؤكد امكانية تفككها، ولكنها تضع بيضها في سلة الغرب الذي تدعي معاداته لتضمن البقاء خوفا من الثورة، ونعتقد ان المستقبل يؤكد سقوط نظامها واستعادة الشعوب لحقوقها المسلوبة.
لماذا قرأت إيران عاصفة الحزم باعتبارها تحولا استراتيجيا وجيوسياسيا ستكون له تداعياته على ايران، كيف خلصت طهران إلى هذه النتيجة؟
عاصفة الحزم لم تكن عمليات عسكرية وطلعات جوية فقط وانما كانت زلزالا على أقوى درجات من الريختر هز عقول الساسة في طهران وأرعب أذنابهم الذين توهموا أن العروبة انتهت وأن المارد الفارسي تمكن من تشويه سمعة العرب وربطهم بمسرحيات الارهاب التي كتبت طهران سيناريوهاتها ونفذها شباب مغرر بهم استدرجتهم تنظيمات ارهابية انتقلت إلى طهران واستقرت هناك بعد احداث افغانستان سنة 2011م. وكان صقور الجو في عاصفة الحزم بمثابة صقور سلام بشروا شعوب المنطقة والعالم بقرب نهاية نظام دموي عنصري اعتمد الكذب والتضليل والخداع وبث روح الكراهية والقتل والتنكيل وسيلة للبقاء والتوسع.
ونعتقد أن عاصفة الحزم ليست حربا على اليمن وليست حربا طائفية، وانما كانت درسا بليغا لمن تسول له نفسه من العرب أن يكون في الصف الفارسي على حساب الأمة ومصالحها، كما انها ايقظت العرب واعادت لهم كرامتهم، ونتطلع لان تتوحد القوى العربية لدعم هذا التوجه والتحالف العربي.
العلاقة العربية مع الاحواز تتجذر وتتطور كل يوم، وهذا مؤشر ايجابي على اهمية دعم الاحوازيين، كيف تقرأ هذا الموقف، وكيف يمكن تعزيزه وتجذيره؟
نعم حصل هناك تطور في علاقتنا بأهلنا وأصبحت القضية الاحوازية وبفضل الاعلام العربي وأهلنا في الخليج والمملكة العربية السعودية على وجه التحديد تحتل مكانة متقدمة وحظيت باهتمام واسع وهذا هو ظننا بأهلنا، وبالاضافة لعقيدتنا الاسلامية النقية والعروبة تربطنا الجغرافيا باشقائنا في الخليج العربي حيث موقعنا على الساحل الشرقي وشمال الخليج موقع هام للغاية، وكما قال الخليفة عمر بن الخطاب : «تكفينا البصرة والاحواز اللهم اجعل بيننا وبينهم جبلا من نار لا يصلون إلينا ولا نصل إليهم» وكان الخليفة رضي الله عنه إذ يؤكد في هذا القول عودة اجزاء هامة من المنطقة العربية لأصلها كما كان يقصد الدولة الفارسية، حيث كان يعرف نواياها وسياساتها التوسعية وكلامه كلام علمي ولا علاقة له بالطائفية وحتى العنصرية.
أما حول تعزيز هذه العلاقة باعتقادي فلقد كشفت الحقائق والازمات في المنطقة اننا شعب عربي واحد ولنا مصالح وآمال واحدة، واننا كنا نتمتع بالتعايش والتعاون والسلام، ولم تكن بيننا بغضاء أو طائفية، الا بعد مجيء الخميني وتصدير الثورة وولاية الفقيه، وان هذه الازمات كشفت ان الاعماق الاستراتيجية عربية، وان الشعب العربي الاحوازي يستشعر العزة والكرامة بعزة قومه وكبريائهم وحضورهم، وان الازمات كشفت عن الدور الكبير للاعلام في تحقيق الاتصال الثقافي وفي توحيد المشاعر والاهداف، ونتطلع لان يجعل الاعلام العربي جزءا من هدفه الرئيس لدعمنا في مقارعة الفرس لاستعادة حقوقنا العربية المسلوبة
التمييز العنصري، الاعدامات بالجملة، القتل والتعذيب، هل يخلق ذلك استقرارا للسلطة الايرانية في هذه الامارة المحتلة؟
أبدا، الاحتلال الفارسي وبالرغم من افراطه في القمع والتنكيل والتهجير والتفقير والتفريس والتجهيل لم يستقر حتى اليوم ولن يستقر أبدا ونهايته ستكون بعون الله قريبة، ولعل تصريحات يحيى رحيم صفوي المستشار العسكري لخامئني وزعمه ان حدود ايران ليست عند نقطة الشلامجة الاحوازية الحدودية مع العراق بل تمتد الى جنوب لبنان حتى البحر الأبيض المتوسط، خير دليل على أن الفرس يتخوفون من تحرير الاحواز وهم يعيشون هذا الكابوس، وعندما يتحدث الفرس بان حدودهم وصلت البحر الابيض المتوسط وانهم سيطروا على اربع عواصم عربية، عليكم ان تدركوا أن ذلك مجرد كلام دعائي وهو يدافع بمرارة وخوف عن حدوده الداخلية، هو متخوف من تحرر القوميات غير الفارسية وتحديدا الاحواز، هو يراه بعيدا ونحن نراه قريبا بعون الله.
المشروع الايراني يتراجع في المنطقة، بين الشيعة العرب أولا، وهناك صحوة ومواجهة لتمدده، كيف سينعكس ذلك ايجابا على الاحواز؟
على اخواننا العرب الاقتناع بانه عندما يزداد انغماس ايران في القضايا والازمات الخارجية، وعندما ترهن امكاناتها ومقدراتها لاجل ذلك، فهي لا تدافع عن هذه الدول والمجتمعات، قدر ادراكها أنها تدافع عن نفسها، وان هذا الانغماس ليس سوى محاولة هروب من الداخل ، فهي تبتدع الخلافات مع دول الجوار، وهي من يوقظ الفتن الطائفية، لتحقيق هدفين الاول ايجاد محرض دائم للايرانيين، والامر الاخر ، لجعل الشيعة جزءا من مشروعها في المنطقة، لكن الازمات تلك ستقضي على ايران من الداخل اولا ، فهناك رفض كبير للسياسة الايرانية .
وفشل المشروع الإيراني في المنطقة هو نصر لقضيتنا باعتبار أن نجاح الفرس في التغلغل في المجتمعات العربية خاصة القريبة منا مثل الجنوب العراقي والكويت والبحرين والذي تربطنا بهم أواصر الرحم، يشكل التفافا على قضيتنا ويفرض طوقا عليها ولهذا اعتقد أن فضح سياسات إيران في المنطقة يشكل جزءا من نشاطنا الاعلامي والسياسي.
عقد مؤخرا المؤتمر الوطني للاحواز في لاهاي، وذلك بمناسبة مرور 90 عاما على احتلال الاحواز وكان هناك حضور عربي ما اهمية هذه المؤتمرات؟
نحن لنا قضية ودولة احتلت وكانت قائمة، ونحن لنا هوية قومية مختلفة عن الفرس، ونتطلع لتقرير مصيرنا الوطني كجزء من امتنا العربية ومن المحيط العربي الخليجي، ولهذا فنحن نعمل على عدة اصعدة لخدمة قضيتنا، وشعبنا الاحوازي وجعله دائما حاضرا بقضيته وهويته العربية التي نعتز بها في مختلف المحافل الدولية والعالمية
وقد عقد مؤخرا مؤتمران متزامنان عقدا بنفس المناسبة في هولندا احدهما في لاهاي والآخر في ماستريخت، وقد حضرت مؤتمر ماستريخت، وبالنسبة للعمل الاعلامي والسياسي والحقوقي على الساحة الدولية والعربية نحن بحاجة ماسة لعقد المزيد من المؤتمرات لخلق لوبي يناصر قضيتنا والتواصل الإيجابي مع اشقائنا العرب ومناصري قضيتنا من خلال مراعاة خصوصيتنا الاحوازية.
ايران تحاول تغييب المواطن الايراني عن حقيقة ما يجري حوله وجعله متأثرا بالتعبئة الدينية والطائفية تحديدا، كيف ترى علاقة المجتمع بالسلطة في ايران اليوم؟
تمكن النظام الإيراني من عزل الشعوب القاطنة في ايران عن العالم الخارجي ودشن ماكينة اعلامية قوية وساعدتها اللغة الفارسية في هذا المجال حيث لا يفهم الإيراني غيرها وهي لغة غير مفهومة لجوارها خاصة في الدول العربية، واضافة الى هذا غزت العالم العربي من خلال تدشينها لعشرات القنوات ومئات الاذاعات والاف المواقع الإلكترونية والتي تقوم بنفث سموم ايران العنصرية والطائفية، وتمكنت من تضليل المجتمعات العربية ومع شديد الأسف لم نجد أي خطة عمل اعلامية للعرب من أجل كبح الغزو الاعلامي الإيراني، فالخطاب العربي بقي في دائرة ضيقة وهو خطاب ذاتي أي موجه للعرب فقط ويتجاهل كل ما يدور من حوله.
الصراع مع ايران صراع قومي عربي فارسي وليس صراعا مذهبيا سنيا شيعيا، لكن ايران تحاول ان يكون صراعها مذهبيا، لماذا تركز على ذلك؟
لإيران مشروع توسعي والمنطقة العربية وقعت في جيوسياسة الدولة الفارسية منذ وصول الفرس للواحات الإيرانية في القرن الرابع قبل الميلاد، وهذا ما أكده الخليفة عمر رضي الله عنه في القول الذي ذكرته اعلاه وبالتالي الفرس لا يميزون بين سني وشيعي أو مسيحي وصابئي وبالواقع هم يصنفون الناس بين عدو يعارضهم وعميل يخدمهم وينفذ لهم مشروعهم.
ما قصة حمد وحمود، في اطار المقاومة الاحوازية للاحتلال الفارسي؟
بعد احتلال الاحواز مباشرة استهدف الفرس هويتنا العربية ومنعنا من التكلم بهذه اللغة ودراستها ولم يجز لنا الاحتلال أي نشاط اعلامي وثقافي وهنا أخذ الشعر والشعراء دورهم القيادي في توجيه الشعب وحثه على مقاومة المحتل وأصبح الشعر الشعبي الشفوي يشكل المحور الأساسي في عملية التثقيف السياسي والحفاظ على الهوية ولهذا تجد نسبة عالية من الاحوازيين يجيدون كتابة الشعر الشعبي ويتلذذون بسماعه وأنا احدهم وهذه الأبيات كتبتها بحق اثنين من أمناء الجبهة العربية لتحرير الاحواز وهما الشهيد حسين الماضي والشهيد منصور مناحي اللذان قتلا على يد عناصر المخابرات الفارسية في العراق وكان حسين الماضي صديقي وتربطني به صداقة ولهذا كتبت هذه الأبيات من الشعر الشعبي الاحوازي له ولزميله.
كما لدي محاولات بكتابة الشعر باللغة الفارسية وظفتها في خدمة قضيتي وتوصيل صوت شعبنا العربي الاحوازي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.