قال المرصد السوري لحقوق الإنسان الأربعاء إن جماعات المعارضة السورية سيطرت على بلدة جنوبية بعد معارك استمرت أربعة أيام. في وقت بدأت فصائل من المعارضة السورية معركة للسيطرة على كامل مدينة إدلب شمالي البلاد. وقالت المعارضة انها طردت المقاتلين الموالين للنظام السوري في المناطق الشيعية في بصرى الشام واصبحت تسيطر على كل هذه المدينة الاثرية في جنوب البلاد. فيما ذكر مصدر بجيش النظام السوري أن معارك ضارية اندلعت مع جماعات مسلحة في بلدة بصرى الشام مساء الثلاثاء. وقال المصدر «ندقق في المعطيات الميدانية». وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس ان «الفصائل الاسلامية والمقاتلة سيطرت على بلدة بصرى الشام عقب اشتباكات عنيفة مع قوات الدفاع الوطني واللجان الشعبية التي تدافع عن الاحياء الشيعية التي تمثل حوالى نصف المدينة». وتشتهر بصرى الشام المدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة الاممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) بمسرحها الروماني وآثارها المسيحية القديمة جدا. وقال المرصد ان المعارك جرت بالقرب من المنطقة الاثرية، لكن عبدالرحمن لم يوضح ما اذا كانت هذه الآثار قد تضررت. وتقع بصرى الشام في محافظة درعا مهد الحركة الاحتجاجية على نظام بشار الاسد في 2011. وهذه المدينة السنية الشيعية المختلطة تقع في منتصف الطريق بين مدينتي درعا والسويداء اللتين يسيطر عليهما الجيش. وشن النظام والقوات المتحالفة معه ومنها قوات حزب الله اللبناني هجوما كبيرا على مقاتلي المعارضة في منطقة بجنوب غرب سوريا أوائل الشهر الماضي. وهي منطقة ذات أهمية استراتيجية كبرى نظرا لقربها من دمشق ومن حدود الاردن وفلسطين المحتلة. والجماعات التي تقاتل في الجنوب تضم قوات المعارضة المنتمية للتيار الرئيسي التي تلقت دعما عسكريا من خصوم الاسد وتضم أيضا جماعة النصرة التابعة للقاعدة وهي جماعة جهادية. وقالت قوات المعارضة المنتمية للتيار الرئيسي انها تلقت مزيدا من الدعم العسكري من خصوم الاسد منذ ان بدأت دمشق هجومها. وقال المرصد السوري ان 21 فردا من مقاتلي المعارضة قتلوا في المعارك التي دارت على مدى أربعة ايام. وقال النظام يوم الاثنين انه قتل عددا من زعماء قوات المعارضة خلال القتال. وتقع بصرى الشام على بعد نحو 20 كيلومترا الى الشمال من حدود الاردن. جيش الفتح وعلى جبهة إدلب بدأت فصائل من المعارضة السورية معركة للسيطرة على كامل المدينة شمالي البلاد، حيث تمكنت من اقتحام عدة مواقع وحواجز للنظام وتثبيت مواقعها في أجزاء من المدينة. وقالت المصادر إن مقاتلي «جيش الفتح» التابع للمعارضة السورية المسلحة تمكنوا من السيطرة على حاجزي سادكوب والشيب شرق المدينة بعد استهدافهما بسيارتين ملغمتين، مما أوقع عشرات القتلى من جنود النظام. كما امتدت السيطرة إلى معملي الغزل القديم والجديد والصوامع وحاجز شيب والقلعة وحاجز المداجن قرب بلدة الفوعة والسكن الشبابي والرام على طريق معرة مصرين وثكنة المنشرة قرب حاجز الإنشاءات وحاجز صباح قطيع ومزارع بروما على أطراف المدينة، وهي تعد نقاط تجمع لشبيحة النظام. وتم خلال عملية الاقتحام -وفقا لمصادر المعارضة- تدمير مرصد دير الزغب على الطريق الواصل بين مدينة إدلب وبلدة الفوعة، وفي مبنى الضباط داخل معسكر المسطومة الواقع على طريق إدلب أريحا. وذكرت المعارضة المسلحة أنها فجرت سيارتين ملغمتين في مواقع للنظام، وقتلت عشرات من جنوده واستولت على أسلحتهم وذخائرهم. وكانت فصائل من المعارضة المسلحة أطلقت على نفسها «جيش الفتح» قد شكلت غرفة عمليات واحدة بهدف السيطرة على كامل مدينة إدلب التي تنطلق منها قوات النظام السوري في معظم عملياته العسكرية إلى ريف المحافظة الخارج عن سيطرته، وكان آخرها قصفه قرى وبلدات ملاصقة لإدلب بغاز الكلور قتل خلاله عدد من المدنيين. من جانب آخر، وفي ديرالزور شرقا، قتل سبعة أشخاص بينهم أطفال ونساء، كما جرح العشرات بقصف من طيران النظام السوري أسفر عن تهدم أبنية سكنية في حي الحميدية وسط المدينة الخاضعة بمعظمها لسيطرة تنظيم داعش الذي يفرض بدوره منذ أكثر من شهر حصارا بريا مطبقا على الأحياء الخاضعة لسيطرة قوات النظام. الحدود التركية على صعيد اخر، قال الجيش التركي إن صاروخا أطلق خلال اشتباكات بين معارضين وقوات النظام السوري عبر الحدود وانفجر داخل تركيا مما أسفر عن إصابة خمسة أشخاص. وسقط الصاروخ على بعد 200 متر من معسكر للجيش التركي قرب بلدة ريحانلي مما أدى إلى انهيار جزء من سطح وتهشم نوافذ كما لحقت أضرار بمركبتين للجيش. ورد الجيش التركي بإطلاق النار على معسكر لجيش النظام السوري. وقال الجيش التركي في بيان «خلال اطلاق مكثف للنيران من جانب الجيش السوري على مقاتلي المعارضة سقط صاروخ أو مقذوف داخل حي شرقي منطقة ريحانلي بإقليم هاتاي». وأظهرت صور نشرتها وسائل اعلام محلية حفرة عمقها سبعة أمتار حيث سقط الصاروخ. وذكرت وكالة أنباء «الأناضول» أن الانفجار أدى إلى تشكل حفرة واسعة، ولم يسفر عن خسائر في الأرواح، حسب المعلومات الأولية، فيما توجهت فرق من قوات الأمن لتفقد موقع الحادث. وذكر بيان نشر على الموقع الرسمي للولاية على الإنترنت أن الانفجار وقع فجر الاربعاء، وأنه ناجم عن سقوط «مادة متفجرة/ذخيرة عسكرية» يعتقد أن مصدرها الأراضي السورية. وأشار البيان إلى إصابة شخصين بجروح طفيفة، مع تعرض بعض المنازل القريبة من الموقع إلى أضرار بسيطة، موضحا أن التحقيق بخصوص الحادث مستمر. وذكرت الوكالة أن قوات الأمن اتخذت تدابير واسعة في المنطقة القريبة من الحدود مع سوريا. وأبقت تركيا حدودها مع سوريا مفتوحة خلال الصراع المستمر منذ أربعة أعوام لكنها أغلقت مؤقتا عددا من المعابر الحدودية كإجراء احترازي أمني. وكثيرا ما تسقط صواريخ ومقذوفات داخل الأراضي التركية مما دفع الجيش التركي إلى رد اطلاق النار. وأدت هجمات بالقنابل في ريحانلي عام 2013 إلى مقتل 50 شخصا. وألقت تركيا باللوم في هذه الهجمات على مقاتلين موالين لبشار الأسد.