تتوازى كتابات وتعقيبات الفنان التشكيلي فيصل المشاري على ما ينشره بعض زملائه على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة عندما يتعلق الامر بالساحة التشكيلية في المملكة، فهو يسهب في التعقيب ويتفرع الى كثير من المواضيع التي تمس الساحة واسمائها ومؤسساتها، فيصل المشاري واحد من فناني المملكة الصادقين مع انفسهم، كتاباته فيها كثير من الجرأة والمباشرة، ولا تخلو من الشكوى، شكوى معاناته في العمل الصحفي خصوصا واراؤه واقتراحاته لتوثيق الفن السعودي وتاريخه، وهو في كل ما يكتب واضح وبسيط كما لا تخلو بعض كتاباته من الانفعال وهو يتعرض لتجربته المهنية الصحافية. حضوره المبكر اواخر السبعينيات تواصل بكثير من الحماس والاندفاع في ساحة لم تزل حينها بكرا، التحق بالعمل الصحفي مخرجا ورساما وقد اظهرت اعماله المنشورة آنذاك حسا فنيا وصيغة جديدة؛ خاصة انه تعامل مع الحاسوب ومعالجة الصورة الفنية التي يرسمها او يبتكر سياقاتها مبكرا، فهو في اعماله يعيش حلما ويبعث خيالا ويسعى لشخصية فنية او حساسية خاصة كانت واضحة في جل نتاجاته. التقيت مع هذا الفنان مبكرا في معارض مركزية كانت تنظمها الرئاسة العامة لرعاية الشباب احدها افتتحه الامير الراحل فيصل بن فهد - رحمه الله -، كان حديث الفنان عن لوحته واضحا وبصوت جلي لافت للانتباه كان سمو الامير الراحل يصغي لما يتحدث به المشاري عن الحب، حب الوطن والناس ودور الفن والفنان، ومعاني الخصوصية وهوية اللوحة، واتذكر ان الامير كان يبتسم لشروحات المشاري وحديثه، ولم تنفك شخصية الفنان المشاري عن الحديث عن الحب الذي كتب كلمته في بعض لوحاته والفضاءات التي كانت تبحر بمشاهدي اعماله الصغيرة المساحة. توارى فيصل المشاري عن المشاركات والانظار لاعوام طويلة لكن حسه وصوته يظهر بين فترة واخرى عن طريق مشاركات متباعدة في موقع للتواصل الاجتماعي او تعليقه على موضوع يتناول قضايا الفن التشكيلي المحلي. احسائيون في القطيف: شارك عدد من فناني الاحساء في المعرض الجماعي الخامس عشر لجماعة الفنون التشكيلية بالقطيف بينهم سامي الحسين وتوفيق الحميدي ومريم الجمعة، تعتبر مشاركة الفنان الحسين واحدة من اهم ما قدمه المعرض، فلوحته الكبيرة المساحة وبكل التفصيلات الدقيقة التي يحرص عليها الفنان ويساعده في ذلك مهاراته الفنية تجعل المشاهد يتبحر في تلك العلاقات والمعطيات والتفصيلات التي يبعثها ثراء موهبته، تتباعد مشاركات الحسين في المعارض المحلية خلال الفترة الاخيرة لظروف حبست انتاجه. بدايات الفنان كانت من خلال معارض اقيمت في الاحساء نظمتها جمعية الثقافة والفنون او مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وهو خريج جامعة الملك سعود بالرياض قسم التربية الفنية اما معارضه الشخصية فقد اقامها في الاحساءوجدة، فنان بقدرات الحسين الفنية يجعلني ادعوه الى المزيد من الحضور في اطار العروض الفردية او المشتركة وخروجا الى مناطق اخرى كالرياض وجدة التي قدم فيها احد عروضه الفردية، اما توفيق الحميدي فهو الآخر له شخصيته الفنية ومن خلالها سعى الى ابراز المكان وفق صيغ تتنوع وتختلف كما واهتماماته بالموضوع الانساني او الاجتماعي. مريم الجمعة قدمت في معرض الجماعة الخامس عشر عملا واحدا كبير المساحة نسبيا، ومريم في الواقع تمتلك موهبة فنية ظهرت مبكرا عندما كانت على مقاعد المرحلة الثانوية او قبل ذلك، وقدمتها في معارض اهتمت بالموهوبين عندما كنت ارأس قسم الفنون التشكيلية في جمعية الثقافة والفنون بالدمام وكان والدها يتردد على الجمعية دعما واهتماما بابنته الفنانة التي يتطلع الى مستقبل فني لها، وقد اكدت مريم حضورا على مستوى معارض الاحساء، وفي المعرض الاخير التقيت بوالدها يقف بجانبها وقد كبرت الفنانة وكبر فنها وافكارها واصبحت الاعباء الحياتية التي تتحملها بجانب الرسم كثيرة فهناك المنزل والمهنة ومع كبر الطموح تكبر المعاناة والاعباء، واعتقد ان مريم قادرة على تجاوز كل ذلك وتحقيق حضور وشخصية فنية مع مزيد من النشاط والحيوية.