ما يحدث في الهلال أشبه بالفوضى الخلاقة التي ليس لها رأس ولا ذيل , وليس لها بداية ولا نهاية إذا استمرأ محبو هذا الأزرق عملية المد والجزر التي ساروا عليها طوال الأشهر الماضية . لا يمكن فصل ما يحدث من حالة الهذيان التي يمر بها هذا النادي عن المشهد النتائجي للفريق الأول لكرة القدم , وهو المشهد الذي تم تشخيصه بصورة خاطئة في الموسم الماضي , وجاءت النتائج عكسية لما آلت إليه قرارات كثيرة في الكيان الأزرق . أعتقد جازما أن الهلال كان يعاني منذ سنوات , ولكن ما يجعله بمنأى عن الحراك السلبي - إن صح التعبير - هو تحقيقه الألقاب وسط ضعف واضح للمنافسين خصوصا مع تراجع اتحاد جدة . لم يعد الهلال منتج مواهب كما كان في السابق , فقد ترك ميزته وراح يطرق باب الآخرين لجلب النجوم , وهي سياسة مخالفة تماما لسياسة عهد البطولات والإنجازات التي فرخت سامي ورفاقه . أتفق مع الكثيرين على أن هناك حزمة من الأخطاء الإدارية , وكارثة من الأجهزة الفنية بقيادة الربان ريجي , ولكن هذا لا يمنعنا من وضع أعيننا على الجرح الرئيس , وهو غياب الموهبة في الهلال . وقد صارحهم أسطورتهم سامي الجابر في الموسم الماضي بهذه الحقيقة التي تجنبها صناع القرار , وذهبوا في طريق آخر لمعالجة وضعهم , فكانت النتيجة ما هم عليه في وقتنا الراهن . لم يعد الهلال صاحب هيبة , ولا حتى صاحب بصمة , والسبب تشخيص خاطىء لوضع مأزوم , ومكابرة لم تعترف بالواقع , وعناد يجر الخيبة تلو الخيبة . مشكلة الهلال في أزمته , أنه تحول من المؤسسة إلى الأفراد , ولا أقصد بذلك الرئاسة فقط - كما يخيل للبعض - بل أقصد الثقافة لهذا الكيان الرئيس والنجم والإداري وحتى الجمهور دخل في هذه اللعبة , وقبله طبعا الإعلام الأزرق الذي عصفت به المشاكل جراء انحناء كيانه على كافة الأصعدة نتائجيا وإداريا وجماهيريا . بصراحة أكثر " الطاسة ضايعة في الهلال " ولا نعرف من سيعيد العربة لسكة الانتصار الذي أصبح غريبا لأول مرة في تاريخ زعيم الألقاب والبطولات . الحل يبقى معلقا , إلا إذا عادت ثقافة الهلال المؤسساتية , وأزاحت ثقافة النجم الأوحد في كل ميادينهم .