انتظر تييري هنري بلوغه سن السابعة والثلاثين و4 أشهر ليعلن اعتزاله عبر شبكة «سكاي» الإنكليزية حيث سيعمل محللاً، مع أن الكثيرين يأملون بأن يكون له مكان في ناديه السابق أرسنال في المستقبل القريب باعتباره هدافه التاريخي الأول برصيد 228 هدفاً وتوج معه هدافاً للدوري 4 مرات وبطلاً للدوري مرتين ولكأس انكلترا 3 مرات فخصص له نصباً تذكارياً على مدخل استاد الإمارات. هو أبرز هداف فرنسي على الإطلاق ويحمل الرقم القياسي لعدد الأهداف مع المنتخب أي 51 هدفاً في 123 مباراة وعدد الأهداف في مختلف المسابقات حيث خاض 917 مباراة وسجل 411 هدفاً ويكفي أنه الفرنسي الوحيد الذي شارك في كأس العالم 4 مرات. منذ 1994 دافع عن ألوان 4 أندية أوروبية هي موناكو ويوفنتوس وأرسنال وبرشلونة من 1993 الى 2010.. وحدها التجربة الإيطالية كانت خائبة حيث لعب 16 مباراة مع 3 أهداف عام 1999.. ومع برشلونة من 2007 الى 2010 لعب 80 مباراة مع 35 هدفاً وحقق حلماً عندما أحرز النادي الكاتالوني دوري أبطال أوروبا.. وفي سن الثالثة والثلاثين لعب لنادي نيويورك رد بولز الأميركي 4 سنوات. وللمقارنة بقي ميشيل بلاتيني في الملاعب حتى سن الثانية والثلاثين واعتزل في مايو 1987 بهدوء تام، كذلك اعتزل زين الدين زيدان في يوليو 2006 بعد نهائي كأس العالم ضد ايطاليا وهو في سن الرابعة والثلاثين ولم يكن وارداً أن يحتفل بعدما نطح الإيطالي ماتيراتزي.. أما الفرنسي الشهير الثالث ريمون كوبا مهاجم ريال مدريد فودع الملاعب عام 1967 في سن الخامسة والثلاثين. وبالنسبة الى الفرنسيين أيضاً فإن هنري هو رابع الكبار عندهم من حيث القيمة.. فخلافاً للثلاثة المذكورين لم يحصل أبداً على جائزة الكرة الذهبية ولم يسجل ولو هدفاً واحداً في نهائي مسابقة كبرى وحتى عندما شارك في فوز فرنسا بكأس أوروبا 2000.. أما على صعيد الخصال الشخصية فإن هنري بالذات كان معتداً بنفسه وأنانياً ولا يملك مواصفات القائد حتى ولو أكد البعض أنه لطيف المعشر، وكانت له ممارسات بعيدة عن الروح الرياضية ولا سيما خلال المباراة الفاصلة والمؤهلة لمونديال 2010 ضد إيرلندا عندما لمس الكرة بيده ومررها الى غالاس ليحرز هدف التعادل.. سئل هنري عن فعلته فأجاب: «الذنب ليس ذنبي وإنما ذنب الحكم الذي لم ير الخطأ».. وأغلب الظن أن تواجد زيدان وهنري في زمن واحد خلّف عقدة عند هذا الأخير.. فالمديح الذي حصل عليه نجم يوفنتوس وريال مدريد الكبير لم يحصل عليه إلا القلة قديماً وحديثاً.. وإذا تحدث النقاد عن تميز هنري على صعيد التسديد ببطن القدم اليمنى من مركز الجناح الأيسر فضلاً عن السرعة والذكاء فإن تميز زيدان كان على مختلف الأصعدة.. وهناك من يرى أن شهرة هنري الدولية لم يكن ليحصل عليها لو لم يكن زيدان في المنتخب، وهذا ما ثبت فعلاً بعدما اعتزل هذا الأخير في 2006.. فلا هنري ولا المنتخب فعلا الكثير بعد ذلك، بل إن مونديال 2010 كان فضيحة فرنسية بامتياز. نقلا عن صحيفة إستاد الدوحة القطرية