كشفت جامعة الخليج العربي عن تحقيقها العديد من الدراسات الجينية لتأسيس قاعدة لبناء بنوك معلومات عن التركيبة الجينية لشعوب الخليج العربي، في الوقت الذي نجح فريقها البحثي بالحصول على نتائج للمرة الأولى عن وجود تركيبتين جينيتين لهما ارتباط وثيق بمرض سرطان الرئة والمثانة.جاء ذلك خلال مشاركة الجامعة في المؤتمر الدولي الأول للبيولوجيا الجزيئية الذي تنظمه جمعية الشرق الأوسط للبيولوجيا الجزيئية في مركز دبي التجاري العالمي بدولة الإمارات العربية المتحدة منذ الأحد الماضي ويختتم اليوم الأربعاء وسط مشاركة كبرى المؤسسات العلمية والطبية. وأوضح الدكتور محمد الدهماني عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي أن مشاركة الجامعة في هذا المؤتمر تأتي للمساهمة في إثراء المحصول البحثي في علوم البيولوجية الجزيئية باعتبارها من الجامعات الرائدة في هذا المجال. وأضاف "ان هذه الأبحاث والدراسات مهمة جداً لأن العديد منها ستبنى عليها الفحوصات الدقيقة وتطوير الأدوية والعلاجات الأكثر نجاعة للعديد من الأمراض الشائعة في الخليج العربي، وخاصة السرطان". ورداً على سؤال قال الدهماني "يعتبر المنهج الذي تتبعه جامعة الخليج العربي للوصول بثبات إلى هدف مسح التركيبة الجينية المتعلقة بمعظم الأمراض المزمنة التي تصيب المجتمع الخليجي والتي تعتمد في التشخيص وتحضير الأدوية المناسبة بتكاليف في المتناول، مما يجعل مجتمع الخليج متحكما في مصيره في الجانب الصحي، ونحن بهذا العمل نؤسس البنية التحتية والقدرات العلمية اللازمة لنظام صحي يواكب متطلبات العصر الحديث". مشيراً إلى أن اليوم الافتتاحي للمؤتمر جرى فيه تقديم نتائج في غاية الأهمية حققها فريق بحثي من برنامج التكنولوجيا الحيوية في كلية الدراسات العليا ومركز الأميرة الجوهرة الابراهيم التابع لجامعة الخليج العربي، اذ تشير هذه النتائج لأول مرة عن وجود تركيبتين جينيتين لهما ارتباط وثيق بمرض سرطان الرئة والمثانة. من جهته، قدم الدكتور رائد قدورة من وفد جامعة الخليج العربي نتائج الفريق البحثي للجامعة، موضحاً أن الفهم الجزيئي لأمراض السرطان أسفر عن ظهور علاجات جديدة تستهدف كيانات جزيئية محددة تبينت أهميتها في تطور الورم.وتناول قدورة في عرضه تفاصيل بحث الجامعة حول مستقبل عامل نمو البشرة (EGFR) وهو واحد من المستقبلات التي تم التحقق من فاعلية استهدافه في علاج وتشخيص السرطان، مبيناً أن الدراسة أخدت نسب التعبير السطحي والتنوع الجيني لهذا المستقبل في مجموعة تتكون من 104 مرضى سرطان في منطقة الخليج العربي وزعت إلى ست مجموعات من السرطان. وأظهرت البيانات أن نسبة التعبير السطحي الخلوي لمستقبل عامل نمو البشرة تختلف باختلاف أنواع السرطان، واتضح أن أعلى معدل للتعبير يوجد عند مرضى سرطان الرئة بنسبة 95 بالمائة وأقل نسبة تعبير عند المرضى الذين يعانون من سرطان الثدي بنسبة عشرة بالمائة، لافتاً إلى أن هده الدراسة هي الأولى التي تثبت وجود تنوعات جينية محددة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بسرطاني الرئة والمثانة على المستوى العالمي.