الحارثي .. بين الواقع والخيال !!

سعد الحارثي اسم أراد الجمهور العريض في النصر أن يحتل مكانة النجوم الكبار الذين لهم رصيد كبير من المعجبين وبمعنى أصح أرادوه أن يكون نجم شباك كما هو ماجد عبدالله . ومنذ أن شارك سعد الحارثي مع النصر في الفريق الأول وعشاقه ومحبوه وضعوه في الصف الأول من المهاجمين السعوديين وهتف عشرات الآلاف باسمه في المدرجات عندما يلعب لناديه . لم يكن احد من جماهير النصر العريضة يتوقع ان يحرك سعد الحارثي المنتقل حديثا الى نادي الهلال بعقد يمتد لسنتين ونصف تبدأ من يناير المقبل ، من غريمه التقليدي النصر المياه الراكدة منذ سنوات بين قطبي العاصمة السعودية الرياض .
وكان سعد الحارثي قد فاجأ جماهير ناديه بجلوسه على طاولة المفاوضات مع الهلال وقبوله بالعرض الذي الهلال خلال فترة فترة ، ووافق على العرض الذي قدم المفاوض الهلالي مبلغا اقل من العقد الذي قدمه النصر والبالغ اربعة ملايين ريال لثلاث سنوات .
و سيخضع الحارثي لبرنامج تدريبي خاص لمدة ثلاث أسابيع, وذلك بطلب من المدرب الألماني توماس دول, من أجل تجهيزه للمشاركة رسمياً مع الفريق بداية من شهر يناير المقبل.
وسبق للحارثي الانتقال لصفوف الاتحاد على سبيل الاعارة لشهرين فقط موسم 2006 للمشاركة في المربع الذهبي للدوري السعودي وهو النظام الذي كان معمولا به آنذاك ثم عاد بعدها الى فريقه مرة ثانية بعدما رفضت ادارة النصر طلب الاتحاد باستمراره مع الفريق لفترة اطول ليستعين به الفريق الاتحادي في البطولة الآسيوية .
ولد سعد الحارثي الملقب براؤل العرب في مارس عام 1984و بدأ رحلته مع الكرة من نادي الهلال إلا انه سرعان ما انتقل الى النصر بعد اسبوعين فقط من قدومه للهلال ،و في موسم2004 رأى فيه المدرب المصري محسن صالح أنه رقم يمكن الدفع به في التشكيل الرئيس للفريق الأول بنادي النصر ومن هناك كانت البداية التي أكملت ظهوره في دورة الصداقة بأبها مطلع ذلك الموسم.
إبريل 2005 كانت المحطة الاهم في حياة سعد الحارثي الكروية عندما استدعاه ناصر الجوهر لقائمة المنتخب السعودي المشاركة بدورة التضامن فكانت الفرصة وكان الاستغلال الأمثل لها،حيث سجل سعد في تلك الدورة حضوراً مميزاً وقوياً بجانب ياسر القحطاني لاعب الهلال والمعار للعين الاماراتي لمدة موسم واحد فقط وصالح بشير لاعب الاتفاق ومحمد أمين حيدر لاعب الاتحاد السابق حتى توج الأخضرالسعودي بالميدالية الذهبية ، بعدما فاز على المغرب في النهائي بهدف لياسرالقحطاني، وتوج سعد تألقه بهدفين .
وبحكم ان الارجنتيني كالديرون يملك نظرة ثاقبة فاعطى اللاعب الفرصة لتقديم نفسه بشكل اكبر للجماهير السعودية، وعمق ذلك باختياره ضمن القائمة مباراة الكويت بتصفيات كأس العالم 2006 وأوزبكستان التي أجاد سعد استغلالها كما يجب ان يكون الأمر.
يذكر أن سعد الحارثي لم يسبق وأن تُوِّج ببطولة رسمية مع فريقه السابق النصر المبتعد عن البطولات منذ سنوات طويلة، فالفريق النصراوي لم يحقق سوى بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد عام 2008م وهي البطولة التي لم يتواجد فيها سعد الحارثي أساسيا. وقال الحارثي بعد انتقاله للهلال: «انتقلت من نادي كبير إلى نادي كبير, سأنظر للأمام ،ولن التفت الى ما يتحدث به البعض، وسابذل كل ما بوسعي لخدمة نادي الهلالوفق مهاجم المنتخب السعودي سعد الحارثي في الفترات القصيرة التي شارك فيها خلال بعض المباريات في نهائيات كأس أمم آسيا لكرة القدم وقد سجل الحارثي حضوره ووضع بصمته في المباراة التي لعبها أمام منتخب إندونيسيا وفي وقت متأخر وكان الأخضر خلالها في مأزق التعادل الذي كان يهدده بالخروج ربما من البطولة ليسجل الحارثي هدفا قاتلا وثمينا للأخضر جلب به نقاط المباراة الثلاث لصالح منتخب بلاده .
بعدها حقق الحارثي جماهيريه كبيرة في الوسط الرياضي السعودي وبات احد الركائز الأساسية في المنتخب السعودي بالرغم من مجموع ما احرزه من اهداف خلال مسيرته الدولية هي 6 أهداف ،حيث احرز 3 أهداف في شباك كل من سيرلانكا و الكويت و اوزباكستان بتصفيات كأس العالم 2006 ، وهدف في مرمى اوزباكستان،و إيران بتصفيات كأس العالم 2010 ،و هدف على اندونيسيا بكأس آسيا 2007 لينقذ منتخب بلاده من وداع البطولة من دورها الاول بفضل الهدف الذي احرزه عقب نزوله بدقيقة واحدة.
موسم 2008 كان المحطة الاسوأ في تاريخ الحارثي إذ تعرّض لإصابة لقطع في الرباط الصليبي غاب على إثرها ستة اشهر عن الملاعب وبدأ بعدها مسلسل التراجع في مستواه وابتعد ايضا عن صفوف المنتخب السعودي و لم يتمكن من بعدها من استعادة حاسيته التهديفية الا على فترات متباعدة .
ونجح سعد الحارثي الذي تعرض لحملة عنيفة جماهيريا وإعلاميا لهبوط مستواه في الأشهر التي سبقت انتقاله للهلال ، حيث أرجعها اللاعب لعامل الإرهاق بينما شككت أطراف أخرى من قدرته على مواصلة نجوميته التي بدأت في ناديه السابق قبل انتقاله للغريم التقليدي بمبلغ اقل مما عرضه عليه النصر .
ولم يكن سعد الحارثي الوحيد الذي تراجع مستواه بين المهاجمين السعوديين ، اذ مر بنفس ظروفه ياسر القحطاني مهاجم الهلال وصالح بشير مهاجم الاتفاق ، كما يعاني المنتخب السعودي حاليا من تراجع مستوى المهاجمين .
وبمجرد انتقاله للهلال تحركت ادارة النصر للتعاقد مع مهاجم بديل بامكانه انهاء العقم التهديفي الذي يعاني منه النصر على الرغم من وجود اكثر من مهاجم امثال مالك معاذ مهاجم الاهلي السابق ومحمد السهلاوي وريان بلال.
وبدت تلوح في الأفق أنباء عن دخول النصر في مفاوضات مباشرة مع الوحدة مهاجم الفريق لضم مهند عسيري لتعويض رحيل الحارثي .
وموهبة سعد الحارثي اتفق عليها جميع النقاد والمحلّلين السعوديين وغيرهم رغم أنه يلعب بقدم واحدة هي اليسرى، لكنه يملك رأسا قوية ويتقن الانطلاق في المساحات ويجيد التمركز داخل خط ال 18، كما أنه يجيد التسديد من مسافات بعيدة .
جماهير الهلال انقسمت بين مؤيد ومعارض لصفقة انتقال الحارثي في ظل تراجع ادائه مع النصر بعد إصابته بالرباط الصليبي قبل فترة . إلا أن الجماهير رحبت به على طريقتها الخاصة ،حيث رفعت لافتة في المدرجات كتب عليها « مرحبا بك في معقل البطولات .»
في حين رفضت جماهير النصر التعليق على صفقة الحارثي مؤكدين بأن ناديهم لم تكن لديه رغبة في تجديد عقده، كونه دخل في الفترة الحرة من عقده ولم يحرك أحد داخل النادي ساكنا للتجديد معه ، فالفريق الهلالي أحد أبرز المرشحين لنيل لقب دوري زين السعودي للمحترفين عطفا على المستويات والنتائج التي يقدمها الفريق في الدوري حتى الآن.
ويأمل سعد الحارثي أن يكون انتقاله للهلال بداية العودة لمستواه الذي كان عليه إبان بطولة كأس أمم آسيا 2007 ، وأيضا لمنصات التتويج.
يذكر أن سعد الحارثي لم يسبق وأن تُوِّج ببطولة رسمية مع فريقه السابق النصر المبتعد عن البطولات منذ سنوات طويلة، فالفريق النصراوي لم يحقق سوى بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد عام 2008م وهي البطولة التي لم يتواجد فيها سعد الحارثي أساسيا .
وقال الحارثي بعد انتقاله للهلال: «انتقلت من نادي كبير إلى نادي كبير, سأنظر للأمام ،ولن التفت الى ما يتحدث به البعض، وسابذل كل ما بوسعي لخدمة نادي الهلال». كاشفاً :» إنه يأمل في إنهاء مسيرته بتحقيق البطولات وهو ما جعله يسعى جدياً في الانتقال للهلال بالرغم من صعوبة مشاركته في القائمة الأساسية لتواجد الكاميروني ايكلي ايمانا والمغربي يوسف العربي إضافة الى عيسى المحياني». ولم يسبق للحارثي أن قاد النصر الى لقب محلي أو خارجي باستثناء بطولة دمشق الدولية الودية، وصعد لمنصة استاد الملك فهد الدولي لمشاركة زملائه في التتويج بعد فوزهم على الهلال في نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد 2009.
في حين أكد الأمير نواف بن سعد نائب رئيس نادي الهلال بأن انتقال الحارثي لصفوف الهلال جاء برغبة الطرفين ، كاشفاً :»بأن اللاعب وقع عقدا لموسمين ونصف «. و تابع :»الحارثي لاعب كبير, وسبق ان مثّل جميع المنتخبات السنية, لذلك نحن نثق بقدرته على تقديم الإضافة للفريق».