حالة من الحيرة تعيشها جماهير كرة القدم السعودية إذ أنه يبدو أن رياح « الربيع العربي» التي هبت على عدد من البلدان العربية وأبدلت النظم السياسية تسببت في «ثورة تغيير» في عقلية اللاعبين السعوديين خصوصا «نجوم الشباك» الذين لم يكن يدور بخيال أحد يوما أنهم يمكن أن ينتقلوا لأندية منافسة أو يرحلوا للاحتراف. ولكن تحطمت هذه القاعدة التي صمدت لسنوات بعد انتقال مهاجم النصر سعد الحارثي إلى الغريم التقليدي الهلال , وشكلت هذه الصفقة على وجه الخصوص « صدمة» بالوسط الرياضي السعودي خصوصا لجماهير النصر التي كانت تعول كثيرا على الحارثي لاستعادة البطولات لاسيما انه احد اللاعبين القلائل الذين تركوا بصمة كبيرة في هجوم الفريق (الأصفر) بعد اعتزال النجم الشهير ماجد عبدالله. قنبلة نور تتفجر في الجيش.. ومالك انهى المعاناة في النصر.. والقحطاني فتح الطريق والحال ذاته لا يختلف لدى جماهير الهلال التي استقبلت الصفقة بتوجس إذ انه من النادر أن ينتقل لاعب بنجومية الحارثي من الغريم النصر لفريقها , وظهرت حالة الوجوم لدى النصراويين والتوجس لدى الهلاليين على مواقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك" و" توتير" إذ تلاسن انصار الفريقين بحدة وصلت لاتهامات مباشرة من أنصار النصر للاعب ب" الخيانة" وذكرته بمصير البرتغالي لويس فيجو الذي ترك برشلونة لينتقل إلى ريال مدريد قبل أن يسدل الستار على مشواره على نحو لا يليق بنجوميته , فيما رأي أنصار الهلال ان كرة القدم صارت " بيزنس" لا تعرف العواطف. وكانت حالة من الاحتقان تفجرت لدى مسؤولي النصر لتوجه اللاعب الذي وصفوه ب"الذابح" لارتدائه قميص الغريم التقليدي الهلال، وتدخل عدد من أعضاء الشرف المؤثرين في البيت النصراوي من أجل تجديد عقد الحارثي، إلا أنه رفض وفضّل اللعب للهلال. وشهدت الساعات الأخيرة قبل إبرام الصفقة تحركات من شخصيات نصراوية كبيرة ، كثفت اتصالاتها مع عضو شرف كبير لمنع توقيع الحارثي إلا أن رغبة اللاعب بالرحيل حسمت الصفقة. وبرز الحارثي مع النصر في عام 2004 الذي سجل خلاله 11هدفاً ساهمت في دخول النصر المربع الذهبي بالدوري السعودي. «رحيل اللاعب الشهير بلقب «القناص» شكل صدمة لجماهير الهلال إذ يعد «نجم الشباك» الأول , ولم تجد إدارة الهلال حينها مبررا للصفقة لامتصاص الغضب الجماهيري»وفي عام 2005 شارك مع المنتخب السعودي الأول في بطولة التضامن الإسلامي ، وقدم مستويات رائعة جعلته ينضم لقائمة الأخضر في تصفيات كأس العالم 2006، وسبق للحارثي أن أعير لنادي الاتحاد في العام ذاته، كما ساهم مع المنتخب السعودي في الوصول إلى نهائي كأس أمم آسيا 2007. وانضم الحارثي لحامل لقب الدوري السعودي الهلال بعقد يمتد لعامين ونصف العام , ويحق للهلال فسخ التعاقد مع الحارثي خلال الشهور الستة الاولى من التعاقد والذي يبدأ من يناير. من جهته قال الحارثي بعد توقيعه للهلال: "انتقلت من ناد كبير إلى ناد كبير, ولن أتحدث عن مشاكل النصر فأنا الآن هلالي". بينما لا يزال الغموض يكتنف مصير قائد الاتحاد محمد نور الذي اقترب من الانضمام إلى فريق الجيش القطري على سبيل الإعارة مقابل 1.5 مليون دولار لمدة ستة اشهر , ورحب اللاعب بالصفقة , لاسيما بعد النتائج السلبية التي يحققها فريقه بالدوري المحلي كان آخرها الخسارة أمام الاهلي والتي اطاحت بالمدرب البلجيكي ديمتري. ولكن الإدارة الاتحادية برئاسة محمد بن داخل ترفض نهائيا فكرة التخلي عن نور في هذا الوقت الحرج- على حد وصفه- . وأضاف بن داخل : " بات على نور ضرورة إقناع أعضاء مجلس الإدارة الذين يرفضون إعارته للجيش القطري خصوصا في هذه الفترة، فهم غير مستعجلين نهائيا في الرد النهائي لفريق الجيش كون أمامهم شهر لبدء فترة الانتقالات الشتوية. وقال : "نحن متمسكون بنور لآخر لحظة، لكنه ظهر أمام الجميع وأعلن بشكل واضح رغبته في الانتقال للجيش القطري ونحن عرضنا على اللاعب تعويضه ماديا في حال أن الأمور المادية هي سبب رغبته في الانتقال، إلا أنه رفض كل المحاولات". من جهته , قال نور :" رأيت من مصلحة الاتحاد أن أبتعد في هذه الفترة تحديدا حتى أعود في الموسم المقبل أفضل مما نحن عليه حاليا". وشدد نور على أنه لم يبحث عن أمور مالية أو أنه فضل الرحيل لأسباب شخصية وليست تتعلق بمشاكل بالنادي. وأضاف : " الجماهير الاتحادية تقف دائما وأبدا معي في كل الظروف التي مرت بي منذ أول مباراة لعبتها مع الفريق وحتى الآن, لذا التمس منها العذر. " وينتظر ان تشهد الساعات القادمة ملامح الصفقة التي ازعجت كثيرا جماهير الاتحاد كون نور هو نجمها المدلل . وكان أبرز مهاجم سعودي في السنوات العشر الأخيرة قائد الهلال ياسر القحطاني انتقل هذا العام إلى العين الإماراتي لمدة موسم واحد على سبيل الإعارة مقابل 2.5مليون يورو، نصيبه الشخصي منها مليون، فيما حصل الهلال على 1.5 مليون. وشكل رحيل اللاعب الشهير بلقب " القناص" صدمة لجماهير الهلال إذ يعد " نجم الشباك" الأول , ولم تجد إدارة الهلال حينها مبررا للصفقة لامتصاص الغضب الجماهيري إلا بعبارات غير مقنعة مثل " أن الإدارة أعطت موافقتها على الصفقة بعد موافقة اللاعب على اللعب في صفوف العين كتجربة جيدة له من الناحيتين الفنية والمادية على أن يعود لصفوف الهلال بعد نهاية فترة الإعارة لإكمال عقده مع النادي والذي سيتبقى منه سنتين." وأضافت: "تأتي موافقة الإدارة الهلالية على انتقال القحطاني للعين سعياً نحو منحه فرصة الاحتراف وتحقيق الاستفادة المادية والفنية له وللنادي في آن واحد. مؤكدةً حرصها الكبير على بقاء ياسر القحطاني هلالياً بعد نهاية فترة الإعارة كأحد النجوم المؤثرين في صفوف الفريق وأعمدته الرئيسية". «هذه الصفقة احدثت «صدمة» بالوسط الرياضي خصوصا لجماهير ناديه التي كانت تعول كثيرا عليه لاستعادة البطولات لاسيما انه احد اللاعبين القلائل الذين تركوا بصمة كبيرة في هجوم الفريق «من جانبه، برر القحطاني انتقاله الذي اغضب جماهير ناديه بشدة " اعترف بأنني وبكل صراحه أمر في أصعب لحظة في حياتي لم يسبق أن مرت علي من قبل ولا أعتقد بأنني سأواجه أصعب منها مستقبلاً، وهي لحظة إعلاني مفارقة الكيان الأزرق العظيم حتى ولو كانت لمدة موسم واحد، ولكن مجرد التفكير بهذا الأمر أرهقني كثيراً، وقد أخذ التفكير والنقاش بيني وبين الأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيس مجلس الإدارة فترة ليست بالبسيطه، ولكن مثلما قال الأمير عبدالرحمن بن مساعد ربما يكون في الأمر إزعاج للجماهير الهلاليه ولكن أحياناً يجب اتخاذ بعض القرارات التي تصب في مصلحة الطرفين، الهلال الكيان واللاعب". وبدأ القحطاني (28 عاماً) مسيرته مع نادي القادسية عام 2000، ثم انتقل إلى الهلال عام 2005، حيث حقق معه لقب الدوري 3 مرات (2008 و2010 و2011)، وكأس ولي العهد 5 مرات (2006 و2008 و2009 و2010 و2011)، وكأس الأمير فيصل مرة واحدة (2006). على الصعيد الدولي، بدأ ياسر القحطاني مشاركاته مع "الأخضر" عام 2002، وحصل معه على كأس العرب 2002، وكأس الخليج 2003، كما شارك في مونديال كأس العالم 2006، كما حاز جائزة أفضل لاعب في القارة الآسيوية عام 2000. ومن النجوم التي فقدت بريقها ايضا نجم الاهلي مالك معاذ والذي اضطره انخفاض مستواه الى الرحيل عن معقل القلعة الخضراء الى صفوف النصر. وكانت الاصابات قد نالت من مالك معاذ عقب بطولة كأس الامم الاسيوية 2007 وتراجع مستواه بشكل واضح ، ففضل الابتعاد عن ناديه الى ناد آخر لعله يتمكن من استرجاع مستواه.
