فاجأتني أختي الكبرى « صبيحة « بنسخة جميلة من قصة « الفلاح والعقرب « للكاتبة عبير محمد الشاوي الصادرة حديثا عن مطابع الحميضي في عشرين صفحة من القطع الصغير حيث بدت شذرات البسمة المفعمة بالفخر تتطاير من بين شفاه أختي حيث إن غلاف الكتاب ضم لوحة فنية لابنتها الرسامة « سكينة السالم « ذات التسعة عشر عاما مع رسومات القصة بكاملها والمجسدة لأحداثها قادتني ابتسامات أختي وتعليقات بناتها مع فضولي الغث لتصفح القصة على عجالة من أمري فاتضحت لي منذ بدئها لغة الشاوي الأدبية المضمخة بالمصطلحات الطبية ومفردات الصحة وعلوم الإنسان حيث تخصصها ومجال عملها ومنبع دراساتها مع أسلوبها القصصي البسيط والمقرب لذهن الطفل وبالأسلوب التربوي الهادف ببعض الإرشادات والتوجيهات المتعلقة بالإسعافات الأولية وطرق حماية الطفل مما يضر جسده فيلاحظ القارئ قاموسها اللغوي ومعجمها اللفظي يضم تشكيلة مكررة من تلك المصطلحات التي تعتمد عليها في مجالها العملي كما في « مصل, مضاد, أعراض « وغيرها والجميل في عمل الشاوي الأدبي رغم بساطته وسطحية التمكن القصصي أنها حاولت ونجحت في استثمار تخصصها عبر الأدب لتوعية الأطفال من أخطار الأمراض التي قد تصيبهم جراء إهمالهم في طرق الوقاية منها كما فعلت في إصدارها القصصي الأول والمعنون ب « رحلة قمور « إن لم تخني الذاكرةاستثمار تخصصها عبر الأدب لتوعية الأطفال من أخطار الأمراض التي قد تصيبهم جراء إهمالهم في طرق الوقاية منها كما فعلت في إصدارها القصصي الأول والمعنون ب « رحلة قمور «وتأكيدها على إيصال رسالتها الطبية التوعوية الهادفة عبر الأدب بتضمين القصة بعض من الأسئلة في نهايتها عن أحداثها ومدى استفادة الطفل منها وإثارة عنصر التشويق لديه بمعرفة الإجابة في الجهة المقابلة ولم يغب عن الشاوي استفادتها من الجانب اللغوي وألحقت القصة بترجمة باللغة الإنجليزية المبسطة لتصل إلى أعلى نسبة من الأطفال وتتأكد من تحقيق غايتها المنشودة واستدراج الموهوبين الواعدين في مجال الرسم والإيضاح وتشجيعهم على الاهتمام بنتاجهم الفني الجمالي فكانت القصة بمثابة رسالة طبية أدبية فنية اجتماعية تربوية هادفة تعين على تنشئة الطفل وتعويده على حب الثقافة والأدب وتنمية حب القراءة وتعزيز الثقة بالنفس لديه ومن هنا جاءت السلسلة القصصية للزميلة عبير محمد الشاوي موفقة نوعا ما على أن تتعمق في القادم بالجمال الإبداعي واستثمار قراءاتها لقصص الأطفال العربية والعالمية فيما يعزز من نتاجها مستقبلا..