أعد فريق علمي من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية دراسة ميدانية لملوثات الهواء في المشاعر المقدسة أثناء الحج هذا العام. وقال رئيس برنامج أبحاث البيئة في معهد بحوث الموارد الطبيعية والبيئة في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية الدكتور عبدالقادر بن محمد السري: إن الدراسة تهدف إلى توفير معلومات بيئية لبناء قاعدة بيانات علمية عن نسبة الملوثات في المشاعر المقدسة (عرفات ومنى ومزدلفة) وإكمال منظومة البيانات والمعلومات التي يقوم بجمعها معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج طوال العام في مكةالمكرمة. وأوضح الدكتور عبد القادر السري الذي ترأس الفريق العلمي بمشاركة 12 باحثاً وفنياً من المدينة، أنه تم تقييم مدى تعرض الحجاج لملوثات الهواء، والربط بين الملوثات في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة ومصادرها، وكذلك تقييم احتمالات التفاعلات الجوية المؤدية لتكوين غاز الأوزون. وأضاف: ان الفريق العلمي وضع مختبرات مجهزة متحركة في منى وعرفات تقوم بقياس جودة الهواء في المنطقتين منذ بداية شهر ذي الحجة بجانب القياسات اللحظية التي يتم فيها قياس نسبة التلوث بواسطة أجهزة محمولة مع أفراد متحركين في مشعري عرفات ومزدلفة. وبين الدكتور عبد القادر السري أن عمل فريق مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية هدف هذا العام إلى تجميع معلومات محددة تساعد في بناء نموذج رياضي متقدم يسهم في فهم نوع الملوثات وانتشارها في الهواء في المشاعر أثناء حركة الحجيج، والتوزيع المكاني والزماني لهذه الملوثات، حيث اتضح أن أكبر مصدر لهذه الملوثات هو الغازات الصادرة عن عوادم السيارات الموجودة في المشاعر والتي تختلف حسب المركبة وسرعتها والعديد من العوامل الأخرى. وبين أن هذا النموذج ينتج من محاكاة لحركة التلوث وانتشاره في مناطق الحج من منى إلى عرفات والذي من شأنه التوقع بمقدار التلوث وتحركه واتجاهه مسبقا. وأشار إلى أن افتراضات النموذج الرياضي ستعطي معلومات ذات قيمة كبيرة يكون لها الكثير من المردود العلمي للباحثين ولها أهمية كبرى للمساعدة في وضع استراتيجيات فعالة يمكن تطبيقها لتحسين الوضع البيئي في المشاعر المقدسة والذي سينعكس أثره الإيجابي على الصحة العامة للحجيج في الاعوام القادمة.