قال محدثي: لماذا لا تكتبون عن حوادث المرور التي يذهب ضحيتها عشرات الابرياء؟ قلت: الكتابة عن حوادث المرور كانت ومازالت تحظى باهتمام الكتاب، ولو جمعت ما نشر في هذا الموضوع لخرجت بمجلدات عديدة، لكن المهم ليس الكتابة، بل الاهم هو الاستجابة لتلك الكتابة والا لأصبح الامر مثل النفخ في القربة المثقوبة او الصراخ في الوادي قال: مهما كتب حول هذا الموضوع فهو بحاجة لمعالجة مستمرة وتوعية دائمة للناس، لحماية انفسهم من هذا الخطر المحدق بهم عند المفترقات وامام اشارات المرور، وعلى الطرق السريعة. وكم من اناس ابرياء ذهبوا ضحية حوادث المرور.. هذا زوج في الاسبوع الاول من زواجه يفاجئه احد المعتوهين ويقطع الاشارة مسرعا لتصطدم سيارته بالجانب الذي كانت تجلس فيه الزوجة وتفارق الحياة على الفور. وهذه اسرة بكاملها تتعرض لحادث مروري ليذهب كل افرادها ضحية لذلك الحادث. وهذا طفل يريد عبور الشارع فيفاجئه سائق مخبول يسوق سيارته بسرعة متناهية. ويذهب الطفل ضحية السرعة، وهذا مواطن يسوق سيارته بهدوء.. لكن احد السائقين يمرق امامه كالسهم ليصطدم بسيارته ويذهب ابنه ضحية هذا الحادث، بينما يصاب المواطن بعاهة مستديمة.. الموت ارحم منها. قلت: المسألة مرتبطة بوعي المواطن، وهذا لا يتحقق في يوم وليلة. قال: ومرتبطة ايضا بالشدة في تطبيق انظمة المرور، لان ارواح الناس ليست لعبة في ايدي اولئك المعتوهين والمخبولين والمجانين.. وتكثيف حملات التوعية المرورية لابد ان يستمر طوال العام، كما ان تعليم آداب المرور لابد ان يبدأ منذ الطفولة حفاظا على السلامة العامة وحرصا على ارواح الناس. قلت: علينا ان نكتب وعلى الجميع ان يقرأوا. فصحح عبارتي قائلا: بل قل علينا ان نكتب وعلى الجميع ان يفهموا.