تبحث أحياء مدينة القيصومة عن الخدمات الناقصة فيها بين دوائر محافظة حفر الباطن، التي كان لها أثر كبير في تدني مستوى الخدمات الأساسية فيها، من نظافة ومياه وصرف صحي ومدارس وسفلتة.. رغم مضي قرابة نصف قرن على تأسيس هذه المدينة. وتأثرت القيصومة بنقص وتدني الخدمات, وزادت معاناة المواطنين من الحفريات والتشققات في مختلف شوارع المدينة، وافتقاد العديد للخدمات الضرورية الأخرى، رغم المطالبات العديدة من الأهالي، التي قوبلت بصمت مطبق من قبل الجهات المسؤولة. (اليوم) استطلعت آراء عدد من سكان المدينة، الذين قدموا قائمة بأمانيهم للمسئولين في الأجهزة المختلفة, وتمنوا ان تجد آذانا صاغية, وتجاوبا سريعا من أصحاب القرار. خط البترول ويرجع ممدوح عيسى المطيري سبب تسمية المدينة بهذا الاسم إلى كثرة نبات القيصوم في أرضها، الذي كان موجوداً بكثافة قبل سنوات طويلة.. مشيرا إلى أنها تتميز عن بقية مدن المنطقة بكونها مرتفعة ومبسوطة الأرض، حيث ترتفع بحوالي 71 متراً عن مستوى البحر, وهي مقصد للكثيرين خلال فصل الربيع، للاستمتاع بأجوائها الخلابة وطبيعتها الساحرة والتقاط (فقع الزبيدي)، المحصول الموسمي النادر، الذي يحظى بإقبال كبير، وغالبا ما يتوافر بكثرة في الصحارى المحيطة بالمدينة. وتقع القيصومة شمال شرق المملكة، وتتبع إداريا لمحافظة حفر الباطن, وتعود نشأتها للبدايات الحقيقية لاكتشاف البترول، ووقع اختيار الشركة السعودية الأمريكية المشتركة (التابلاين) على مدينة القيصومة، لتكون محطة لضخ البترول القادم من الظهران إلى الشمال، ومنه إلى الشام, لموقعها الاستراتيجي, فشيد بها مطار، اصبح حاليا من المطارات الحديثة التابعة للطيران المدني، وتنطلق منه رحلات يومية منتظمة للرياض ورحلتين أسبوعيا إلى كل من المدينةالمنورةوجدة. ويتجاوز عدد سكانها 30 ألف نسمة, ويتبعها عدد من القرى والهجر، هي الصداوي، مناخ، المتياهة، الحيرا، أم كداد، أم قليب وغيرها من الهجر. وأنشئت أول مدرسة فيها عام 1373ه، ويبلغ عدد المدارس فيها اليوم 20 مدرسة للبنين والبنات, وبها بعض الدوائر الحكومية ومستشفى، يتسع لأكثر من 30 سريراً، ومركز صحي ووحدة صحية للبنين, ويتوقع أن تشهد نموا متزايدا خلال السنوات الخمس المقبلة. رفع مستوى المجمع القروي واتفق أهالي المدينة على ان التطور العمراني الذي تشهده مدينتهم، والتزايد السكاني، وافتقادها لقطاع حيوي نشط، يواكب هذه المتغيرات، كل هذه الأمور توجب مسارعة الجهات المختصة لتحقيق حلم سكان المدينة، بتحويل المجمع القروي في القيصومة إلى بلدية. يقول رجل الأعمال إبراهيم صالح الدغيم: المجمع القروي في القيصومة، وفق ما هو متاح لها حاليا من إمكانيات متواضعة ومخصصات مشاريع، لا يمكن ان تقدم ما يمكن ان يخدم المدينة والسكان, والقيصومة بحاجة ملحة لأن تكون بلديتها ذات ميزانية مستقلة، لأنها مدينة كبيرة، ويتبع لها عدد من القرى والهجر، تمدها بالخدمات الضرورية، وتقع على طريق الدمام الشمال الدولي، الذي يربط الخليج ببلاد الشام، الأمر الذي يجعل الطلب يتزايد على الخدمات من المواطنين، وهي خدمات لا تستطيع بلدية فرعية أو مجمع قروي تلبيتها أو مواجهتها, والأمر لن يتطلب اعتماد مبالغ للمبنى وللبنود الأخرى، فالمبنى موجود، وهو مستأجر، ويوجد به كادر وظيفي وعقود نظافة وصيانة واعتماد مشاريع, فكل ما يأمله الأهالي هو تدخل مدير عام التخطيط بوكالة الوزارة للتخطيط والبرامج في وزارة الشئون البلدية والقروية، لتحقيق أمانيهم، ورفع مستوى المجمع القروي إلى بلدية، آو منحه ميزانية مستقلة، تعين على مواجهة الاحتياجات المتزايدة للمدينة. وصلة تعالج المعاناة وينقل علي محيل الحربي معاناة الأهالي مع وصلة الطريق الرابط بين القيصومة وهجرة أم قليب، التي لا تتجاوز 30 كم، والتي تحتاج إلى سفلتة.. يقول: الوصلة ذات منافع عديدة، حيث يوجد عدد كبير من شباب المدينة يعملون في مدينة الملك خالد العسكرية, وحين ذهابهم إلى أعمالهم يقطعون يوميا 80 كيلومترا ذهابا للوصول لبوابة المدينة العسكرية، ولكن في وجود الوصلة، وفي حال ما اذا تمت سفلتتها تكون المسافة 40 كيلومتراً فقط، بحيث تختصر نصف المسافة, وتنفيذ الوصلة يخفف من الازدحام على طريق حفر الباطن، الذي تسبب في إزهاق الكثير من الأرواح البريئة، بسبب الكثافة الكبيرة التي يشهدها الطريق, كما سينعش هذا الطريق القرى والهجر المترامية جنوب القيصومة, حيث سيكون الشريان، الذي يصلها بالقيصومة, ومن أراد ان يذهب للرياض من القيصومة فلن يكون مضطرا للذهاب إلى حفر الباطن، ثم الرياض، مرورا بالإشارات المرورية، والازدحام المهلك, مع العلم انه توجد مساحة تم تنفيذها قبل 10 سنوات بجهود ذاتية. إغلاق المحكمة وطالب الشيخ صقار عايد العنزي امام مسجد أبو الهيثم بن التيهان بإعادة افتتاح محكمة القيصومة، يقول: لا يخفى على الجميع ما تمثله المحاكم من ترسيخ وتثبيت لشرع الله ونشره بين الناس، والقيصومة زاد عدد سكانها، وتجاوز 30 ألف نسمة، وازدادت معها الحاجة إلى محكمة شرعية, بعد ان تم ضمها إلى محكمة حفر الباطن، بعد وفاة قاضي القيصومة السابق يرحمه الله, وحاليا يوجد في محكمة حفر الباطن موظفون تحت مسمى موظفي محكمة القيصومة, ومحكمة حفر الباطن تشهد ازدحاما شديدا, ونأمل إعادة افتتاح المحكمة، خاصة ان بند المحكمة موجود من السابق، واسمها كذلك، ولن تكون بحاجة إلى استحداث جديد. قرض صندوق التنمية كما تطرق أهالي القيصومة إلى قرض صندوق التنمية العقاري، حيث يمنح المواطنين قروضا بقيمة 300 ألف ريال للقرض الواحد، يقول عمار فرحان الحربي: الصندوق يقدم قرضا لا يتجاوز 200 ألف ريال, وهو مبلغ لا يفي بمتطلبات بناء مسكن في الوقت الحاضر، لارتفاع أسعار مواد البناء، عما كانت عليه منذ بضع سنوات, ورفع الصندوق قيمة القروض لبعض المحافظات والمراكز إلى 300 ألف ريال, فيما رفع قيمة القرض لقرية العليا ليبلغ 250 ألف ريال, بينما لم يطرأ على قرض القيصومة أي تغيير، رغم ما يتبعها من مراكز وقرى وهجر كثيرة، يحصل منها 3 مواطنين فقط على قروض في كل مرة يعلن فيها عن قروض للصندوق, ونأمل زيادة عدد المستفيدين. مندوبية ووحدة صحية أكد محمد بدر الحربي ان من أهم الاحتياجات الواجب توافرها في المدينة مندوبية تعليم للبنات، لتخدم اكثر من 4 آلاف طالبة يقول: مدينتنا تستحق ان تحظى بمندوبية، لكثافة عدد الطالبات والمعلمات. وناشد الحربي مدير عام الخدمات الطبية بوزارة التربية والتعليم افتتاح وحدة صحية للبنات في المدينة.. مفيدا بان أهالي المدينة قدموا طلبات متكررة لمدير عام التربية والتعليم للبنات بحفر الباطن، ولكن دون جدوى. واستغرب مبارك حمد الجلفان تجاهل مطالباتهم, يقول: افتتاح الوحدة الصحية أمر ملح، حيث بلغ عدد المدارس 4 مدارس ابتدائية ومتوسطتين، وثانوية واحدة وابتدائية ومتوسطة لتحفيظ القرآن الكريم وحضانة ومدرستين لمحو الأمية, ولبعد المسافة بين أقرب وحدة صحية عن القيصومة، حيث تقع في مدينة حفر الباطن, لذا نأمل افتتاح وحدة صحية بالمدينة، للحاجة الماسة لذلك, وسبق ان تقدم الأهالي بطلبين رسميين بهذا الشأن، للتيسير على الطالبات وذويهن من مشقة الذهاب والإياب من وإلى حفر الباطن، ولكن مع الأسف دون جدوى. سفلتة وخراب الشوارع وأكد عدد من الأهالي ان الشوارع بحاجة إلى صيانة شاملة، بعد ان تحولت إلى مصائد للسيارات العابرة, وتأثرت السيارات من الحال السيئ لهذه الشوارع المنسية من قبل البلدية.. وطالبوا بإعادة سفلتة جميع شوارع المدينة بطبقة إسفلت أخرى، بمواصفات عالية, حتى يمكن الاستفادة منها مدة طويلة.. يقول خالد سعود الحربي: شوارع الستين حالها سيئ، فهي من اكبر الشوارع في البلد، ولكنها أفقر الشوارع عناية ورعاية، حيث تحتاج للردم وترقيع الحفر الموجودة فيها، والرصف والتشجير، الذي يمنحها رونقها, عموما جميع الشوارع بحاجة لطبقة إسفلتية، وسفلتة أخرى، ومن الممكن ان تجد شارعين متقاطعين، أحدهما مسفلت، وقد تعرض للصيانة، والآخر بخلافه، كما ان بعض الشوارع في الكثير من الأحياء لم تسفلت. وشدد فرحان وادي العنزي على أهمية صيانة أعمدة الإنارة، وضرورة تواجد فريق صيانة خاص لمراقبة وضع هذه الأعمدة، وتركيب إنارة للأعمدة.. يقول: أكثر من 50 بالمائة من الإنارة داخل الأحياء معدومة، حتى ان وجدت فهي تالفة منذ فترة طويلة. وأكد سعيد عيسى الحميداني ان أعمدة الإنارة تعاني التأكسد، وينتج عن ذلك سقوطها وانشقاق الأسلاك, وهذا يسبب خطرا على الأطفال، خصوصا عند هطول الأمطار.. مطالبا المسئولين في البلدية بصيانة وتغيير الأعمدة الساقطة, حتى تؤدي الغرض الذي وضعت من أجله, وحل المعاناة التي يعاني منها النساء وكبار السن في الفترة المسائية. كما يذكر فرحان العنزي ان حاويات البلدية، لم تستبدل منذ اكثر من سنتين، رغم تجديد العقد، وكثرة المخلفات والأنقاض داخل الأحياء. اختفاء الحدائق والمتنزهات ومن ضمن المفقودات، التي يطالب بها أهالي المدينة ، الحدائق والمتنزهات، يقول محمد فالح السبيعي: تفتقد العائلات للحدائق والمتنزهات وملاعب الأطفال, وحديقة الخالدية تهدم سورها، وتعرضت للتخريب، ولا تزال خزانات المياه الأرضية فيها مكشوفة، وتهدد سلامة مرتاديها، خاصة الأطفال, ونأمل تكثيف زراعة الأشجار، وعمل حزام اخضر حول المدينة، ليكون متنفسا للأهالي, وإزالة أشجار البرسوبس المثيرة للحساسية, وعمل مسطحات خضراء بين المطار وشركة التابلاين, ورغم ان القيصومة بوابة رئيسية للعابرين، فهي تفتقد للمجسمات الجمالية واللوحات الإرشادية, وتوجد في مدخل القيصومة ارض شاغرة، تعود ملكيتها للشركة السعودية للكهرباء، وهي محاطة بسور حديدي، ترعى بها الإبل حاليا, ويمكن الاستفادة منها كحديقة كبيرة، تكون واجهة جميلة لمدخل المدينة، الذي يحتاج للكثير من الإصلاحات, فجميع مداخل المدن هي اجمل شيء فيها وتوليها البلديات اهتماما متزايدا، كونها تعكس صورة جميلة عن المدينة للزائر، كما تمنحه شعورا بالأنس والارتياح، حتى لو كانت من الداخل خرابا, ولكن مدينتنا على النقيض، فمدخلاها الشمالي والغربي هما أسوأ ما في المدينة، للتشققات والحفر والمطبات الموجودة فيهما، الأمر الذي يجعل الزائرين يحكمون على المدينة من مداخلها، على الرغم أنها من الداخل احسن حالا, ونأمل تحسين المداخل وتزويدها بلمسات فنية تضفي عليها الجمال. المدينة بحاجة إلى مزيد من الخدمات الناقصة