جماعة "شتا" تقدم الفن برؤية جديدة

تحاول مجموعة (شتا) التي اعلنت عن نفسها مؤخرا ان تنفتح على آفاق مغايرة في الفن التشكيلي وتقدم للمتلقي بعدا آخر وتنظر للمستقبل بعيون منفتحة، والمجموعة تتشكل من مجموعة من الشباب الممتلىء بالطموح والامل. والفنانون هم: الفنان عبدالناصر غارم، الشاعر محمد خضر، التشكيلي أحمد ماطر، التشكيلي عبدالكريم قاسم، التشكيلي والشاعر أشرف فياض. نشأت هذه المجموعة في اوائل العام الحالي 2004م بعد علاقة صداقة وطيدة ربطت بينهم. وجمعت بينهم الطروحات الفنية والأدبية المنتمية الى مرحلة ما بعد الحداثة. حيث تبنوا الرؤية المعاصرة للعالم الفني والتركيز على التعبير بوسائل تلائم المعطيات التي فرضت وجودها على حياتنا اليومية بأساليب متجددة. ويعد هؤلاء الشبان من الجيل الجديد في الحركة الفكرية والثقافية العربية المعاصرة التي بدأت تلفت الانظار اليها والى ما تطرحه من اساليب فنية وادبية مغايرة طغت عليها الاحداث الانسانية التي يمر بها العالم في الوضع الراهن.. ممثلين بذلك نمطا مختلفا من الوعي واسلوبا اكثر تقدما تجاه التفاعل مع القضايا التي تهم الانسانية.. متمسكين بقضاياهم المصيرية النابعة من ايمانهم بالفن كطريق يمكن الرهان عليه من اجل مستقبل افضل. وقد اطلت جماعة (شتا) من خلال عمل فني مشترك يجمع بين التشكيل والشعر بصفتهما اكثر الوسائل التعبيرية تداولا وقابلية للتطور وذلك في معرضهم الاول الذي اقيم في الثلاثين من شهر مارس الماضي، حيث يتضمن العمل الذي يحمل نفس الاسم مجموعة من الاعمال الفنية والنصوص الشعرية التي تتحدث عن القضايا الانسانية المعاصرة من خلال رؤى مختلفة استطاع هؤلاء الشباب التوفيق بينها من خلال تأسيسهم هذه الجماعة ومن ثم اقامتهم هذا المعرض الذي يعد خطوة رائدة في الساحة الثقافية حيث تم ايجاد فضاءات جديدة تم الجمع من خلالها بين اللغات التعبيرية الإبداعية بشكل مختلف عن السائد حاليا. ويعد هذا العمل المشترك نقلة نوعية في مجال العرض.. حيث تم الجمع بين اللوحات التشكيلية السمطحة وعدد من أعمال التجهيز في الفراغ التي يقدمون من خلالها أعمالا تعتمد على التفاعل المباشر مع المتلقي من خلال اشراكه في تنفيذ العمل الفني.. كما تم اشراك الشعر في هذه الاعمال بشكل رئيسي وضمن اطار جمالي.. كما اعتمد العمل على استخدام عناصر يتعامل معها الناس بشكل يومي في حياتهم العامة من خلال تكوين روابط حسية تخاطب عقل المتلقي عن طريق الوسائط البصرية المعتادة، ومن خلال استحضار الوقائع ودمجها بتلك العناصر مما ينتج ردة فعل مباشرة لدى المشاهد تدفعه الى التفاعل مع العمل بشكل تلقائي مبنى على مخاطبة العمل لحواسه مباشرة دون الاغراق في الغموض. وعرف هؤلاء الشبان مؤخرا من خلال مشاركاتهم في العديد من المنابر والفعاليات الثقافية الرائدة على المستويين المحلي والدولي.. كما استطاعوا خلال فترة وجيزة لفت الانظار من خلال الطروحات التي قدموها في اعمالهم الابداعية على صعيد التشكيل او الشعر.
عبدالناصر غارم
عبدالكريم قاسم