اكد معالي الدكتور عبدالرحمن السويلم رئيس جمعية الهلال الاحمر السعودي المشرف العام على مؤتمر حقوق الانسان في السلم والحرب والذي يعقد بمدينة الرياض في شعبان المقبل ان انعقاد المؤتمر في هذا التوقيت يأتي استجابة للمعاناة والانتهاكات التي تتعرض لها حقوق الانسان في مناطق عديدة من العالم نتيجة للنزاعات المسلحة والتي باتت تؤرق الضمير الانساني. مشيرا الى دأب المملكة على المساهمة في اية جهود دولية لحماية حقوق الانسان وصيانتها. واضاف د. السويلم ل (اليوم) ان المؤتمر يهدف الى طرح الرؤية الاسلامية لحماية حقوق الانسان في السلم والحرب ورصد العقبات واوجه القصور في قواعد القانون الدولي الانساني وسبل تفعيلها للحد من الانتهاكات التي تهدد هذه الحقوق اضافة الى رفع مستوى الوعي الثقافي بها. وفيما يلي تفاصيل الحوار.. ما اسباب انعقاد مؤتمر حقوق الانسان في السلم والحرب في هذا التوقيت؟ * لاشك ان قضية حقوق الانسان بصفة عامة اصبحت تحظى باهتمام كبير على المستوى الدولي في ظل ما تتعرض له هذه الحقوق من انتهاكات سواء في اوقات السلم او الحرب، ونحن جميعا نرى حجم المآسي التي يعيشها ملايين البشر في مناطق عديدة من العالم ولاسيما في افريقيا وبعض دول آسيا وحتى في اوروبا بسبب نزاعات عسكرية تنشأ لاسباب عرقية او سياسية . وفي الآونة الاخيرة عانى كثير من المدنيين في منطقة الشرق الاوسط ويلات النزاعات المسلحة في العراق وفلسطين والسودان. وكل هذه العوامل دعت الى عقد هذا المؤتمر الذي يمثل اضافة كبيرة وملمحا هاما في مسيرة الاصلاح التي تنتهجها حكومة المملكة في مجال حقوق الانسان وفق تعاليم الشريعة الاسلامية. وقد صدرت الموافقة السامية على عقد المؤتمر وتحدد موعده في الثامن عشر من شهر شعبان المقبل ولمدة يومين بمركز الملك فهد الثقافي بمدينة الرياض.. كما صدرت الموافقة الكريمة من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية على رعاية فعاليات المؤتمر. وماذا عن المحاور الرئيسية المقرر أن يناقشها المؤتمر؟ * يناقش المؤتمر عددا من المحاور التي تتعلق بقضية حقوق الانسان وسبل حمايتها في السلم والحرب ومن ابرز هذه المحاور : اشكاليات تنفيذ احكام القانون الدولي الانساني، واستراتيجيات تعليم حقوق الانسان، ومواد قانون حقوق الانسان من منظور اسلامي، والقضاء الجنائي الدولي من خلال التحديات التي تواجهه والطموحات التي يسعى الى تحقيقها. وحقوق الانسان بين العالمية والخصوصية القطرية، وموقع حقوق الانسان في التشريعات الوطنية، وحقوق اللاجئين والنازحين وسبل حمايتها، ووسائل حماية المدنيين في اوقات النزاعات المسلحة، ودور المنظمات غير الحكومية في الحفاظ على حقوق الانسان ، وكذلك دور جمعيات الهلال الاحمر والصليب الاحمر في دعم قواعد القانون الدولي الانساني. هذه اهم المحاور التي يناقشها المؤتمر، وهي محاور شمولية نتوقع ان تحقق اهدافه وتثري جلساته العلمية. وماذا عن اوراق العمل التي تطرح للنقاش ضمن فعاليات المؤتمر؟ * المحاور السابق ذكرها هي الوعاء الذي تصب فيه جميع اوراق العمل او البحوث التي تطرح ضمن فعاليات المؤتمر من قبل المختصين والمهتمين بقضايا حقوق الانسان في مختلف مجالات العمل الانساني او القانوني، وقد وضعت اللجنة العلمية عدة شروط يجب توافرها في البحوث واوراق العمل. وتتولى اللجنة كذلك تقييم البحوث التي يتقدم بها الباحثون والمختصون سواء من ابناء المملكة او من خارجها. ويتم اخطار اصحاب البحوث واوراق العمل بنتيجة التقييم قبل موعد انعقاد المؤتمر بوقت كاف. لكن لماذا اختيار السلم والحرب لعقد اول مؤتمر دولي في المملكة بشأن حقوق الانسان؟ * كما ذكرنا سابقا ان ما تتعرض له حقوق الانسان من انتهاكات تصل الى حد تهديد الحياة يستوجب تكاتف الجهود الدولية وعلى كل المستويات لتوفير سبل حمايتها على ارض الواقع، وتفعيل مواد وقواعد القانون الدولي الانساني في هذا الصدد. ومعالجة اوجه القصور في بعض هذه المواد ان وجدت. والمملكة بحكم موقعها الريادي في قلب العالم الاسلامي والعربي ومكانتها على الساحة الدولية دأبت على المشاركة في اية جهود ذات طابع انساني او اغاثي، والمؤتمر اضافة جديدة تقدمها المملكة في هذا الاتجاه.. واختيار حقوق الانسان في السلم والحرب كعنوان للمؤتمر، يأتي استجابة لما يحدث على ارض الواقع، فالنزاعات المسلحة هي اكثر ما يهدد هذه الحقوق، بالاضافة الى الانتهاكات التي قد تحدث في غير اوقات الحرب. وبالتالي فان المؤتمر يشمل هذه الحقوق وقتي السلم او النزاعات المسلحة.. ما الاهداف التي يسعى المؤتمر لتحقيقها؟ * نطمح الى التعريف بحقوق الانسان وقتي السلم والنزاعات المسلحة كما جاءت بها مصادر الشريعة الاسلامية، وكذلك التعريف بالمفاهيم المختلفة لحقوق الانسان وجهود المملكة في ميدان حقوق الانسان والقانون الدولي الانساني، ورصد العقبات التي تعترض سبل حماية هذه الحقوق وايجاد الحلول الملائمة لها، والعمل على رفع مستوى الوعي الثقافي بحقوق الانسان ونشر احكام القانون الدولي الانساني. وما مستوى تمثيل المؤتمر وحجم المشاركة؟ * نعمل بالتعاون مع وزارات الداخلية والخارجية والعدل بالمملكة على توفير اعلى مستوى للمشاركة في المؤتمر. وقد تم بالفعل توجيه الدعوة لعدد كبير من الهيئات والمؤسسات الدولية المعنية بحقوق الانسان وعدد كبير من الاكاديميين والقانونيين والشخصيات البارزة المشهود لها في مجال حقوق الانسان في مختلف دول العالم. وقد تلقينا ما يفيد موافقة كثير من هذه الجهات والشخصيات التي رحبت بالمؤتمر واشادت بانعقاده في هذا التوقيت بالذات. هل هناك خطة مستقبلية لانشاء لجنة مشتركة لبحث حقوق الانسان في السلم والحرب وتأثير ذلك على الفرد السعودي.؟ * ربما يكون هذا الطرح سابقا لأوانه بعض الشيء وبناء على ما يتم مناقشته اثناء المؤتمر وما يخرج به من توصيات سوف يتم بحث سبل ترجمة التوصيات عمليا على ارض الواقع، سواء من خلال لجنة مشتركة او اية آلية اخرى. خاصة وان مجلس الشورى بالمملكة اسند مهام حقوق الانسان الى لجنة الشؤون الاسلامية بالمجلس، وفي جميع الاحوال فان التعريف بحقوق الانسان من المنظور الاسلامي سوف ينعكس ايجابيا على الفرد السعودي، ويغلق الباب امام بعض المحاولات لتسييس هذه الحقوق أو التستر وراءها لتوجيه انتقادات للاسلام او التطاول على الشريعة الاسلامية عن جهل او قصد. هل هناك مشاركة نسائية في المؤتمر؟ * نحن نرحب بأية مشاركة من خلال البحوث او اوراق العمل وفق الضوابط الموضوعة من قبل اللجنة المنظمة سواء كان صاحبها رجلا او امرأة، سواء كان المشارك من ابناء المملكة او اي مكان في العالم.. وهناك بالفعل لجنة تنظيم نسائية بالمؤتمر. فنظرة الاسلام لحقوق الانسان لا تفرق بين رجل او امرأة، لكن هذا يتوقف في الاساس على كم وكيف البحوث المقدمة من النساء، وقد اتحنا الفرصة للمشاركة النسائية، وهناك استعدادات فعلية يجري تنفيذها.. تخص المشاركات النسائية من حيث القاعات وغيرها من الترتيبات الخاصة بمشاركة المرأة. نود ان نتعرف على حجم ونوعية الاستعدادات للمؤتمر؟ * عقب صدور الموافقة السامية على انعقاد المؤتمر، تم تشكيل اللجنة المنظمة للمؤتمر برئاسة د. صالح بن حمد التويجري نائب رئيس جمعية الهلال الاحمر السعودي، وعضوية ممثلين من وزارات الداخلية والخارجية والعدل، وتولت اللجنة وضع الاطر العامة للمؤتمر والاشراف على اعمال اللجان الفرعية المنبثقة عنها، وهي اللجنة العلمية واللجنة الاعلامية واللجنة المالية ولجنة العلاقات والمراسم، حيث قامت اللجنة العلمية باقتراح الاسماء المرشحة لتقديم البحوث واوراق العمل ورؤساء الجلسات والمحاضرين كما تتولى ترجمة البحوث تمهيدا لنشرها في كتاب وثائقي عن المؤتمر بالاضافة الى اعداد التوصيات الختامية وتلبي اللجنة الاعلامية جميع احتياجات الاعلاميين قبل واثناء انعقاد المؤتمر وتوفير جميع الخدمات الاعلامية لمندوبي الوسائل الاعلامية المحلية والاجنبية، وقد انتهت اللجنة الاعلامية من انشاء موقع للمؤتمر على شبكة الانترنت يضم كافة المعلومات الخاصة به.. وتقوم لجنة العلاقات والمراسم بتوفير كافة الترتيبات الخاصة باقامة واستقبال المشاركين في المؤتمر من خارج المملكة وغيرها من الاجراءات التنظيمية.