بيع صقرين ب900 ألف ريال من منغوليا    الذهب يسجل أعلى مستوى له عند «4000 دولار»    الرؤية ومبدأ الإنسان أولاً    المملكة ترحب بالخطوات المتخذة حيال مقترح ترمب لإنهاء حرب غزة    اختتام الجولة الترويجية ل BTR بنجاح في الرياض بحضور السفراء ورجال الأعمال والإعلاميين    نتنياهو: نحن على وشك إنهاء الحرب    تطبيق VPN يسرق الأموال من الحسابات    جوجل تعلن تفعيل التشفير التام للرسائل    مركبة فضائية لتسليم الطلبات لأي مكان    ترأسا اجتماع اللجنة التنفيذية المنبثقة من «مجلس التنسيق».. وزير الخارجية ونظيره البحريني يناقشان المستجدات الإقليمية والدولية    في أولى مباريات ملحق المونديال.. الأخضر في مواجهة مصيرية أمام إندونيسيا    في الجولة قبل الأخيرة من التصفيات.. خطوة تفصل منتخبي مصر والجزائر عن المونديال    "مدارس الطائف" تحتفي بيوم المعلم    فاكهة استوائية تستدعي«مطافئ» ألمانيا    المملكة.. أرض الخير والمساعدات    وافق على تنظيم معهد أبحاث الصحة.. مجلس الوزراء: إنشاء فرع لجامعة نيو هيفن في الرياض    أمير الجوف يشدد على متابعة سير المشروعات    بسبب أغنية.. إحالة محمد رمضان للمحاكمة    أهمية المكتبة المدرسية    «موهبة» تفتح التسجيل في مسابقة «بيبراس موهبة»    جامعة الإمام عبدالرحمن تُطلق خطتها الاستراتيجية الثالثة    معرض الكتاب وبروتوكولات الدخول    مكارم الأخلاق.. جوهر الإنسانية المتألقة!    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالسويدي يؤمن جهاز القسطرة القلبية المتنقل الأول على مستوى المملكة    الأولمبياد الخاص السعودي ووزارة التعليم يوقعان مذكرة تفاهم لتحسين جودة الأنشطة    الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر تطلق مبادرة "مزولة" التطوعية في جاكس بينالي الدرعية    سعودي يولد كهرباء من جبل القارة    محاضرة تستعرض الروح الإبداعية لأوزبكستان    22.52 مليون طن زيادة الطنيات المناولة    الفائزون بجائزة نوبل للفيزياء    حقيقة حل الخلافات قبل النوم    وجه جديد لسرطان الدماغ    طريقة صينية تقي من السكر    العُلا تستعد لموسم شتوي حافل    «السفاري» تجربة تعليمية وتفاعلية في «الصقور»    رئيس الإكوادور ينجو من محاولة اغتيال    دونيتسك محور الصراع الأوكراني ومفتاح الطموحات الروسية    حائل تخلو من إصابات العين    خادم الحرمين وولي العهد يبعثان رسالة شفهية لملك المغرب    عامان على حرب غزة محاولات في شرم الشيخ لإحياء السلام    الأخضر يختتم تحضيراته لمواجهة إندونيسيا بملحق مونديال 2026    نيابة عن محافظ الطائف وكيل المحافظة يدشن فعاليات حملة سرطان الثدي    أمير منطقة عسير يستقبل وكيل وزارة الداخلية    توجيه خطباء الجوامع للحديث عن خطر الجشع ورفع الإيجارات في خطبة الجمعة المقبلة    مجلس الوزراء: مؤشرات ميزانية 2026 تؤكد مواصلة نمو الاقتصاد    نائب أمير جازان يقدّم التعازي لأسرة المجرشي في وفاة والدهم    21 سبتمبر يومًا عالميًا للسلام والإسلام سبق كل المنظمات في الدعوة إلى السلم    "سعود الطبية" ومستشفى الملك سلمان ضمن "المنشآت الصديقة لكبار السن"    دوري يلو.. صراع الهدافين يشتعل مبكرًا    ستة منتخبات آسيوية بكرة القدم تخوض ملحقا لبلوغ المونديال    تعليم عسير يحتفي باليوم العالمي للمعلم    حدثوا أبناءكم وذكروهم    خادم الحرمين يوجه بفتح «مسجد القبلتين» على مدار الساعة    خادم الحرمين الشريفين يوجّه بفتح مسجد القبلتين في المدينة المنورة على مدار (24) ساعة    بهدف تنظيم العلاقة التعاقدية وحفظ الحقوق.. اعتماد عقد العمل الموحد سنداً تنفيذياً في النزاعات العمالية    نائب أمير جازان يستقبل قائد المنطقة الجنوبية    نائب أمير تبوك يستقبل رئيس المحكمة الإدارية بتبوك    بهدف تطوير ورفع كفاءة منظومة العمل بالعاصمة.. إطلاق برنامج «تحول الرياض البلدي»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لصوص بلا قيود وجرائم بلا حدود في مسلسل النهب والسرقة المتواصل
الضحايا أطباء وأساتذة الجامعات ..والأمريكيون يتفرجون
نشر في اليوم يوم 07 - 08 - 2003

تزداد حلقات مسلسل الجرائم والسرقات في العراق طولا رغم كل الخراب والضحايا
وتواجد القوات الأمريكية الي جانبها الشرطة العراقية في الشوارع وقرب الدوائر الحكومية.
يدخل اللصوص بحريتهم الكاملة ويمارسون السرقة وابشع العمليات التي اتسعت لتشمل القطع بالمناشير الحديدية ورفع الهياكل الحديدية او هياكل الألمنيوم والأبواب والشبابيك سواء في البنايات الحكومية او البيوت.
أمام دار الحرية للطباعة في وسط بغداد توقفت أمام مشهد لا يوجد حتى في تكساس التي شاهدنا أفلاما عنها كانت ثلاث سيارات تقف بالقرب من الباب الرئيس للمطابع ومجموعة من اللصوص داخل البناية يدخلون ويخرجون من الشبابيك المحطمة وهم يحملون كيبلات وعلب كارتونية ويذهبون بها الى السيارات الواقفة فيضعونها في الصندوق الخلفي وراحوا يكررون العملية عدة مرات و في وضح النهار.
يمكنني ان احدد الوقت تماما الساعة الحادية عشرة صباحا وأمام الناس سواء العابرين بسياراتهم الماشين على أقدامهم او المجتمعين قرب المكان ، دعوت أحدهم بإشارة من يدي فجاءني وهو أسمنهم يرتدي (دشداشة) تستوعب اثنين من شاكلتي سار بخطى اعتيادية ولم يعر أي أحد من أصحابه للأمر اهتماما فسألته لماذا تفعلون هذا وهي دائرة حكومية ؟ فقال نفعل ذلك او نموت من الجوع افضل؟ حلال علينا ان نسرق ولا ندع أنفسنا تموت جوعا.
قلت له ولماذا لا تعمل ؟ أجاب ساخرا من سؤالي ولماذا اعمل مادام المتوفر يفي بالغرض وهذا عمل الا ترى أننا نتعب ونحن نحمل الكيبلات الثقيلة ؟.
على الجانب القريب من دار الحرية تقف بناية جريدة الجمهورية ذات السبع طوابق.أذهلني منظرها فلم يبق من مداخلها سوى الطابوق فلا أبواب ولا شبابيك وحين رفعت نظري الى الأعلى كانت في حالة يرثى لها فلم تعد غير بقايا بناية عادية فقد دخل السراق وحطموا الأبواب وحملوا الشبابيك وكل ما في داخلها وما زالوا يبحثون في أرجائها عما تبقى ليحملوه وكل ذلك يتم نهارا جهارا .
ولم يكن مركز الفنون الذي يعد اضخم مجمع لقاعات العرض التشكيلية في العراق ومقر وزارة الثقافة في شارع حيفا بأفضل حال فمازال اللصوص ينهبون كل ما فيه ولم يبقوا على شي فانتزعوا أبوابه وشبابيكه ثم عمدوا الى الأعمدة التي تعلق فيها الأعلام وقطعوها بالمناشير وما اكثر المارة في الشارع وما اقرب الدبابات الأمريكية التي تقفل طرفي المكان. اضطرني الأمر الى ان أقول لاحدهم لماذا تفعل ذلك ؟ أجاب بصوت عال لكي يسمعني ويسمع الآخرين (بيتنا ونلعب به . هذه أموال الدولة ونحن أحرار في ما نعمله) .
استغربت حين وجدت الثور المجنح في مكانه فهو الوحيد الذي لم تمت له الأيدي وربما لانه من الجبس .
وزارة الأعلام هي الاخرى لحق فيها الشيء نفسه أفراد يدورون فيها بحثا عن أشياء متبقية وان لا توجد فهي قابلة للحرق.
لم يتوقف المسلسل مع ان الشرطة العراقية عادت الى شوارع بغداد وبرواتب تمثل خمسة أضعاف ما كانوا يتقاضونه في فترة حكم صدام ، ولكن دون سلاح مع انتشار الجريمة وعمليات السلب والنهب والاختطاف والسرقة التي زادت الى اكثر من 100 ضعف عما كانت عليه في زمن الحكم السابق بسبب الفوضى الأمنية.
وخلال أيام قليلة أكدت الشرطة العراقية انها تمكنت من إلقاء القبض على عدد من المجرمين في الوقت الذي تعتقل فيه القوات الأمريكية عدة آلاف من اللصوص والقتلى في سجني أبي غريب وسجن المطار، ولكن كل هذا لم يبعث الاطمئنان في نفوس العراقيين حيث ما زالت حوادث السرقة والسلب والقتل تتكرر باستمرار وفي كل الأوقات وأمام مرأى الناس ومسامعهم .
قبل أيام قتلوا رئيس جامعة بغداد السابق الدكتور محمد الراوي في عيادته وهو طبيب كبير قل نظيره في العراق ، وقبله قتل عميد كلية التربية في الجامعة المستنصرية ، وقبلهما معاون عميد كلية العلوم ، وسرقوا أمام الناس سيارة عميد كلية الآداب ، وفي كل الشوارع تحدث عمليات القتل والخطف والسلب دون حدود او استثناء امرأة كانت او رجل ، خطف طفل او طبيب او تاجر مقابل فدية كل شيء يجري ولم يتوقف وكل هذه الحوادث هي مادة الصحافة العراقية اليومية.
يعزو بعض العراقيين والصحف المحلية الى ان أسباب عدم توقف السرقة يعود لعدم مقدرة الشرطة في منعها ، وتقول صحيفة (العدالة) العراقية التي تصدر عن المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق في افتتاحية لها منتقدة الأوضاع الأمنية المتردية ان الأوضاع الأمنية ما زالت متردية ولا اثر يذكر لأية سلطة أمنية سواء من التحالف او الشرطة العراقية والمشكلة ان مرتكبي جرائم القتل والخطف والسرقة لا يخشون الشرطة العراقية ويعرضون أفرادها للإذلال بوسائل شتى ومن بينها التحريض العشائري ضد الشرطي او ضابط الشرطة الذي يقوم بواجبه ليلقي القبض على هذا المجرم او ذاك ، .
وفي الجانب الآخر فان القوات الأمريكية تطلق سراح المجرم فورا مما يجعلهم يشعرون بعدم جدوى عملهم ويقول هؤلاء ان الشرطة الأمريكية تطالبنا بالدلالة
ولاعتقال هؤلاء في حين إننا وجدنا السارق متلبسا بجريمته مثل انه يقوم بسرقة محتويات دائرة حكومية ووجدناه فيها هل ان ذلك لا يعد دليلا.
وأمام الاتهامات المتبادلة بين الناس والشرطة وما يجري من فوضى أمنية توجهت الى سمير شاكر الصميدعي عضو مجلس الحكم الانتقالي العراقي اسأله عما يدور فقال قام المجلس بأعداد دراسة بشأن الموضوع الأمني في العراق وقال ان هذه الدراسة تم طرحها من منظور عراقي وسيتم صياغتها بشكل يجعلها برنامجا عمليا عند تعيين وزارة الداخلية. مؤكدا ان مفردات تنفيذ هذه الخطة سيكون قريبا .
وأوضح ان قضية الأمن بالنسبة لمجلس الحكم قضية مهمة وجرى خلال استدعاء قائد قوات التحالف في العراق والمشرف على جهاز الشرطة بحث هذه القضية وتم طرح موضوع اعادت بناء جهاز الشرطة حيث تم تقرير حاجة العراق ما بين 65-70 الف شرطي ويعني هذا انه سيكون لكل 350 مواطنا شرطي في وقت خصص لاكثر بلدان العالم شرطي واحد لكل 500-600 نسمة .
وعلق قائلا ان زيادة الشرطة في العراق تأتي لمصلحة وضع أمنى خاص وقد تحققت مرحلة متقدمة من هذا البرنامج عن طريق انتشار اكثر من 23 الف شرطي في العراق .
المجرمون وعائلات ضحايا السلب والنهب ربما اكثر من يراقب التصريحات بهذا الشأن ولكن العراقيين لم يثقوا حتى هذه اللحظة بأنهم يمكن ان يشهدوا يوما بلا جرائم في العراق حيث يسقط عشرات العراقيين ضحايا هذه الجرائم يوميا في الوقت الذي يعمل فيه المجرمون بحرية كاملة بعد ان خصصوا مناطق لهم في بغداد لا يمكن لاحد المرور بها حتى في النهار حيث يمكن ان يقتل هؤلاء المجرمون أي شخص أمامهم من اجل عشرة دولارات تكفي بعضهم لشراء حبوب مخدرة .
ولكن في نظرهم لا يكفي ان تدفن بغداد يوميا عشرات النساء والأطفال والشباب من ضحايا السرقة والجرائم التي تفوق التصور.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.