قرأت في هذه الجريدة منذ فترة عن المواطن في الاحساء الذي سرقت انبوبة الغاز من منزله ثلاث مرات متوالية رغم تشغيله نظام الانذار المبكر والمتكون من محطة دجاجية تقوقيء لدى احساسها بالسارق!! وبالأمس سمعت بالحادثة نفسها من صديق يسكن مدينة الدمام ترك منزله لطارىء في الرياض وعاد بعد يومين ليكتشف سرقة انبوبة الغاز, وبقاء كل شيء على حاله ما عدا الأنبوبة العزيزة, لم يطمع السارق في شيء من المنزل من نوعية ما خف وزنه وغلا ثمنه, ويسهل عليه الانسحاب خفيفا, يحمل غلته موفورا تداريه عيون الليل وغفلة الحراس!! لغز انبوبة الغاز يعيد تصنيف السرقات الى ما ثقل وزنه ورخص ثمنه!! سارق غير طموح, يكفيه القليل, ويريد ان يعرق كثيرا قبل ان يستلم ثمن بضاعته المسروقة, ليس له في الذهب ولا المجوهرات ولا الاجهزة الكهربائية الغالية الثمن والأخف وزنا بالتأكيد من أنبوبة الغاز!! لكنها لعنة التخصص!! والرضا بالقليل يجلب الكثير من الأنبوبات الفارغة والممتلئة.. وان من السرقة لحكمة!! هل بات هذا النوع من السرقات معلما تخصصيا.. ومن الذي يقوم به.. هل هناك شبكة تستقبل وتصرف، في مأمن من السؤال ومن المتابعة, فقد تشابهت الأنبوبات على الشاري وعلى الموزع!! من سيتقدم ببلاغ عن هكذا سرقة, ويقتطع من وقته للتبليغ وحضور الشرطة للمعاينة والفحص وتحرير الواقعة, يحتسب المسروق على السارق, ويتعوض الله في انبوبته.. ويكتفي بالحكاية على من حوله, يسردها غاضبا او ضاحكا عن الحرامية الجدد.. ويحمد ربه ان المسألة توقفت هنا ولم تطل أثاث المنزل.. وتستمر العصابة تخضخض في الشوارع حمولتها آمنة ان احدا لن يطلبها, فثمة ما هو اهم منها بالمتابعة والرصد من شبكات السطو ذات العيار الثقيل, سيارات.. متاجر.. مكائن الصرف الآلي, هذه العصابات الحقيقية الجديرة بالمتابعة!! اما حراميو انبوبات الغاز, من سيلتفت اليهم, من سيبلغ عنهم؟؟ اذا كان في هذا النوع من السرقة جانبا مضحكا, فهو الدعوة الى التخلص من الافران التي تعمل بالغاز, والاعتماد على الأفران الكهربائية!! وحينها تنقرض هذه العصابات وحدها دون تدخل علاجي او جراحي, او علينا عندما نترك منازلنا ان نودع الانبوبة العزيزة أمانة عند الجيران الذين, احسب انهم لن يرضوا بأمانة ثقيلة تغري بنط الجدران واقتحام حرمات المنازل!! هل المسألة مضحكة, اذا, نحن في شر البلية!!