عاشت البعثة الدبلوماسية الموريتانية بالقاهرة لحظات ترقب حذر مما قد تسفر عنه الاوضاع التي شهدتها موريتانيا مؤخرا.. "اليوم" حاولت لقاء سفير موريتانيا الذي تحفظ واعتذر عن الحديث، ولكن مصدرا رفيع المستوى من اعضاء البعثة الدبلوماسية الموريتانية رفض الافصاح عن اسمه رسم لنا صورة توضح ما حدث في بلاده، فقال: خلال السنوات الاربع الماضية سادت البلاد حالة من التذمر والسخط اعتراضاً على خطوة التقارب التي تمت بين الرئيس ولد طايع واسرائيل عام 1999 ولعدم الرضا عن هذه العلاقة فقد ارسلت العديد من الاحتجاجات الشعبية وايضاً من قيادات بارزة تطالب الرئيس بسرعة انهاء علاقاته مع الكيان الاسرائيلي الا انه تجاهل هذه الاصوات وراهن على المساندة الاسرائيلية له واماله ان تكون بوابته إلى المؤسسات الدولية المانحة، لدرجة جعلته يقيم استقبالا رسميا للوزير الاسرائيلي السابق شيمون بيريز في النصف الثاني من عام 2002، وما تبع ذلك من توطيد للعلاقات الموريتانية الاسرائيلية، والشيء الذي لفت الأنظار انه خلال الانتفاضة الفلسطينية سافر وزير خارجية موريتانيا إلى اسرائيل وهو ما كان فريدا من نوعه بالنسبة للدول العربية. واشار المصدر إلى ان مثل هذا الانقلاب لم يكن مفاجئاً بل على العكس كان متوقعاً منذ شهور طويلة مضت، بل ان الرئيس ولد طايع ذاته كان يخشى ذلك مما دفعه للقيام بحملة اعتقالات واسعة ضد البعثيين وفصل من ينتمي اليهم داخل القيادات المسلحة وكان هذا احد العوامل المساعدة في تأجيج الغضب السياسي. وقال المصدر نفسه من الاهمية الحديث عن عنصر جوهري ربما يكون وثيق الصلة بما تشهده موريتانيا الان وهو الدور الفرنسي حيث تعد فرنسا من اكثر الدول تقارباً مع شعب موريتانيا لدرجة ان العلاقات بين البلدين لا تدار من الخارجية الفرنسية، بل من خلال وزارة التعاون الفرنسية وهو ما يفصح عن مدى العلاقات الوثيقة بينهما، الا انه عندما وجه الرئيس ولد طايع قبلته شطر اسرائيل وامريكا عام 1999 ظناً منه أنها ستحقق التوازن للتخفيف مما استشعره من ضغوط فرنسية لا سيما وان هناك الكثيرين من ضباط القوات المسلحة في موريتانيا يتولى تدريبهم ضباط القوات المسلحة الفرنسية.