أدى تأجيل عملية روزيتا الطموحة التى تهدف الى مطاردة مذنب والهبوط على سطحه الى خلق فجوة فى الميزانية المخصصة لابحاث الفضاء الاوروبية لهذا العام تقدر بنحو 70 مليون يورو 50 مليون أسترلينى. ويتوجب على المسئولين الان تعديل حساباتهم للانفاق على رحلة روزيتا الجديدة فى أوائل عام 2004. وتقبع روزيتا فى الوقت الحالى بأحد المنشات النظيفة فى قاعدة كورو الفضائية بجزيرة جويانا الفرنسية. ومن جانبهم أكد العلماء أنهم يرغبون فى ارسال المركبة الى المذنب 67 بى/تشوريوموفجيرامسيمنسكى بعد أن بات من الصعب الوصول الى المذنب فيرتانين الذى كان الهدف الرئيسى للمهمة فى الاطار الزمنى المطلوب. وضاعت فرصة الوصول الى المذنب فيرتانين بعد أن توقفت رحلات جميع الصواريخ الفضائية الاوروبية فى أعقاب الحادث الذى شهدته قاعدة كورو فى ديسمبر الماضى. وستتطلب المهمة الجديدة ادخال بعض التعديلات على المركبة التى ستحط على سطح المذنب وأسلوب تخطيط العلماء للوصول الى سطح المذنب الذى يتميز بسطح ثلجى. وتكلفت روزيتا حتى الان نحو مليار يورو 700 مليون استرلينى. وتعد من أهم العمليات الفضائية الاوروبية حيث يتم الاعداد لها منذ عشرة أعوام.ومن جانبه أفاد الاستاذ ديفيد ساوثوود مدير العلوم بوكالة الفضاء الاوروبية بأنه يعانى من مشكلة ايجاد موارد مالية اضافية لاعداد روزيتا لمحاولة الاطلاق الثانية. وقال ساوثوود فى حديث لهيئة الاذاعة البريطانية اننى أعانى من أزمة فى التمويل الان.سأكون مضطرا لتوقيع العقود الخاصة باعداد المركبة قريبا لذا ساحتاج الى سحب بعض الاموال من الميزانية المخصصة للاعوام المقبلة. وأضاف قائلا لكننا فى حالة جيدة. فلقد حصلنا على كافة التصريحات الفنية خاصة وأنه لدينا هدف جديد ويعتقد الجميع انه هدف امن كما يرون أنه يستحق من الناحية العلمية. وتعد روزيتا مهمة مميزة. وستتعقب المركبة المذنب بحيث تسير بسرعة كبيرة وستحاول بعد ذلك الهبوط على سطح المذنب. وتعنى سلسلة المناورات الفضائية المعقدة اللازمة لوصول المركبة الى المكان الصحيح وبسرعة عالية تكفى للحاقها بالمذنب أن الرحلة ستكون من أفضل الرحلات وقام باحثون بدراسة مفصلة للمذنب تشوريوموفجيرامسيمنسكى لتحديد ما اذا كان سطحه هدفا جيدا للمركبة روزيتا. وفى الاسبوع الماضى وافق العلماء الكبار بوكالة الفضاء الاوروبية رسميا على تعديل هدف المهمة لتعقب المذنب الجديد استنادا الى هذه الدراسة.