ولد الهدى وأشرقت الأرض بالنور وتبسم الزمان بمولد سيد الاتقياء والرسول الأعظم , وآن للحق أن ينتصر وللباطل ان يبور , ولد فاستبشرت الكائنات بمولده وبعث فأخرج الناس من الضلال الى الهدى ومن الظلمات الى النور. آمنت به أمة الأرض إنسها وجنها وعوالمها , ودانت له سلاطينها وأصبحت راية الإسلام خفاقة في مشارق الأرض ومغاربها , صحح العقائد وحطم الاصنام واطفأ نار الجاهلية , وأقام الشرائع ودرب الأبطال وصنع التاريخ فوضح الحق واستنار السبيل: قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (ان سيرة النبي واخلاقه واقواله وافعاله وشريعته وآياته أنه كانت من اشرف اهل الأرض نسبا من صميم سلالة ابراهيم وكان من أكمل الناس تربية ونشأة لم يزل معروفا بالصدق والبر والعدل ومكارم الأخلاق وترك الفواحش والظلم لا يعرف له شيء يعاب به ولا جرب عليه كذبة قط , بل كان أصدق الناس وأعدلهم وأوفاهم بالعهد مع اختلاف الأحوال عليه من حرب وسلم وأمن وخوف وغنى وظهور على العدو تارة وظهور العدو عليه تارة أخرى , أقواله وأفعاله خصاله الحميدة شمائله الطيبة وآياته الباهرة وعبقريته الفذة شهد لها المنصفون من غير المسلمين). كاتب عالمي كبرناردشو قال:( ما اشد حاجة العالم الى إنسان كمحمد يحل مشاكله) ومشرك يقول: ( ان البشرية تفخر بانتسابها الى محمد إذ أنه رغم أميته استطاع منذ اربعة عشر قرنا ان يأتي بتشريع سنكون نحن الأوربيين أسعد ما نكون إذا وصلنا اليه) وقال الحكيم جوستاف:(ما عرف التاريخ فاتحا اعدل وارحم من العرب فللدين اكثر كبير في تهذيب الأمم وتربية مشاعرها ووجدانها وترضية عواطفها) جاء بالقرآن بالهدى بالكتاب المبين , وحلق بالآفاق في عالم الكون فقال بالعلقة استمد علمها من كتاب الله القرآن العظيم، اكتشفها الانسان بعد اختراع الميكروسكوب , وأعلن كروية الأرض قال تعالى ( يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل) وفصل في المجموعة الشمسية الدالة على قدرة الله وعظمته) (والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون) وكشف اسرار الطبيعة والفضاء ومكنون الانسان (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء) ودل صحابته على كنوز الأرض وما تحتويه فقال (التمسوا الرزق في خبايا الأرض) إنها رسالة خالده أبد الآبدين فيها صلاح الناس في الحياة وفي الممات , وكان رسول الله آية في كل من تصرفاته في أكله وشربه وملبسه وحنكته , وفي ترجله وتنعله , وفي كل أحواله الظاهرة والباطنة فآياته عظام .. أليس هو من حن له الجذع وفار الماء بين يديه. فالله الكريم اختار واصطفى المبشر والنذير وحامل الهدى والسراح المنير فعلينا أن نتخلق باخلاق نبينا وليكن لنا فيه قدوة حسنة. علي صالح السنني