سعود بن نايف يطلق منتدى الصناعة السعودي SIF الاسبوع المقبل    وكيل محافظة القطيف أحمد القباع يشكر القيادة على ترقيته إلى المرتبة الثالثة عشرة    جدة تستضيف المؤتمر الآسيوي التاسع عشر للموهبة والابداع 2026    القبض على 5 مواطنين لترويجهم الأفيون المخدر و 8,412 قرصًا من الامفيتامين المخدر و 4 كيلوجرامات من الحشيش بتبوك    من أعلام جازان.. معالي الدكتور إبراهيم يحي عطيف    كيف تعيد الرؤية الاستراتيجية رسم ملامح قطاع تجارة التجزئة للمستلزمات الرياضية في الشرق الأوسط    أكثر من 700 موقع أثري جديد لسجل الآثار الوطني    ريفر بليت الأرجنتيني يستهل مشواره في كأس العالم للأندية بفوزه على أوراوا الياباني    الذهب يستقر عند 3388.04 دولار للأوقية    صن داونز الجنوب أفريقي يهزم أولسان الكوري بهدف بكأس العالم للأندية    اعتماد نهائي لملف الاستضافة.. السعودية تتسلم علم «إكسبو 2030 الرياض»    في بطولة كأس العالم للأندية.. الهلال يستهل المشوار بقمة مرتقبة أمام ريال مدريد    الروح قبل الجسد.. لماذا يجب أن نعيد النظر في علاقتنا النفسية بالرياضة؟    النصر يسعى للتعاقد مع مدافع فرانكفورت    فتح باب التقديم على برنامج الابتعاث "مسار التوحد"    ملك الأردن: هجمات إسرائيل على إيران تهدد العالم    إغلاق التسجيل في النقل المدرسي في 10 يوليو    "الأرصاد": "غبرة" في عدة مناطق حتى نهاية الأسبوع    اختبارات اليوم الدراسيّ.. رؤية واعدة تواجه تحديات التنفيذ    أدانت التهجير القسري والتوسع الاستيطاني في فلسطين.. السعودية تدعو لوقف الانتهاكات الإسرائيلية بالمنطقة    تبادل ناري مستمر بين طهران وتل أبيب.. صواريخ «لا ترى».. ومفاجآت قادمة    الجدعان: المملكة تتعاون للقضاء على فقر الطاقة في العالم    هيئة الأزياء تكشف الإبداع السعودي في الساحة العالمية    إنشاء مركز دراسات يعنى بالخيل العربية    صورة بألف معنى.. ومواقف انسانية تذكر فتشكر    "الحج" تنهي تسليم نموذج التوعية لمكاتب شؤون الحجاج    بتوجيه من خالد الفيصل.. نائب أمير مكة يناقش خطوات التحضير المبكر للحج    مركب في القهوة والأرز يقلل الإصابة بالنوبات القلبية    22 ألف عملية توثيقية لكتابة العدل خلال العيد    أمير تبوك يزور الشيخ أحمد الخريصي في منزله    نائب أمير الرياض يستقبل مديري «الشؤون الإسلامية» و«الصحة» و«الموارد البشرية»    الجهود الإغاثية السعودية تتواصل في سورية واليمن    الهلال.. في أميركا    القطار أم الطائرة؟    «الشؤون الدينية» تقيم دورة علمية بالمسجد الحرام    مكان المادة المفقودة في الكون    ثورة في صنع أجهزة موفرة للطاقة    وظيفتك والذكاء الاصطناعي 4 أساسيات تحسم الجواب    مظلات المسجد النبوي.. بيئة آمنة ومريحة للمصلين    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالصحافة يضع حداً لمعاناة «ستيني» مصاب بجلطة دماغية وأخرى بالشريان الأورطي    القصيم الصحي يجدد اعتماد «سباهي» لثلاثة مراكز    إعادة شباب عضلات كبار السن    المملكة تشارك في معرض بكين الدولي للكتاب    تداول يعاود الانخفاض ويخسر 153 نقطة    ترمب يعقد اجتماعا لمجلس الأمن القومي الأميركي بشأن إيران    قرعة كأس السوبر السعودي تُسحب الخميس المقبل    محافظ الطائف يزور المفتي العام للمملكة..    تدشين بوابة خدماتي العدلية    أمير القصيم ونائبه يستقبلان المهنئين بالعيد    أمير الشمالية يدشّن جمعية الابتكار والإبداع    العوامية الخيرية تدشّن هويتها البصرية الجديدة    رئيس الاتحاد الآسيوي: نثق في قدرة ممثلي القارة على تقديم أداء مميز في كأس العالم للأندية    نجاح المبادرة التطوعية لجمعية تكامل الصحية وأضواء الخير في خدمة حجاج بيت الله الحرام    "متحف السيرة النبوية" يثري تجربة ضيوف الرحمن    " الحرس الملكي" يحتفي بتخريج دورات للكادر النسائي    علماء روس يتمكنون من سد الفجوات في بنية الحمض النووي    أمير تبوك يعزي الشيخ عبدالله الضيوفي في وفاة شقيقه    أمير منطقة تبوك يكرم غداً المشاركين في أعمال الحج بمدينة الحجاج بمنفذ خاله عمار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحلقة العاشرة .. العولمة ووعد الله الحق
نشر في البلاد يوم 18 - 02 - 2011

في الحلقات السابقة استشهدت بنبوءة خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليهم وسلم التي قال فيها: «زُوِيَتْ لي الأرض مشرقها ومغربها حتى رايت هذا الدين يدرك كل بيت حجر ووبر فيها» ولهذا الحديث « النبوءة» أكثر من رواية وقد صدق الله سبحانه عز وجل تلك النبوءة الشريفة.. بقوله تعالى في القرآن الكريم : «يُريْدُونَ أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتمّ نُوره ولو كره الكافرون» .. « هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون» صدق الله العظيم .. وقد وردت في القرآن الكريم تصديقاً لنبوءته صلى الله عليه وسلم تلك آيات أخرى .. وتساءلت في الحلقات السابقة هل العولمة اليوم بما هي عليه من وسائل الاتصال والتقريب في عالمنا الذي نعايشه حتى غدت الدنيا في إطار قرية واحدة؟؟ لربما يتحقق فيها وعده الحق فنجسد نحن اتباعه نبوءة خاتم أنبياء الله ورسله صلى الله عليهم وسلم وقد ارتقينا على مستوى الالتزام الكامل بالهدى ودين الحق ليمكننا الله تعالى من قيادة مسيرة العولمة اليوم؟ .. فيسود الدين الحق في قالب الواقع والحقيقة ويظهر الإسلام على الدين كله؟ .. وهو وعده الحق عز وجل .. وللإجابة على هذا السؤال المصيري للانسانية كتبت هذه الدراسة مستلهما التوفيق من الله .. وهذه هي الحلقة العاشرة من دراستي التي اطرحها مسلسلة للرأي العام:
وفي التوجيهات النبوية الشريفة: "إنما النساء شقائق الرجال" .. ! وتبحر بنا من مصر الدكتورة هدى الصدة أستاذة علم الاجتماع والنفس البشرية عبر تطور السيرة الذاتية للمرأة .. فتقول .. " كان للحركات النسائية في الغرب أثر هام في زعزعة النموذج السائد للرجل الأبيض المتميز الذي شكل المعايير القيمة في تراث السيرة الذاتية والذي كان يعتبر أن العطاءات .. النسائية تحمل قدراً من الذاتية الشديدة.. نتيجة لدعم نضال الحركات النسائية الخيرة إذ بدأت إعادة قراءة تراث السير من منظور نسوي، فأكد النقد النسائي على ضرورة الاستماع الى تجارب وخبرات النساء باعتبارهن عناصر فعالة في صنع الحضارة الانسانية، كما أزال التعارض المصطنع بين العام والخاص وأصر على أن الحياة الخاصة التي تحيا فيها نساء كثيرات هي جزء لا يتجزأ من الحياة العامة ومن ثم أضفي قيمة لسير النساء التي تركز على الحياة الخاصة"..
وقد أدّت هذه التغييرات في الاتجاهات المعرفية والنقدية الى إعادة النظر في العلاقة بين التاريخ والسير الذاتية فأصبح المؤرخ للتاريخ الجديد يهتم بالثقافة الشعبية لوضع استراتيجية تخطيط الدولة في منهاج يستفيد من خلاله من تلك الروافد للسير الذاتية في مشاريع المستقبل الرغيد للأمة!
وبالتالي دخلت ذوات أخرى في بؤرة الاحداث، تلك الذوات التي كانت مستبعدة أو مهمشة من قبل، إلا أن بعض اصحاب القرار وكذلك عدد غير يسير من أبناء بلاد الإسلام رجالاً ونساءً توارثوا فأصبحت وراثاتهم تقاليد من حيث هم في نومهم يعمهون دون يقظة أو تدبر ماهية ما عليه المرأة من إقصاء عن دورها الذي يريده لها الإسلام إذ أن في معظم بلاد الإسلام اليوم في العصور الأخيرة من تاريخنا الإسلامي .. لهم مواقف خاصة في موقفهم من المرأة الذاتية ، فرغم أن المرأة المثقفة قد قدمت في العصر الحديث اسهامات متميزة في مجال السيرة الذاتية الا أنها لا تلقى اهتماماً كافياً ولا اعترافاً من قبل أصحاب القرار وكلهم من الرجال !! وتلتقط الدكتورة ملك رشدي باحثة تربوية من مصر الحديث موضحة الصورة الاجتماعية في التعليم الابتدائي المصري وفي معظم البلدان الإسلامية فتقول : " .. تشير الاحصائيات إلى أن أعلى نسبة أمية في بلدانا موجودة بين النساء الريفيات والقرويات بل وفي كثير من المدن كما تتزايد الفجوة بين الإناث والذكور كلما اقتربنا من المناطق الأكثر فقراً .. ويعود ذلك الى التنشئة الاجتماعية التي تميز بين الجنسين .. كما تؤكد الاحصائيات على أن عدداً كبيراً من الأطفال يجمعون بين العمل المأجور والدراسة النظامية بحيث لا يمكن للطفل استيعاب العملية التعليمية بصورة ناجحة مفيدة.. كذلك فإن مناهج التعليم موجهة للطبقة الوسطى ولا تخاطب أغلبية التراتبية على كل المستويات بحيث تصبح القيمة الاساسية التي تدرس للطفل ومهمته الأولى في الحياة هي الطاعة العمياء، وبالاضافة فإن صورة المرأة في المناهج الدراسية هي صورة نمطية تتلخص من خلال أدوارها في رعاية الأسرة، أما المرأة العاملة فهي نادرة الوجود لا تخرج عن كونها مدرسة أطفال أو أمينة مكتبة أو سكرتيرة أو نجمة سينمائية وماشابه" وحيث أن العملية التعليمية لا تقوم بدور أساسي في تشكيل الوعي الاجتماعي للفرد وعوضاً من أن تقوم بدورها إلا أنها تقوم بدور خطير في تكوين العقليات الجامدة الروتينية المتوارثة مما خطط لها منذ القرون الأربعة المنصرمة أعداء الإسلام "الرباعي"الشرير غير القابلة للتحديث .. وتكريس النظرة التقليدية لأدوار المرأة، في البلدان العربية والإسلامية ! في التزامها الطاعة العمياء كمهمة أولى لعدو الأمة" الرباعي" الخبيث المتربص بها.. في القرون الأربعة الأخيرة التي تعايشها الأمة الإسلامية في غيبوبة "كهف" اللاوعي والتبيعة المفرطة لإطاعة أوامر عدوها هذا "الرباعي" المقيت المميت لها!!
وكان للدكتورة الباحثة الاجتماعية حسناء الحمزاوي من تونس صورة أخرى للمرأة في الحكايات الشعبية تقول عنها : " إن وضعية المرأة في المجتمع لا يمكن أن تتغير الذهنيات، ويمكن اعتبار صورة المرأة في الحكاية الشعبية أحد المؤشرات على ما يدور في الذهنيات الشعبية بهذا الخصوص .. من خلال دراسة الحكاية الشعبية المتداولة في تونس وما شابهها من دول .. تظهر انماطاً من النساء إما موضوعة في إطار أدوار اجتماعية محدودة كدور الأم الحنونة أو الزوجة المطيعة أو المربية الفاضلة أو السكرتيرة الناشطة، وإما أنها تتسم بصفات وأعمال كريهة كراقصة أو دمية حسناء تجسد الرذائل والمكائد وجمع المال الحرام بالمكر والانانية .. ولا تسلم الفتيات الصغيرات من هذه النظرة الدونية خاصة إذ قررن الخروج عما فرض عليهن! من تربية جائزة وضنك ظالم".
غير أنني أرى .. وفقاً لوعد الله الحق لله سبحانه عز وجل .. بظهور الإسلام في الأرض هو أن تظهر في أي مكان من أرض الله سبحانه سمات المرأة التي فطرها الله عليها من ايجابيات ورحمات .. وإلا من حيث لا تدري أمة محمد صلى الله عليه وسلم .. فإنهم سيحققون آمال الرباعي أعداء الله .. أعداء الإسلام - الصهيونية - والاستعمار والاستشراق وتبعية جهالة بعض اصحاب القرار المقرر بغرائزهم المريضة النرجسية - أولئك الذين يتربصون في رباعيتهم بمكرهم وصدهم لدين الحق .. دين الإسلام.. فتتهيأ بذلك الأسباب في غفلة توارث ما تجسد من عادات وتقاليد شابت جوهر الإسلام وصفاء سموه .. لتحول بين أداء "المرأة" ودورها الإسلامي قولاً وعملاً في ذواتهم فيتأسى بهم الآخرون.. مع الرجل في قيادة " دولة العلم والإيمان" إن تقاعس أتباع محمد صلى الله عليه وسلم هذا .. ونقص تدبرهم في صحوة بناءة لبعث دين الخير لخلق الله .. حباً وسلاماً وسعادة .. إن كل ذلك لربما أدى - لاسمح الله - إلى أن يبطئ دور أتباع محمد صلى الله عليه وسلم القيادي في تأخر تجسيد وعد الله الحق بظهور الإسلام من جديد بتوفيق منه عز وجل لبناء مثالية الانسان الخليفة في أرض الله بالإسلام في عالم اليوم .. فيبطئ دور أمة الإسلام القيادي في تأخر تجسيد وعد الله الحق سبحانه بظهور الإسلام من جديد .. لبناء مثالية الإنسان بالإسلام .. في عالم اليوم .. حيث سيتأخر .. ويتأخر .. كثيراً .. كثيراً .. والأمر لله من قبل ..ومن بعد..
ولابدّ من الموجهين والعاملين في مسيرة البناء كل في ميدانه من أداء الدور التوجيهي لحث الجيل ذكوراً وإناثاً على ملء أوقاتهم بالإطلاع المعرفي والبحث التجريبي التطويري في كل ما يجيده الفرد من عمل ينتفع به فيحاول بذل الجهد في تطوير ما تلقاه والتعمق في الإحداث والإبداع المفيد .. والاستقاء من معين مضامير خاصة تعينه على تطوير مفاهيمه وتوسعة مداركه في مجالات تخصصه واهتماماته وتشجيع المبرزين لإحداث المنافسة الشريفة في الإنتاج الباهي بين شرائح المجتمعات، بما يفيد الإنسانية وهو ما يحثنا عليه دين الحق لنحيا مناخ العلم والإيمان " أفمنَ أسّس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خيرٌ أم من أسس بنيانه على شفا جرف هارٍ فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين "109" وعند تمسكنا بذلك والتزامه نحظى برضاء الله سبحانه علينا ثم رضاء المعايشين من خلق الله وفيه الهدى الأقوم لعمل الصالحات في مجتمع مثالي تلقى أيدي جميع أفراده ذكرانا وإناثاً في إناء منتج مثمر في سياج المجتمعات التي أبدعها الله سبحانه لنكون خير أمة أخرجت للناس !!
أبدعها الله سبحانه أن اعضاءها خلفاء في الأرض .. خلفاء في أعمارها وتجسيد أسمى معاني الحب والتآخي والعمل البناء المثمر والحق والعدل والسلام مؤمنة بالله العلي العظيم القدير من قبل ومن بعد ومدركة القينونات المقدسة المرسومة لها .. هذه الأمة التي قال رسولها محمد صلى الله عليه وسلم " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" .. متعاملاً الفرد منها مع خلق الله سبحانه كما يريد أن يعامل به . في كيان تجانس مترابط في تواده وتراحمه مثله كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. الفرد في هذه الأمة يدرك الرقابة عليه من العليم السميع البصير بكل ما ينسب ويرد إليه ويصدر عنه من قول أو فعل أو حركة أو سكنة أو نية أو حاسة فالله عز وجل كما نؤمن لا تخفى عنه سبحانه خافية يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور يهيئ له الله عزوجل الأسباب والمسببات فهو المعبود في السماوات والأرضين ملكوت كل شيء بيده وإننا إليه سبحانه راجعون.. وكلها أعمدة فقرية لابد من توافرها في الإنسان المثالي وبذلك يجد نفسه ليس ضمن فلك العولمة سائراً بل ستفرضه مثاليته بين الآخرين لقيادة سفينة العولمة .. فيتحقق وعد الله الحق .. "يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون "8" هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون"9".
وقال رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في نبوءته الصادقة ولاريب : "زُويت لي الأرض مشرقها ومغربها حتى رأيت هذا الدين يدرك كل بيت حجر ووبر في الأرض" ولهذا الحديث الصحيح عديد من الروايات الصحيحة.
شرائع الإسلام لا تناقض شرائع ماسبق من الأديان
وما أنزله الله عز وجل على رسوله ونبيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من شرائعه السمحاء المقدسة هي ليست مناقضة لشرائعة السمحاء المقدسة المنزلة على رسول الله وأنبيائه المبعثوين من قبله صلى الله عليه وسلم أجمعين .. وإنما هي جامعة في جوهرها لكافة ما أرسلوا به هداية ونوراً وبينات من الحق سبحانه : لتقويم ما أعوج من سبل بين الأمم " لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط" كما قال الله عز وجل.. وكذلك قوله الحكيم سبحانه " وقالوا كونوا هوداً أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين"135" قولوا آمنّا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وأسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لانفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون " 136" إن الدين عند الله هو الإسلام وهو الدين المسمى في شرائعه من لدنه عز وجل بالإسلام .. والإسلام كما هو معروف لدى كل عارف هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص له من الشرك.
أما ما تواترت عليه بعض الأمم من تسمية ما أطلق على دين الله .. الإسلام باسم "اليهودية" دينا المنزل على سيدنا موسى صلى الله عليه وسلم فهو مسمى أطلق على المسلمين .. أتباع موسى صلى الله عليه وسلم عندما أذنب بعضهم فدعى الله سبحانه مستغفراً لذنبهم متضرعاً إلى رب العالمين عز وجل باسمهم " واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك" فلصقت بهم وهي تعني أننا رجعنا وتبنا إليك.. فهادوا أي عادوا وآبوا تائبين فتهودوا عائدين طالبين الى الله سبحانه رضاءه عليهم! وان يحسن لهم في الدنيا والآخرة وهو اسم حركي مرتبط يحدث! .. وقد قال الله تعالى سبحانه : " وقال موسى ياقوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين" يونس 84
والمسيحية نسب بها أيضاً المسلمون أتباع سيدنا المسيح عيسى بن مريم نسبة إلى لقبه صلى الله عليه وسلم والنصارى أيضا مشتقة من "أنصار" .. ففي القرآن الحكيم يقول الله عزوجل : "فلمّا أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنّا بالله واشهد بأنا مسلمون "52" ومن هنا يتضح أيضاً أهما المسيحية و" النصرانية" مسميان حريكان لأسمين معروفين.
وقد ضمن الله عز وجل حفظ القرآن الحكيم من التبديل والتحريف والتغيير فقال عز وجل " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" ووعد الله سبحانه هو الوعد الحق وواقعه ملموس فمن قرأ القرآن الكريم اليوم في طبعته وقرأه قبل عام أو عقود من الأعوام أو منذ أن جمع في مصحف شريف واحد لايجد فيه تغييراً لا في زمنه ولا في مكانه وجوده .. منذ أكثر من أربعة عشر قرن ونصف إلا قلة من السنين أنزل وهو اليوم ما أنزل لم يوجد فيه تحريف أو تبديل .. ولعل من أقدم المصاحف الشريفة التي جمعت قبل قرابة أربعة عشر قرناً هجيراً وأقل من النصف هو المصحف الذي كان يتلو فيه الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه عندما أقدم بعضهم على قتله ودمه الزكي بقي على المصحف الشريف ولا زال عالقاً به إلى يومنا هذا كما يؤكد من قدر لهم التشرف وبرؤيته والتبرك بلمسه أو تلاوته! . وذلك المصحف الشريف وهو من أقدم ما جمع من القرآن الحكيم مما عرفه العارفون كان في الحجرة النبوية الشريفة ثم في آخر عهد الخلافة العثمانية نقل مع مقتنيات أثرية كريمة أخرى الى عدة أماكن منها مكتبة الاستانة الكبرى وقد نمي الى علمي أنه الآن ضمن المحفوظات الهامة في المكتبة الكبرى في طاجكستان .. والله أعلم
أياً كان إن من قرأ هذا المصحف الشريف أو مصحفاً شريفاً آخر في أي زمان أو مكان سيجده غير مختلف عن الآخر .. بينما اقرأ أية نسخة من "الكتاب المقدس" وفيه التوراة والانجيل ومعظم الكتب المقدسة المنزلة من الله رب العالمين إن لم تكن كلها تجد في كل تلك الكتب بلا استثناء من التبابينات والاختلافات والتغييرات في كثير من معاني الآيات بينها حتى وإن كانت في بلد واحد ووقت واحد في كل تلك الكتب بلا استثناء وإن طبعت في التلاوات باللغة العربية أو العبرية لغتها أو طبعت بلغت أخرى وأكد لي أكثر من مثقف وبعض من أعلام من علماء اللاهوت يجيدون العبرية وقرأت لغيرهم من المشاهير أن الاختلاف والتباين واضح في كل ما قرأوه في الكتب المقدس الحاوي للتوراة والانجيل وغيرهما في مجموعة نصوصه المطبوعة بالعبرية في عام واحد وفي بلد واحد وخاصة عند طباعته في مطبعة تختلف عن مطبعة أو عند صدوره تحت إشراف هيئة دينية غير الهيئة الدينية الأخرى..
ولقد أخذ الله سبحانه الإصر على النبيين اجمعين صلى الله عليهم وسلم بنصرة ما أرسل به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وشهد عليهم عز وجل بذلك وأشهدهم على أنفسهم قال الله سبحانه :" وأذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمننّ به ولتنصرنّه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين "81" والإيمان بالإسلام وقيمه المقدسة في طابعها المادي والروحي، إيمان عقائدي عال لا غنى عنه لكل إنسان متحضر في عالمنا، وفي غيره من أقطار الأرض، ولكل زمان ومكان، لأن الإسلام خطاب موجه إلى الإنسان باعتباره دين لكل إنسان تتحول عند المؤمنين به تعاليمه المقدسة إلى سلوك في حياتهم، وهذا هو أكبر مميزاتها، ووجه الأهمية في اعتناقها..
يتبع


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.