الفقاعات الاقتصادية مرض عقلي يحبس أنفاس المستثمرين

هناك كثير من المخاطر الاقتصادية والاستثمارية التي قد تبدو مهملة في بادئ أمرها إلا أنها تحت أي ظرف أو مؤثر سياسي أو اقتصادي تتحول إلى كرة ثلج أو فقاعة تنفجر وتحدث كثيرًا من الأضرار الاقتصادية، ومن بين تلك المخاطر تبرز فقاعات تتعلق بالأصول وتثير قلق المستثمرين والاقتصاديين، حيث لم يتم التوصل إلى تعريف محدد لها.
في العام الماضي قال الاقتصادي بول كروجمان: إنه لا يوجد تعريف معياري لتلك الفقاعات، وفي وقت سابق هذا الشهر، قال الاقتصادي بجامعة كولومبيا غييرمو كالفو في مؤتمر للاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو: إنه حتى الآن لا توجد نظرية بشأن تلك الفقاعات، في حين أشار البعض إلي أن فقاعات السوق هي شكل من أشكال «المرض العقلي الاجتماعي».
وقد ألقى موقع «ماكت ووتش» الضوء على مجموعة من الأصول يخشى من تطورها إلى وضع الفقاعة خصوصًا مع تواصل ضخ كميات ضخمة من السيولة بالأسواق من كبرى البنوك المركزية في العالم، بجانب بقاء معدلات الفائدة عند مستويات متدنية.
وفي مقدمة تلك الفقاعات سوق الأسهم الأمريكية الذي يعد في مرحلة تفاؤل استمرت ما يقرب من خمس سنوات، حيث ارتفع مؤشر الS&P الأوسع نطاقًا، والذي يتكون من 500 شركة كبيرة بحوالي 170% منذ قاع شهر مارس من عام 2009، أما منذ التصحيح الحقيقي الأخير على الأقل ب10%، والذي انتهى في يونيو عام 2012 حصد المؤشر نحو 40%.
ومن بين الفقاعات أيضًا ما يعرف بأسهم «الزخم»، حيث أدى اندفاع الأموال نحو الأسهم إلي دفع عدد قليل منها إلي مستويات مذهلة، لتخلق فئة جديدة من الزخم مثل سهم «تسلا موتورز» و»فيسبوك» الذي يجد البعض صعوبة في تبريرها، حيث تجاوزت ارتفاعات تلك الأسهم مؤشرالS&P الذي صعد 24% على أساس سنوي حتى يوم الجمعة قبل الماضي.
وللعملة بتكوين الافتراضية الإلكترونية «bitcoin» أيضًا مخاطرها إذ ارتفعت أسعارها بحوالي 76% خلال الشهر الجاري حتى الجمعة قبل الماضية، كما أنها تعد مرتفعة بأكثر من ذلك بحوالي 20 مرة خلال العام الحالي.
وبالنسبة لأسعار العقارات في لندن، فقد قفز متوسط سعر الطلب على العقارات في لندن بمقدار 10% خلال شهر أكتوبر، ومع استمرار صدور البيانات المتفائلة بشأن اقتصاد المملكة المتحدة، يتخوف بعض المحللين من الدخول في دورة الازدهار والكساد الخطيرة.
أما سوق الإسكان الصيني، فقد أظهرت البيانات الصينية، ارتفاع أسعار المنازل الجديدة في مائة مدينة بالصين 10.7% في المتوسط على أساس سنوي خلال أكتوبر، وهو يعد أعلى معدل للنمو منذ بداية توافر السجلات في يونيو من عام 2011.
وتسارعت ارتفاعات أسعار الأراضي الزراعية في الولايات المتحدة على مدار السنوات الأربع الماضية فقط، من خلال توليفة من ارتفاع أسعار السلع، معدلات الفائدة المنخفضة والمحاصيل الكبيرة، ولكن فضل معظم الخبراء عدم تسمية تلك الارتفاعات بالفقاعة حاليًا، حيث إنه من السابق لأوانه استخلاص أي استنتاجات رئيسية.
وقفزت أسعار العقود الآجلة للماشية حوالي 9% في الأشهر الستة الماضية، حيث أسهم نقص الإمدادات في تسجيل أسعار تجزئة قياسية للحوم البقر، بينما ارتفعت أسعار عقود الماشية الحية إلى 1.34 دولار للرطل في أواخر شهر أكتوبر، وهو الأعلى بناءً على سجلات تعود إلي نوفمبر من عام 1984.
وبالنسبة لقروض الطلاب التي تعتبر من الفقاعات أيضًا، فقد أظهرت البيانات الأمريكية، أن اجمالي تلك القروض المستحقة للحكومة وصلت إلي تريليون دولار للمرة الأولى في الربع المنتهي في يوينو.
ولا يخلو تداول أسهم شركات التكنولوجيا خلال الاكتتاب العام الأولي من الخطر، حيث سلط الطرح العام الأولى لأسهم شبكة التدوين الاجتماعي المصغر»تويتر» الضوء على الاهتمام القوي والمتزايد باكتتابات شركات التكنولوجيا والتواصل الاجتماعي.