الفيتامينات والمعادن مكونات غذائية ضرورية للحياة وغالبا ما يطلق عليها المكونات الغذائية الدقيقة لأن الحاجة إليها تكون بكميات صغيرة نسبيا بالمقارنة مع المكونات الأربعة الأساسية: الكربوهيدرات والبروتينات والدهون والماء. الفيتامينات مركبات عضوية أي انها توجد بشكل طبيعي في النبات والحيوان وغالبا ما تعمل الفيتامينات كإنزيمات مساعدة والإنزيمات هي محفزات ومنشطات في التفاعلات الكيميائية التي تحدث باستمرار في أجسامنا والفيتامينات جزء رئيسي من الإنزيمات مثل العضلات التي تعد مكونا رئيسيا لذراعيك وساقيك. يدرك أغلب الناس أن الإنزيمات تساعدنا على هضم الطعام لكن الإنزيمات في الحقيقة تفعل أكثر من ذلك إنها متواجدة تقريبا في كل وظائف الجسم. فهي التي تعمل على حدوث هذه الوظائف بطريقة أسرع. وبدونها لا تستطيع أن تتنفس أو تمشي وكذلك جسدك لا يستطيع تحويل البروتين إلى أحماض أمينية أساسية ويتوقف انسياب الالكترونيات وبالتالي لا تحدث الإشارات العصبية فلا تستطيع سحب يدك من النار ولا يكون في مقدورك أن تشم وردة أو ترى غروب الشمس أو تتذوق تفاحة بدون الفيتامينات لا تستطيع الإنزيمات تأدية وظائفها. على سبيل المثال اعتبر أن إنزيما معينا تحتاجه لكي ينقل الإشارات العصبية إلى أصابعك ومهما كانت كمية الإنزيم في جسمك, فإذا كان لديك نقص في فيتامين ب6 فلا يمكن أن ينشط هذا الإنزيم ونتيجة لهذا فمن الممكن أن تشعر ببعض التنميل في أصابعك. أما المعادن فهي عناصر غير عضوية بمعنى أنه لا يمكن للنبات أو الحيوان تصنيعها ومثل الفيتامينات, فإن كثيرا من المعادن يعمل كمساعد للإنزيمات مما يمكن التفاعلات الكيميائية من الحدوث في الجسم. بالإضافة إلى دورها كمساعد للإنزيمات فإن بعض المكونات الغذائية الدقيقة لها وظائف أخرى فعلى سبيل المثال فيتامين ه يعمل كمضاد للأكسدة كما يعمل الأكسجين من الرئتين إلى خلايا الجسم ويعمل فيتامين د النشط كهرمون . بعد أن يتم امتصاص المعادن والفيتامينات فإنها تصبح جزءا من تركيبة الجسم: الخلايا والإنزيمات والهرمونات والعضلات والدم والعظام. وكجزء من محتوى الجسم تظل هذه المواد في الجسم لفترات مختلفة من الوقت بعضها يستخدم فوريا والبعض الآخر يتم تخزينه ويستخدم بعد فترة من الوقت. الفيتامينات التي تبقى في الجسم لفترة قصيرة من الزمن (من يومين إلى أربعة أيام) يطلق عليها اسم الفيتامينات الذائبة في الماء. وينتمي لهذه المجموعة فيتامينات (ب) و(ج) ويبدأ استعمال الفيتامينات الذائبة في الماء بمجرد امتصاصها من خلال الجهاز الهضمي لذا فهذه المكونات الغذائية يجب تناولها بطريقة منتظمة ولأنه لا يتم تخزينها بل يتم إخراجها بسرعة من الجسم فإن حدوث تسمم فيها غير وراد تماما. وعلى العكس فإن الفيتامينات الذائبة في الدهون تبقى في الجسم لفترة طويلة وتعد فيتامينات أ,د,ه ,ك ضمن هذه المجموعة وعلى الرغم من أن هذه الفيتامينات غالبا ما يتم تخزينها في الأنسجة الدهنية إلا أن بعضها يتم تخزينه في بعض الأعضاء وبالأخص الكبد. ولهذا فمن الممكن أن تجد بعض حالات التسمم الناتجة عن الفيتامينات الذائبة في الدهون فقط عندما يتم تناول جرعات كبيرة منها. تنقسم المعادن أيضا إلى مجموعتين: معادن كبيرة أو كثيرة ومعادن صغيرة أو نادرة ونحن نحتاج المعادن كبيرة الحجم بكميات أكبر من المعادن الصغيرة وتشمل المعادن كبيرة الحجم : الكالسيوم, الماغنسيوم , الفسفور, وتشمل المعادن صغيرة الحجم: الزنك , الحديد, النحاس, المنجنيز, الكروم, السلينيوم, اليود, البوتاسيوم, البورون ويتم تخزينها في أجزاء مختلفة من الجسم خاصة في العظام والنسيج العضلي لهذا فمن الممكن أيضا أن تظهر أعراض تسمميه لزيادة الجرعة إذا ما تناول الإنسان كميات كبيرة منها. إذا كنت مهتما بالسميات فيجب عليك أن تتذكر أنه لا يوجد فيتامين أو معدن به درجة سمية مثل أي دواء تقوم بشرائه بما في ذلك الأسبرين ولكي تصل إلى حالة التسمم يجب أن تسيء استخدام المكملات الغذائية عن طريق تناول كميات كبيرة لفترة طويلة غالبا. إن مدى الجرعات التي اقترحها للتغذية التكميلية آمنة تماما وقد استخدمت في دراسات عملية على البشر ولم تظهر دلائل تسمم منها. لقد بدأت مؤخرا دراسة بعض المكونات الغذائية الأخرى مثل الفلافونيدات والأحماض الدهنية الأسياسية والثوم والانزيم المساعد Q10 والجلوتاثيون وأسينات الأسيتيل والكارنتين ولقد ثبت أنها ضرورية للصحة المثلى. لكن المعلومات المتاحة حاليا عن هذه المواد أقل من تلك المتوافرة عن الفيتامينات والمعادن ومع هذا فقد ناقشت هذه المكونات في هذا الكتاب لأن الدراسات الحالية أعطت نتائج مشجعة وأوضحت أنها آمنة عندما تستخدم بالكميات الموصى بها, وعلى عكس الفيتامينات والمعادن الموثقة والثابتة علميا, فإن هذه المكونات لم تثبت حاجة الجميع لها أو أن أغلب الناس يحصلون على كميات كافية منها من خلال غذائهم. ولهذا السبب وأيضا بسبب أنها غالبا ما تكون عالية التكلفة لا توجد كميات قياسية يومية مناسبة مع هذه المكونات وغالبا ما أنصح باستخدام هذه المكونات في حدود ضيقة لعلاج او منع أمراض معينة.