على ما يبدو ان هناك اصرارا كبيرا من قبل قطبي المنطقة الشرقية الاتفاق والقادسية لاعادة صياغة الخارطة التنافسية في المنافسات السعودية، وليس غريبا ان يعيد القادسية والاتفاق الهيكلة التنافسية للكرة السعودية، لانهما سبق وان حققا انجازات محلية وخارجية، فالاتفاق حقق بطولة الدوري السعودي مرتين، وحقق كأس الاتحاد مرة واحدة، وحقق بطولة الاندية الخليجية مرتين، وبطولة الاندية العربية مرتين، والقادسية سبق ان حقق كأس الاتحاد وكأس ولي العهد، وكأس الاندية الآسيوية ابطال الكؤوس، واشترك مع الاتفاق في اولويات سعودية، فالاتفاق اول فريق سعودي يحقق بطولة اندية الخليج واندية البطولة العربية، والقادسية اول فريق سعودي يحقق بطولة الاندية الآسيوية ابطال الكؤوس. واول من امس الاول اعلن الاتفاق والقادسية قدومهما بقوة لساحة المنازلة التنافسية، بل اعلنا ان ماضيهما عائد لا محالة هذا الموسم. الاتفاق فجر اربعة صواريخ في شباك ضيفه الهلال باستاذ الامير محمد بن فهد بالدمام ليرفع رصيده الى (7) نقاط متصدرا المجموعة الحديدية (الاولى) لمسابقة كأس الامير فيصل بن فهد، سجل الاهداف الاربعة جمعان (14 ركلة جزاء) وصالح بشير (32) وابراهيم المغنم (52) ومبارك الخليفة (75) ولكن الذي لفت انظار نقاد كرة القدم السعودية، ليست الاربعة الاهداف ، بل المواهب التي اوجدها الاتفاقيون هذا الموسم في فريقهم، فهناك اكثر من نجم قادم للساحة مثل سعد العبود وصالح بشير وابراهيم المغنم وسياف البيشي واحمد البحري ووليد الرجا والحارس المتألق ظافر البيشي وهذه الاسماء هي فئة دون سن 23 عاما، مما يؤكد ان هذه المجموعة تسير بخطى ثابتة نحو مستقبل افضل للاتفاق. ولعل اللافت للنظر في مباراة الاتفاق مع الهلال التي انتهت لصالح الاول 4/صفر ، ان عنصر المبادرة والاصرار على النصر بدت واضحة في الجيل الاتفاقي الحالي الذي سيعيد انجازات الفريق في عصره الذهبي في حقبة الثمانينات، وكان الفريق قبل استلام الادارة الجديدة المهمة قبل اربعة اشهر يفتقد هذه الميزة. ويجيد رموز الاتفاق لعبة اعداد النشء والوصول به الى مرتبة النجومية.. كيف لا ومن هؤلاء الرموز خليل الزياني الاسم الشهير في عالم كرة القدم العربية، وهو اول مدرب سعودي يجلب لقبا للاخضر عندما فاز مع المنتخب السعودي الاول بكأس آسيا عام 84م وايضا التأهل لاولمبياد لوس انجلوس ، ومن الرموز ايضا هلال الطويرقي الكاتب والاداري الناجح في عالم كرة القدم، وايضا الرئيس الذهبي عبدالعزيز الدوسري الذي حقق الاتفاق في عهده السابق جميع الانجازات المحلية والخارجية. هذا السلك الاداري نجح وفي فترة وجيزة جدا في اعادة الهيبة للكرة الاتفاقية. القادسية.. والعودة ولايختلف القادسية عن الاتفاق هذا الموسم، فالعناصر والوجوه الواعدة في هذا الفريق تنبئ ان القادم أحلى واجمل للقادسية، وفوزه اول من امس خارج ارضه على النصر 1/صفر بتوقيع سعود كريري (87) يؤكد ان خسارته من الاتفاق 1/3 الاسبوع الماضي كبوة جواد، بدليل انه يطارد الاتفاق على صدارة المجموعة برصيد (6) نقاط. وجماهير القادسية تمني النفس ان يعود فريقها لمنصات التتويج بالمجموعة الحالية التي تملك الهداف ياسر القحطاني مهاجم المنتخب السعودي الاولمبي وايضا سعود كريري وهو لاعب دولي ضمه ناصر الجوهر مدرب المنتخب السعودي السابق للمنتخب قبل كأس العالم الاخيرة 2002م لكنه استبعد من القائمة، ويملك الفريق لاعبي خبرة جيدين امثال صالح القنبر وبندر الخالدي. وميزة القادسية ان مجموعته الحالية اغلبهم من فئة دون سن ال 23 سنة، وهذا ما يجعل الآمال القدساوية تتطلع للتأهل الى الدور الثاني للمسابقة. وكان مدرب الفريق التونسي احمد العجلاني قد تلقى انتقادات لاذعة قبل الخسارة من الاتفاق، الا انه نجح في اعادة التوازن لفريقه والرد على منتقديه بصورة منطقية وبصورة اخرست من يتعمد اقالته. ولكن المدرب العجلاني بحاجة ماسة للشجاعة الفنية، بحيث لايبالغ في الدفاع على حساب الهجوم لانه يمتلك عددا كبيرا من النجوم القادرين على تحقيق نتائج ايجابية للفريق. ويحسد الآخرون الفريق القدساوي لوجود شخصية رياضية كبيرة هي المهندس/ احمد الزامل الذي يدعم الفريق سنويا بالملايين، كما ان نظام وانضباطية رئيس النادي جاسم الياقوت عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم أسست قواعد نظامية في النادي، حتى اضحى القادسية يضرب به المثل في الانضباط والنظام.
