عزيزي رئيس التحرير ..تحية طيبة وبعد نقرأ في ( اليوم) وغيرها من الصحف عما يحدث حولنا وما تتعرض له مملكتنا الحبيبة وأنا هنا أشارك بهذه المقالة: حملنا الحقائب صغارا ولم تهتم أجسادنا الهزيلة بثقل الحقيبة بل كنا نطمع نحو المحتوى نغرس الأمل بالمعرفة والعلم تعتلينا الطموحات العظيمة .. رغم الظروف الصعبة كأن المشوار سهل. وامتلأت النفوس بالسعادة والنشوة واكتشفنا ان العالم أكبر من مساحة النظر فرحنا بالعروبة الممتدة وغرست في أذهاننا المجد الإسلامي!! درسنا أن المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص حفظنا أعظم مثال: ( كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) علقت في الأذهان مبادئ الحديث والدرس النبوي ! ورسختها خرائط الوطن العربي ..كما عرفتها لغة واحدة , دين واحد , مصالح مشتركة جوار ..خرائط نقشتها حروف الوحدة العربية والصف الواحد نمعن النظر فيها نحلم ان نطوفها وهي معلقة على حائط السبورة !! فظلت الى اليوم للأسف خرائط صماء بكماء!! نرسمها ..ونغير ألوانها حسب تغير أحوالها !! وننشد الأمل العربي بالغناء والشعارات الجوفاء !! وضاع ما ضاع في دوامة التنديد والاستنكار !! وهاهي أمريكا تمتطي صهوة جوادها الغابر في زمن البطولات الزائفة وتدشن الأسباب والحجج الواهية ..من اجل شق الصف العربي غير مدركة لحرية الشعوب وحقها في الأمان بأوطانها وهي بلاد الحرية كما تزعم في العام (1990م) استخدمت حاكم العراق لتنفيذ مخططها وبدأنا نرسم خرائط جديدة بدماء عربية .. على أيد عربية !! بدماء العرب تقدم العرب على أطباق ضياعها الحرية والكرامة والنخوة وضياع العزة وها هي كعادتها السعودية حملت الهم الذي أنهك جسد الأمة ورافعت رغم كل ذلك عن العراق لتؤكد الوطن الواحد والقلب الواحد وحث الجهود من اجل استحكام قوة العقل قبل السلاح .. مصلحة الشعوب قبل حكامها !! فلله درك ياولي العهد فعند اشتداد الخطوب تظهر معادن الرجال!! وعند النوازل يظهر بشكل جلي إيمان المرء بقضيته!! ونحن نعلم أن الله قدا بتلى العالم العربي ببعض الحكام ممن طغت مصالحهم الخاصة ضاربة بمصلحة شعوبها عرض الحائط!! فماذا نقدم للأبناء وأجيال الغد .. وعلى ماذا نحثهم ونربيهم ؟ سؤال تاه في المتاهات ! وضاعت اجابته , مع فلسطين والبوسنة والهرسك والشيشان .. مع أفغانستان !!! هناك في جنين , وقبلها في صبرا وشاتيلا وحتى هناك في أقفاص جواتنانامو!! الخريطة العربية تحاول أن يرسمها غيرنا .. أمريكا من جانب واسرائيل من الجانب الآخر نعرف ذلك وكانت المعرفة شقاء فعلا أورثتنا المرارة والعلقم وملأت تجاويف الذات بحطام اليأس القاتل!! الذي يحبط المعنويات ويقتلع سنابل الأمل وبذور البقاء النقية هذا الصراع المرير من اجل اثبات القوة !! والثمن كالعادة أجساد ممزقة بلا هوية عربية !! فماذا بقي وهل نحسد المجنون ..وغائب العقل على جنونه ان نختبئ في الجحور لنحتمي بالأقنعة بعدما شاع الأمان!! هل ذلك ما بقي يا عرب هل نترك المملكة وقلة قليلة من العالم العربي تحاول وتحاول ان تعيد الاستقرار لهذه البقعة من العالم ؟ يجب ان نتعاضد جميعا ان نلتقي هنا في المملكة حول قادتنا أن نثبت للعالم أننا جسد واحد وكتلة واحدة من الحب والمشاعر حتى لا نترك الفرصة للمؤولين وصائدى المياه العكرة أن يتقولوا بما يريدون من سموم . هذه دعوة من القلب .. تعيد للعالم العربي روحه التي بدأ يدب فيها الخوف واليأس من المستقبل والتهديدات وغيرها. فلتظل المملكة دائما وطن الأمن والأمان بإذن الله نورة العتيبي