تشهد إيران وتيرة متسارعة وغامضة، في الأحداث الداخلية قبيل الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في يونيو المقبل. ففي الوقت الذي يسعى فيه جنرالات تابعون للحرس الثوري وشخصيات محافظة للوصول إلى كرسي الرئاسة خلفا لروحاني، ظهرت عمليات مفاجئة وكبيرة هزت الأوساط الإيرانية، وتبادلت الاتهامات بين الحرس الثوري الإيراني ووزارة الاستخبارات. الصراع المكتوم بين الجنرالات ظهرت بوادره بوفاة نائب فيلق القدسالإيراني محمد حجازي بسكتة قلبية، رغم تردد أنباء عن مقتله خلال عملية اغتيال. كما تبادل الحرس الثوري الإيراني الاتهامات ، وشن هجوما واسعا على جنرالات داخل وزارة الاستخبارات عقب استهداف منشأة نطنز النووية. يأتي هذا بالتزامن مع سباق محموم لأجل الوصول إلى كرسي الرئاسة في إيران. مواقع إيرانية، نقلت عن المتحدث باسم لجنة وحدة المحافظين، ووزير الخارجية الأسبق، منوشهر متقي أن محمد علي موحدي كرماني، رئيس «علماء الدين المجاهدين» أعلى هيئة سياسية دينية في قيادة التيار المحافظ، وجه رسالة إلى عشرة مرشحين للتوصل إلى مرشح نهائي يحظى بدعم المحافظين في السباق الرئاسي. وفي التفاصيل، فإن القائمة تضم الجنرال رستم قاسمي، مسؤول القسم الاقتصادي في فيلق القدس الذراع الخارجية للحرس الثوري والجنرال سعيد محمد، مستشار قائد الحرس الثوري، الذي قدم استقالته، الشهر الماضي، من منصب قيادة مجموعة خاتم الأنبياء، الذراع الاقتصادية للحرس الثوري. وتضم القائمة نائبي رئيس البرلمان الحالي، حسين قاضي زاده هاشمي وعلي نيكزاد، ما يعني ترشح أبرز المسؤولين الثلاثة جميعهم في البرلمان الحالي الذي يسيطر عليه المحافظون. كما تعتبر هذه المرة الرابعة التي يترشح فيها محسن رضائي، الذي قاد الحرس الثوري في حرب الخليج الأولى. ويحتل المرتبة الثانية من حيث عدد الترشح بعد قاليباف، حيث انسحب رضائي من انتخابات 2005، لكنه في انتخابات 2009 احتل المرتبة الثالثة بنحو 700 ألف صوت، وفي انتخابات 2013 احتل المرتبة الرابعة بعد حصوله على ثلاثة ملايين و800 ألف صوت. وفي ذات السياق تولى رستم قاسمي وهو من قيادات الحرس الثوري وزارة النفط في زمن الرئيس السابق، محمود أحمدي نجاد، وتلاحقه اتهامات باختلاس أموال النفط الإيراني التي تم ضخها للأسواق السوداء. أما رجل الدين الوحيد في قائمة المحافظين، رئيس القضاء، إبراهيم رئيسي، فقد تردد اسمه، خلال الشهور القليلة الماضية. وكان المرشد الإيراني قد نصب رئيسي على رأس القضاء في مارس 2019، بعد أقل من عامين على هزيمته في الانتخابات الرئاسية.