في مثل هذا الوقت من كل سنة ومن خلال متطلبات عشر ذي الحجة الفضيلة وواجبات العيد المفروضة تكمن الفرصة الذهبية لدى تجار المواشي من خلال التلاعب المستفز في الأسعار والعزف على وتر ارتفاع تكلفة الأعلاف والحبوب,مع أننا لو دققنا وأفترضنا أن الأعلاف والحبوب هي السبب “الحقيقي” وراء ارتفاع اسعار المواشي لوجدنا انها ارتفعت في فترة سابقة تتجاوز السنتين ثم ظلت على وتيره واحده أي سعر معين,ولكن الملفت ان سعر المواشي لازال في الإرتفاع بالرغم من ثبات سعر المسبب الاول لهذا التضخم في تكلفة الماشية,كما ان النسبة التي أرتفعت فيها اسعار المواشي لاتتناسب ابدآ مع نسبة ارتفاع سعر الاعلاف,فمثلآ إن أرتفع سعر الاعلاف ريال دُبل سعر الماشية إلى ثلاثة أضعاف خصوصآ إن كانت مستوردة, وكأننا سنشتري “رونالدو أو ميسي”,فمن أين للعائلات محدودة الدخل الميزانية التي تجعلهم يتمون مناسك دينهم مادامت اسعار المواشي تتراوح بين 1500 و2000 ريال, فضلآ عن الراتب الذي قد لايتعدى 3000 ريال,وقد يقول البعض بأنهم ماداموا لايستطيعون الشراء فإن الأضحية تسقط عنهم,وهذا الكلام صحيح إن كانت الأسعار معقولة ومع هذا لايستطيعون,ولكن مايحدث الان جعل حتى متوسطي الدخل عاجزين عن إتمام هذا الفرض,إذ أن الغلاء لم يطل المواشي فقط بل استحوذ على كل المقومات الاساسية لحياة طبيعية ترتكز على توفر كل الإحتياجات اليومية للإنسان,حتى أننا لم نعد نسعد ونرقص فرحآ كما كنا بالمكرمات او الزيادات في الرواتب التي توصي بها الحكومة,بل أصبحنا نترقب بخوف ماقد يترتب عليه ذلك من جشع التجار المعتاد, إذا أن الحكومة تعطي من جهه,ويأُخذ ذوي البطون المثقوبة من جهه أخرى فنخرج نحن من “المولد بلا حمص”فإلى متى ستظل حاجاتنا الأساسية مرهونه على مدى شراهة التجار من إرتفاعات مفاجئة في الأسعار وتبريرات لذلك لاصحة لها,وكم اتمنى ان يكون عمل وزارة التجارة في درء هذا الإبتزاز المعيشي وتثبيت سقف الاسعار بشكل حازم وقائم بعمله على أكمل وجه كما هو الحال مع نظام ساهر!! [email protected]