مهلآ..لاتدنسوا الجنادرية

كم تمنيت أن تظل الجنادرية تلك البقعة الشعبية التي تختزن ذاكرة من الماضي في تصميمها ومحتواها الداخلي مرفئآ وملاذ لكل من انتابته نوبات الحنين لتلك الحقب المنصرمه فيأتي ليفرغها من خلال إستنشاق عبق التقاليد القديمة وملامستها عن قرب,بعيدآ عن مظاهر الحداثة وطفرة التطور,ولكن ماحدث في دهاليزها الضيقة وساحاتها الواسعة من إرتفاع في معدل ضجيج الأغاني وتمايل النساء والشباب على نغماتها احدث شرخ كبير في الصورة العامة التي انطبعت في الأذهان عن ذلك المهرجان الذي أصبح دليل لكل أجنبي كي يتعرف على حضارتنا وتقاليدنا الأصيلة,فإذ به يفاجئ بالكم الهائل من المتناقضات بين المكان وبعض رواده,وهذا ماقد يبرر لنا مادعا إليه الشيخ صالح اللحيدان النساء بأن لايخرجن للمهرجان,وكذلك ما ورد في تغريدة الشيخ عبدالعزيز الطريفي إذ قال: إلى الأمير متعب بن عبدالله وفقه الله: ما يحدث في الجنادرية من غناء الطرقات ورقص الجنسين والسفور ودماء من حولنا تسفك محاربة لله ولمشاعر الأمة ،رسالة من زائر للجنادرية (موسيقى صاخبة وتبرج ورقص في الطرقات بين الجنسين ) من يحمي الفساد وبلاد تُتَخطف من حولنا!!
إنه لمن المفرح المبكي أن تتزين الجنادرية بثوبها الشعبي المعتاد حتى تصبح في أجمل حله لإستقبال زوارها ظنآ منها أن عشاقها الدائمون سيتوافدون إليها بكل توق وإحترام وهذا ما حصل بالفعل من خلال توافد الكثير منهم ولكن مالم تتوقعه هي ويعتصر منه القلب ألما أن يتسلل من بينهم من يمثل دور العاشق الممتن ليطعنها بخنجر المجون في الصدر أمام مرأى من الجميع غير مكترث بمدى الضرر الذي سيلحقه بها وبصورته العربية المحافظه,ولايسعني هنا إلى أن اناشد كل من قام بتلك الأفعال سواء “بقصد أو من دون قصد” أن يقف مع ذاته وقفة تأمل ومحاسبه عله يهتدي ويعود إلى رشده فيدرك أن لكل مقام مقال,واحمد الله أن من قام بذلك هم قله فليلة لايمثلون المجتمع السعودي الذي تشهد له أصالته بحبه لأرضه والمحافظة الدؤوبه على عرض تقاليده ولكن ما يؤلمني هو أن اي أجنبي سيحضر المهرجان ويشهد ذلك الحدث سيكتفي بالظاهر ولن يكترث بالتفاصيل,والمؤلم أكثر أن هناك الكثير من الأعين الحاقده التي طالما اوصتها شياطينها أن تحرص على انتهاز فرصة اي خطأ قد يصدر منا للتعظيم من شأنه.
labanda_-11@hotmail.com