أطلق العالم الأزهري، أستاذ الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية بجامعة الأزهر الدكتور محمد أبوليلة، دعوة لإحياء مشروع عميد الأدب العربي الراحل الدكتور طه حسين من أجل حماية اللغة العربية على لسان أبنائها فى المدارس، والجامعات، والإعلام، ومختلف مناحي الحياة، فى مواجهة الحملة الشرسة التى تتعرض لها العربية من اللغات الأجنبية واللهجات العامية. وقال الدكتور أبو ليلة الذى كان يتحدث مساء أول من أمس فى ندوة بساقية الصاوي الثقافية بالقاهرة حول واقع ومستقبل اللغة العربية بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، إننا الآن أحوج ما نكون إلى مشروع طه حسين لحماية اللغة العربية والذي أطلقه في منتصف القرن الماضي من أجل التمكين للغة العربية في شتى مناحي الحياة وبخاصة في مراحل التعليم الأولي، وإلزام المدارس الأجنبية التي غزت عالمنا العربي بتدريس مناهج اللغة العربية وإنشاء المعامل اللغوية لها أسوة بمعامل اللغات الأجنبية، مشيراً إلى أن طه حسين مفكر عربي إسلامي بامتياز برغم ادعاءات العلمانيين ودعاة التغريب حوله. وأوضح أبو ليلة أن طه حسين تعرض فى مراحل حياته الأولى عندما كان يدرس في السوربون إلى محاولات من الاستعمار لاستخدامه ضد ثقافته ولغته كي يصنع به مشروعاً ضد قوميته، لكنه سرعان ما عاد إلى ثقافته وقوميته وأبدع لها وبها، وطالب الدولة بأن تفرض على المدارس الأجنبية تعليم اللغة العربية والاعتناء بها، حيث كانت الغلبة للمدارس الأجنبية فى النصف الأول من القرن العشرين بمصر، حيث كان عدد طلاب المدارس المصرية الوطنية 6 آلاف طالب مقابل 26 ألفاً فى المدارس الأجنبية، وكان يشدد طه حسسين على أن الإنجليز قد أفسدوا التعليم في مصر. ودعا أبو ليلة إلى التمكين للغة العربية وإصلاحها في وجدانات أبنائها، مشيراً إلى أنها عرض الأمة وشرفها وعنوان هويتها وحضارتها، محذراً من مشاريع غربية لتقعيد العاميات واللهجات لضرب اللغة العربية، لافتاً إلى أن التقليل من قيمة معلمي اللغة العربية إنما هو وليد أفكار استعمارية. وأوضح أبو ليلة أن اللغة المشوهة تخلق سلوكاً مشوهاً يعمق الشعور بالاغتراب والعداوة بين أبناء المجتمع، وقال: إن العنف اللغوي وفوضى اللغة على ألسنة الناس الأساس فى اعوجاج السلوكيات وانتشار العنف بين أفراد المجتمع، لذا فإن ضبط اللغة يضبط السلوك وبالتالي يضبط المجتمع. وطالب أبو ليلة بتربية الناشئة على حب اللغة العربية، والعمل على تعريب العلوم والترجمة المنتظمة من مختلف اللغات لحماية اللغة العربية وإثرائها والعمل على تسهيل تعليم اللغة العربية ومعالجة أمراض النطق بها. وأضاف أبو ليلة أن اللغة هي عرض الأمة، ومرآة حضارتها، فكيف نثور للمعدة ولا نثور للعقل وللغة والفكر؟ فلا بد أن تكون السيادة للغة العربية في الشوارع وفى التعليم.