تشير أخبار جيدة إلى توفر كثير من خدمات البث عالية الجودة حاليا، مع عروض تقدم نصوصا رائعة وممثلين كبارا، إلا أن الأخبار السيئة تتمثل بأن هناك في المقابل الكثير جدا لانتقاء المحتوى الأفضل بينها، والأمر يعد محبطا عندما يحاول المشاهدون معرفة أي خدمة تقدم ما يوافق رغباتهم سواء كانت «Netflix» أو «Prime» أو «Hulu» ومع إطلاق المزيد من خدمات البث، سيزداد الأمر سوءا. الاشتراك الإجباري وفقا لاستبيان موقع «e Marketer» للأبحاث والمعلومات فإنه لاتزال أكثر من 70% من الأسر الأميركية تملك نوعا من خدمة التلفزيون المدفوع، بيد أن ما يقارب 60% لديهم حاليا خدمة بث مباشر واحدة على الأقل، فيما قال ما يقارب النصف من المستهلكين الذين شملهم استطلاع شركة «Deloitte» بأنهم محبطون بسبب العدد المتزايد من الاشتراكات والخدمات المطلوبة لمشاهدة ما يريدون، كما أن الأشخاص الذين يرغبون في رؤية برنامج جديد ليس لديهم خيار سوى الاشتراك.
الخدمة المثالية وفقا لشبكة «Hulu» فإن أعداد مشتركيها في تزايد مع تزامن عرض مسلسل «حكاية الخادمة» كما يبدو أن مسلسل «صراع العروش» قد منح دفعة هائلة لخدمة بث شبكة «HBO»، كما يشير وليم سميث إلى أن التكلفة تتضاعف على موقع «هولو» و«نت فليكس»، وأيضا تكلفه خدمة أمازون، الكيبل والنطاق العريض مايقارب 340 دولار شهريا، ويقول «حتى الآن يمكنني استيعاب هذه التكاليف، لكنني ما زلت أبحث عن إيجاد خدمة ذلك المزيج الملائم الذي يوفر كل مانبحث عنه». ويقول المحلل الرئيسي لشركة Frost and Sullivan المهتمة بالأبحاث التسويقية دان رايبرن: «لدى بعض الناس فكرة واعتقاد خاطئ بأنه في يوم ما سيأتي شخص ما مثل Apple وسيعمل على تجميع كل شيء في منصة واحدة فقط».
عصر ذهبي تعتقد أستاذة بجامعة كوينزلاند للتكنولوجيا في أستراليا، أماندا لوتز، أن عصر خدمات البث المباشر عصر ذهبي قائلة «ربما تقرر أسرة ما أنهم بحاجة لتلك الخدمات، وقد تكون الأمور مختلفة تماما مع أشخاص آخرين، وهناك عنصر مثير للاهتمام وهو القدرة على الاختيار وإضافة وإلغاء الخدمات بشكل أكثر مرونة مما كان عليه الحال مع خدمة الكيبل». وتشير لوتز إلى أن «العملاء أيضا يقومون بالتجربة ويشترك العديد في خدمة ما لمشاهدة عرض معين وبعد انتهائه يقومون بإلغاء الاشتراك، أحيانا يمكنهم شراء عرض واحد فقط حسب الطلب».
جذب العملاء لا يعتقد الخبراء استمرار هذا النوع من خليط الخدمات، حيث يرى صاحب رأس مال ومغامر استثمر سابقا في الفيديو عبر الإنترنت، مارك سوستر، أننا نعيش إحدى لحظات النمو الهائل، مثل بدايات الإنترنت، عندما كافحت شركات كثيرة لفرض هيمنتها، ويعتقد سوستر أن شركات خدمة بث عديدة خلال السنوات المقبلة ستنفق الكثير على المحتوى لجذب العملاء.