كشفت مصادر داخل جماعة الحوثيين الانقلابية عن تزايد معدلات تصفية الحسابات الشخصية داخل الجماعة، مشيرة إلى أن الفترة الماضية شهدت العديد من عمليات الاعتقال والإخفاء خارج إطار القانون، وأن الخلافات وصلت في بعض الأحيان مرحلة التصفية الجسدية باستخدام الرصاص الحي، على غرار ما حدث خلال الأيام الماضية في العاصمة صنعاء، حينما أقدم مسلحون على اعتقال ناجي، نجل القيادي في الجماعة الانقلابية، حسين البكيلي، الذي اقتحمت عناصر الجماعة الانقلابية منزله بقوة السلاح، واقتادوا نجله إلى جهة غير معلومة. وأضافت المصادر أن بعض أبناء البكيلي وأقاربه حاولوا منع الانقلابيين من اقتياد البكيلي، إلا أنهم لم يستطيعوا، خاصة بعد أن لجأ المسلحون إلى استخدام القوة، وقاموا بإطلاق أعيرة نارية تحذيرية في فناء المنزل، مما أصاب النساء والأطفال بالرعب الشديد.
خلاف المصالح الذاتية قال المركز الإعلامي للمقاومة إن الخلافات الداخلية أصبحت ظاهرة وسط جماعة الحوثيين الانقلابية، وعزا انتشارها إلى تزايد اتهامات التخوين بين الانقلابيين، وتوجس كل طرف من الآخر. وأضاف في تقرير على صفحته بموقع فيسبوك "هذه أولى بشائر انهيار الميليشيات المتمردة، وهي نتيجة حتمية لأي جماعة تقوم بانقلاب عسكري، وذلك بسبب اختلاف المصالح وتضاربها، فكل قيادي يستقوي بمجموعة من عناصر الانقلابيين، والخلافات في الوقت الحالي تستشري في جسد الحوثيين كما السرطان، فهناك خلافات على مستويات قيادية، كما هو الحال بين مجموعة عبدالله الرزامي، ومجموعة أبو علي الحاكم، وغيرها من المجموعات التي تدعي أحقيتها بقيادة الجماعة، دون غيرها، وهناك خلافات على مستوى القيادة المتوسطة. حتى بين المقاتلين والجنود العاديين هناك مجموعات ومراكز قوى. وأشار عدد من مقاتلي الجماعة إلى أن العديد من المقاتلين لقوا حتفهم بنيران صديقة، في إطار تصفية الحسابات، وزعم قاتلوهم أنهم قتلوا بأيدي عناصر المقاومة الشعبية.
نهب ممتلكات الدولة أضاف المركز "السبب الرئيسي لهذه الخلافات هو التنافس على نهب ثروات البلاد ومصادرة مقدراتها ومواردها، ولا توجد أسباب أخرى، فليس هناك خلافات فكرية أو إيديولوجية وراء النزاع، ومن المؤسف أن قيادة الانقلابيين تكتفي بالوقوف موقف المتفرج على هؤلاء الخارجين عن القانون وهم يسرقون ممتلكات الدولة، ويسلبون أموال المواطنين، ويقومون بمصادرة الأراضي العامة وتحويلها إلى ملكيتهم الخاصة. حتى السلاح الذي يمثل عماد سلطتهم لم يكن بعيدا عن محاولات السلب والنهب، فقد اقتحموا مخازن الجيش، وصادروا ما بداخله من أسلحة ومعدات عسكرية، وقاموا ببيعها عبر وسطاء في السوق السوداء واستولوا على قيمتها، أما القيادات الكبرى فقد صادرت كميات البترول التي تدخل البلاد، وحولتها لمنفعتها الذاتية، وبات النفط يباع في شاحنات الوقود المتنقلة وسط العاصمة صنعاء، فيما تخلو المحطات من النفط، ويضطر المواطنون لشرائها بأسعار مرتفعة ومضاعفة، بعد أن اضطروا للمبيت ليال طويلة أمام المحطات دون أن يحصلوا على مشتقات بترولية بالأسعار النظامية".