اضطرت إدارة سجون منطقة نجران إلى اتخاذ حلول جذرية لحل مشكلة تكدس النزلاء في شعبة السجن العام من خلال ترحيل مجموعة من السجناء إلى مناطق أخرى. وأبلغ "الوطن" مدير شعبة السجن العام في منطقة نجران العقيد محمد الصميلي أن سجون أبها والباحة ووادي الدواسر استقبلت النزلاء لحل مشكلة التكدس. وضعت إدارة سجون منطقة نجران حلولا جذرية لحل مشكلة تكدس النزلاء في شعبة السجن العام التي نشرت "الوطن" قضيتها وتابعتها مع حقوق الإنسان والجهات المختصة أولا بأول، وذلك من خلال خطوات عدة، أهمها ترحيل مجموعة منهم لمناطق أخرى. "الوطن" بدورها ولمدة خمس ساعات حضرت داخل أسوار سجن نجران العام، ورصدت الجهود التي تبذل للنزلاء وأبرز احتياجاتهم والمشاريع التطويرية القائمة. النزلاء أمانة أكد مساعد المدير العام لسجون منطقة نجران العميد خالد بن فهد الشمري في اجتماع مع "الوطن" قبل بدء الجولة، أنهم يعملون ليلا نهارا لراحة النزلاء كونهم أمانة في أعناقنا وواجبا وطنيا ليس لنا فيه فضل ولا منة، معربا عن ثقته في أن "الوطن" سوف تنقل واقع السجن العام بحيادية للرأي العام، فليس من رأى كمن سمع، ونحن مع الإعلام لإظهار الحقيقة التي قد تخفى عن البعض. وأضاف: نتعامل مع شريحة غالية زلت بها الأقدام وأمانة العمل في السجون تتطلب الصبر والجهد، ولولا السجون بعد الله لما ارتدع أكثر الناس فهي حفظ حقوق الآخرين، وتطبيق شرع الله، حيث أصبحت السجون أشبه بالفنادق تقدم كل الخدمات وهدفها الإصلاح وتحويل النزيل إلى عنصر فعال في المجتمع بعد خروجه. فرص التعليم يواصل الكثير من النزلاء مسيرتهم التعليمية، ويقول مدير شعبة السجن العام بمنطقة نجران العقيد محمد بن يحيى الصميلي: إن هناك نزلاء تخرجوا من الجامعة وهم خلف القضبان، مؤكدا أن سجون المنطقة تعتبر أول من طبق نظام الانتساب الجامعي للنزلاء وحصولهم على درجة البكالوريوس، حيث يوجد لدينا 7 خريجين من الجامعة وعدد من الطلاب الجامعين. ووقف وفد "الوطن" على مقر مجمع قرطبة التعليمي للمرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية داخل شعبة السجن وهي مدرسة معتمدة يدرس بها نحو 65 نزيلا، بالإضافة إلى وجود حلقات القرآن بها نحو 80 منهم، ومعامل الحاسب الآلي التي جهزت بأحداث التجهيزات. معهد صناعي لتحويل السجون إلى دور إصلاح وتهذيب للنزلاء، قامت المديرية العامة للسجون بالتعاون مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، بإنشاء معهد صناعي داخل السجن يقوم بتنفيذ برامج تدريبية للنزلاء. وأوضح رئيس مكتب التدريب التقني والمهني بالمنطقة سعيد آل جبار، أن المعهد يضم التخصصات التالية "الحاسب الآلي الطاقة الاستيعابية للقسم 40 متدربا - النجارة العامة الطاقة الاستيعابية للقسم 30 متدربا - التمديدات الصحية الطاقة الاستيعابية للقسم 30 متدربا - المحركات والمركبات الطاقة الاستيعابية للقسم 30 متدربا"، مشيرا إلى أن العمل جار على فتح أقسام جديدة تؤهلهم لسوق العمل أثناء وجودهم بالإصلاحية أو بعد الخروج، حيث تقدم للنزيل الملتحق بالمعهد مكافأة مالية شهرية قدرها 800 ريال، وزيادة يوم واحد للخلوة المقررة للنزيل، بالإضافة إلى تخفيض ربع المدة من محكومية النزيل. غرف الخلوة بين الصميلي أن الشعبة بصدد تجهيز مبنى يطلق عليه "اليوم العائلي" عبارة عن شقق وغرف لذوي النزلاء عند الزيارة، وقضاء الزوجات يوم كامل مع أزواجهن من النزلاء، حيث يوجد في كل شقة ثلاث غرف مجهزة بأحدث الأثاث والألعاب للأطفال بمطابخ متكاملة. ويقول مدير المركز الصحي بالسجن الدكتور هشام حسن الرفاعي: لكل سجين ملف يتم أرشفته، وهناك تكامل لكل العيادات ومنها عيادة الأسنان والمختبر والأشعة وضماد وصيدليتان ويعمل بها طاقم طبي لخدمة النزلاء، وهناك فترة مناوبة ما بعد الدوام الرسمي، حيث بلغ عدد المراجعين حوالي 20 ألف مراجع العام الماضي، وهناك ما بين 50 إلى 60 مراجعا بشكل يومي للعيادات، كما يتم تحويل من 10 إلى 20 حالة مرضية يوميا. سجن النساء على بعد أمتار من مبنى سجن الرجال يقبع سجن آخر يضم عنابر النساء بمساحة أقل، حيث يستوعب نحو 30 نزيلة، إلا أن عدد الموقوفات فيه 6 سجينات كلهن أجنبيات، تتراوح أعمارهن بين 20 إلى 40 عاما، وتتنوع قضاياهن بين التزوير والجرائم الأخلاقية، ويوفر لهن السجن منازل عائلية للزيارات. تكدس السجناء مطالب كثيرة نقلها النزلاء ل"الوطن" أثناء الجولة، أهمها طلبهم إيجاد حل جذري لمشكلة تكدسهم داخل العنابر، بالإضافة إلى شكوى تأخير الأحكام وعدم إنجاز معاملاتهم، بسبب بطء الإجراءات بالمحاكم الشرعية، والبعض الآخر لم يتم الفصل في قضيته، ما كلفه قضاء مدة أطول، وبرر العقيد الصميلي ذلك بأن هناك جهات رقابية تزور السجن بشكل دوري لمتابعة الخدمات وملفات النزلاء ورصد مطالبهم ومتابعة الخدمات التي تقدم لهم حيث رصدت حقوق الإنسان ملاحظات عدة، منها تأخير الإجراءات. وعن التكدس قال: هناك مشاريع تطويرية لعلاج ذلك، أهمها استكمال مشروع مبنى العنابر الجديدة ومرافقها، التي تمثلت في ملاعب رياضية وقاعات ترفيهية ومكتبة عامة وقاعة للمحاضرات، وهناك مشاريع مستقبلية ومنها إنشاء إصلاحية شرقي منطقة نجران بمساحة عالية سيكون لها دورها الكبير في التخفيف من تكدس النزلاء في سجون المنطقة، كما قامت سجون المنطقة بنقل 100 نزيل إلى 3 مناطق هي عسير والباحة ووادي الدواسر، ضمن الخطط المدروسة لعلاج قضية التكدس. لجنة العفو أطلقت لجنة العفو المشكلة من خمس جهات هي الإمارة والسجون والجوازات والشرطة والمخدرات سراح 110 نزلاء بعد شمولهم بالعفو الملكي منذ بداية العام حتى شهر رمضان، ممن انطبقت عليهم شروط العفو، ولا تزال تقوم بعملها لإطلاق سراح آخرين خلال الشهر الكريم، ماعدا المتهمين بجرائم أمن الدولة أو الجرائم المعلوماتية. تغذية صحية خلال الجولة مع مدير شعبة السجن العام العقيد محمد الصميلي تمت زيارة المطبخ الرئيس لسجن نجران، رصدنا خلالها توزيع الوجبات بوجود أخصائي التغذية ومدير شعبة التغذية ولجنة التغذية، وتم توزيعها وفق اشتراطات ومعايير صحية تتماشى مع حالات السجين الصحية، ومراعاة مرضى السكر والقلب والضغط الذين تخصص لهم وجبات خاصة بعد عمل فحوص أولية تتم داخل المركز الصحي بالسجن.
