يبدو أن الأمير محمد بن سلمان، يعي جيدا أن "التغيير حتمي، بينما المعاناة اختيارية"، لذا فإنه فضّل لأجيال المستقبل التغيير والتطور على المعاناة التي ينتجها الخوف من التغير ومقاومته. إن المتابع لقيادة الأمير محمد بن سلمان، للتغيير يلاحظ جليا أنه يدرّس قيادة التغيير بشكل عملي، وبقدر عالٍ جدا من الاحترافية، وإليكم فقط بعض تلك الملاحظات التي شهدتها حتى تاريخه: أولا، لا يوجد تغيير حقيقي ومستدام من دون رؤية. لذا، فإن الأمير محمد قام بالعمل على إيجاد رؤية طموحة تواكب متطلبات المستقبل من جهة، وواقعية قابلة للتطبيق من جهة أخرى. ثانيا، الشيء الوحيد الذي يجب على القائد التواصل بشأنه بدرجة زائدة هو الرؤية. إن التواصل الزائد بشأن الرؤية من شأنه أن يصنع فهما والتزاما ودعما لتلك الرؤية. عندما شاهدت محاور الرؤية معلقة على مداخل بعض المدارس الخاصة والشركات، أدركت حينها أن التواصل بشأن رؤية 2030 قد آتى ثمارها. وعندما يتحدث كل الناس كبارا وصغارا عن التغيير القادم وضرورة الاستعداد له، فلك أن تعرف أن الرسالة قد وصلت. ثالثا، إشراك الأشخاص الذين سيقومون بتنفيذ خطة التحول بدءا من تغيير أنفسهم، ثم العمل على تغيير وتطوير العاملين معهم والأنظمة والإجراءات. هؤلاء هم كبار المسؤولين ليس فقط من الوزارات والمؤسسات، ولكن أيضا من القطاع الخاص والمجتمع المدني. هؤلاء هم شركاء التغيير الذين أدرك سموه أهمية مشاركتهم في صنع الخطة، من مبدأ أنه "بدون إشراك لا يوجد التزام" (No involvement, no commitment). وكانت تلك المشاركة من خلال عشرات ورش العمل التي جمعت "شركاء الوطن" تحت سقف واحد، وللمرة الأولى في تاريخ العمل الحكومي في المملكة. رابعا، التزام سموه بتحويل الرؤية إلى واقع، وإثبات ذلك عمليا خلال زياراته واجتماعاته مع كبرى الشركات الأميركية، وخلال رمضان المبارك. والأمير محمد بن سلمان بذلك يوجه رسالة عملية للجميع بأن شهر الصوم هو شهر عمل وليس مدعاة للتأجيل والكسل. كما يؤسس قدوة للآخرين كقائد يحتذى به، فكل زيارة واجتماع حضره مرتبط بشكل مباشر بعناصر رؤية التحول الوطني. لذا، فإن المطلوب منا نحن أيضا أن نقتدي بالقيادة، ونتأكد من أن جميع ما نقوم به بشكل يومي مرتبط ويصب في تحقيق تلك الرؤية، وألا تكون تلك الرؤية بالنسبة لنا مجرد حبر على ورق.