ما بين معاناتهن من القلق والاكتئاب والرهاب الاجتماعي، كشف الاختصاصي النفسي ناصر الراشد أن 23% من مراجعات العيادات النفسية من فئتي الأرامل والمطلقات. وقال الراشد في محاضرة نظمتها مجموعة أصدقاء تعزيز الصحة النفسية في القطيف أمس، إن 63% من المطلقات يعانين النظرة الدونية من المجتمع، مما يجبر كثيرا منهن على تحمل الضغوط الزوجية والتنافر العاطفي. في حين حذر الاستشاري النفسي في مستشفى القطيف عبدالله الراشد من إحصاءات رسمية تؤكد أن كل 10 حالات زواج تقابلها 7 حالات طلاق، داعيا إلى الالتفات للأسباب ومعالجتها.
أكد اختصاصي نفسي أن 23% من مراجعات العيادات النفسية من فئتي الأرامل والمطلقات، مشيرا إلى أن الثقافة المجتمعية سبب رئيس لزيادة معاناة هاتين الفئتين من الأمراض والحالات النفسية. واتهم الاختصاصي النفسي ناصر الراشد في محاضرة نظمتها مجموعة أصدقاء تعزيز الصحة النفسية بالقطيف أمس الأمثال الشعبية المتوارثة حول المرأة والرجل بالتأثير على العلاقة الطبيعية بين الزوجين، من خلال الإيحاءات السلبية التي ترسلها لهما، والتي تصور المرأة بشخصية مهزوزة، والرجل بشخصية متسلطة. النظرة الدونية قال الراشد إن "63% من المطلقات يعانين من النظرة الدونية من قبل المجتمع، ما يجبر كثيرا منهن على تحمل الضغوط الزوجية، والتنافر العاطفي، بالإضافة للدور الذي يلعبه وجود الأبناء في منع وقوع الطلاق، ما يتسبب بالعديد من الأضرار النفسية على المرأة وأطفالها، بما يزيد من بعض الآثار التي يخلقها الطلاق"، مشيرا إلى أن 23% من مراجعات العيادات النفسية من فئتي الأرامل والمطلقات. أسباب الطلاق حدد الاستشاري النفسي بمستشفى القطيف المركزي عبدالله الراشد أربعة أسباب اجتماعية تؤدي إلى وقوع الطلاق، وهي تدخل الأهل، وعدم التكافؤ بين الزوجين، وعدم الاختيار الصحيح للشريك، وعدم القدرة على تحمل المسؤولية. وأضاف بأن "هناك عددا من الأسباب المستحدثة للطلاق، والتي تسببها التكنولوجيا الحديثة، حيث تظهر الدراسات أن 50% من حالات الطلاق الحديثة سببها انشغال أحد الزوجين بالأجهزة الحديثة، و33% يعود للخيانة عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي"، مشيرا إلى أن كل 10 حالات زواج يقابلها 7 حالات طلاق على مستوى المملكة، وهو رقم مخيف يجب الالتفات لأسبابه، ومعالجة مسبباته. آثار الطلاق أكد الاستشاري النفسي أن "80% من المطلقات يتعرضن لأمراض نفسية كالقلق والاكتئاب، والهلع، والرهاب الاجتماعي، وفي المقابل يعاني الرجال كذلك من ذات الأعراض النفسية ولكن بشكل أخف، وتظهر تلك المعاناة من خلال تسجيل حالات انتحار بين الرجال المطلقين أكثر من غيرهم". ولفت إلى أن "الأعراض النفسية للطلاق لا تقتصر على الزوجين، بل تتجاوزهما للأبناء حيث تظهر عدد من الأعراض على الأطفال الذين عايشوا انفصال الأبويين، كحالات التأخر في النطق، وتراجع النمو، وتوقف التحصيل الدراسي، والعدوانية، إضافة إلى حالات الاكتئاب، والانحرافات السلوكية كالكذب والسرقة". أسباب أخرى أبان عبدالله الراشد أسبابا أخرى للطلاق، قائلا: "بالإضافة للأسباب الاجتماعية، هناك أسباب سلوكية تربوية تؤدي للطلاق، كالخيانة، وممارسة العنف، والإيذاء الجسدي، والإدمان، بالإضافة إلى أسباب مالية تعتمد على طريقة تعامل الزوجين من الناحية المادية بين بعضهما، كالبخل، والرغبة في السيطرة على أموال الزوجة، ورفض الإنفاق"، مشيرا إلى أن بعض حالات الطلاق يكون سببها صحي، كإصابة أحد الزوجين بالعقم، أو مرض وراثي أو معد، أو إعاقة.