أطاح الليبيون على مدى عام من الاقتتال في صراعهم على السلطة، بأركان الدولة التي عملوا على تأسيسها منذ إسقاطهم نظام معمر القذافي في 2011، فدمروا معظم مؤسساتها، وأوقفوا عجلة اقتصادها، وقسموها إلى سلطتين عاجزتين عن الانتصار كل واحدة على الأخرى. وإلى جانب آلاف القتلى من الليبيين الذين حاربوا معا قبل أربع سنوات نظاما ديكتاتوريا، والفوضى على مختلف المستويات، والانعزال عن العالم الخارجي، حولت الحرب أحد أغنى دول العالم بالنفط إلى محطة استقطاب للمتشددين في شمال أفريقيا على أبواب أوروبا. مآسي الاقتتال ويقول الخبير في شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة ستراتفور الاستشارية الأمنية الأميركية، مايكل نايبي- أوسكوي، إن: أكبر مآسي الاقتتال إلى جانب الخسائر في الأرواح، السقوط شبه الكامل لمؤسسات الدولة، والذي خلف تحديات كثيرة، أحدها التطرف. ويضيف: ليس تنظيم داعش من قوض سلطة المجلس الانتقالي أو المؤتمر الوطني العام، أو مجلس النواب، بل إنها الوجوه والأطراف المعارضة داخل هذه المؤسسات، والتي قامت باستنزاف وتحدي سلطة الحكومات الانتقالية أكثر من أي تنظيم متشدد. البلاد منقسمة ويرى باتريك سكينر المحلل في مجموعة سوفان الاستشارية الأمنية ومقرها نيويورك أنه بعد عام من سيطرة تحالف "فجر ليبيا" على طرابلس، تبقى البلاد منقسمة، ليس فقط بين حكومتين، بل بين قبائلها أيضا، وحتى المجموعات الإرهابية فيها. ويضيف: ليبيا تعيش أخطر مراحلها منذ سقوط نظام معمر القذافي. تقدم الجيش ميدانيا، قالت مصادر ليبية إن الجيش تقدم في عدد من المحاور ببنغازي، وسيطر على عدد من الأماكن الاستراتيجية بالمدينة، وقتل العشرات من عناصر داعش. وأعلن القائد العام للجيش خليفة حفتر أن قواته ستنهي قريبا أي وجود للعصابات الإرهابية، خاصة داعش الإرهابي في مدينتي بنغازي وسرت. من جانبه، أكد رئيس الحكومة الموقتة عبدالله الثني على دور الجزائر المهم جدًّا في حلحلة الأزمة الليبية، نافيا ما يشاع عن فتور في العلاقات مع السلطات الجزائرية.