توقع مصدر داخل تيار المستقبل اللبناني استمرار التقدم في الحوار مع حزب الله، مشيرا إلى أنه تم تحقيق تقدم نوعي في موضوع تخفيف الاحتقان المذهبي، وقال النائب عمار حوري في تصريحات إلى "الوطن": "الحوار حقق تقدما لافتا، والخلافات لا تحل بكبسة زر، إنما هي أمور تراكمية بحاجة إلى متابعة. وبالنسبة إلى ملف الاستحقاق الرئاسي فالمسألة بحاجة إلى إصرار من قبلنا، وهو ما نفعله حاليا، لاستعادة هذا الملف إلى الداخل اللبناني مرة أخرى، لأن الفريق الآخر جعل هذا الملف ورقة إقليمية بيد إيران، وهذه هي العقبة الأساسية، ولكنا نواصل الجهد لاستعادة الملف مرة أخرى". من جهة أخرى، أثارت التهديدات الإسرائيلية الأخيرة بهدم الضاحية الجنوبية على رؤوس ساكنيها، في حال قيام حزب الله بأي عملية عسكرية ضد أهداف إسرائيلية، ردود أفعال واسعة وسط السياسيين اللبنانيين، وأكدت مصادر إعلامية أن مسؤولين إسرائيليين نقلوا لقيادات رفيعة داخل الحكومة اللبنانية توجسهم من التحركات التي يقوم بها حزب الله في الأراضي السورية المحاذية لهضبة الجولان، قرب الحدود مع إسرائيل. وترى تل أبيب أن تحركات حزب الله في هذه المنطقة تتم بإيعاز من إيران، وأن هناك صلة بين هذه التحركات وما يدور من مفاوضات بين القوى العظمى وإيران حول الملف النووي للأخيرة. لذلك أبلغت الجانب اللبناني أنها تحمل حزب الله مسؤولية أي عمل عدائي، وأن الجيش الإسرائيلي سيرد بصورة أكثر قسوة من سابقاتها. واختتمت المصادر بالقول إن التهديدات الإسرائيلية جرى نقلها عبر ديبلوماسيين غربيين لمسؤولين رفيعين في حكومة الرئيس سلام، وتم إبلاغ حزب الله بها. وقال مسؤول أمني لبناني رفيع في تصريحات إلى "الوطن" إن أي مغامرة عسكرية لحزب الله تعني إدخال لبنان في دوامة الحروب مجددا، وأضاف المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه "مرة أخرى يسعى حزب الله إلى جر لبنان لمواجهة عسكرية ليست في مصلحته، ويرفع من معدلات التوتر، وكل ذلك لتحقيق أهداف إيرانية خاصة لا علاقة لها بمصلحة لبنان، ولا تكترث بأمنه القومي". وتابع بالقول "الحزب المذهبي يستغل أجواء الشغور الرئاسي والتعطيل الذي أصاب آلية عمل الحكومة، وعدم وجود اتفاق على كبح تصرفاته المستهترة، لذلك فهو حريص على استمرار هذا الوضع، وبالتالي يعطل كل محاولات انتخاب رئيس للجمهورية لأجل الاستمرار في تنفيذ مخططاته". في سياق أمني، قتل جندي لبناني ومتشدد مطلوب، وذلك في تبادل لإطلاق النار وقع فجر أمس شمال لبنان، بحسب ما أفادت به مصادر أمنية وطبية. وصدر عن مديرية التوجيه بقيادة الجيش بيان قالت فيه "خلال قيام دورية تابعة للجيش بدهم مكان وجود المطلوب الفار عبدالرحمن أحمد تامر في بلدة بحنين – عكار، بادر الأخير إلى إطلاق النار على الدورية من سلاح حربي، ما أسفر عن مقتل أحد العسكريين، وقد ردّ عناصر الدورية على النار بالمثل ما أدى إلى مصرعه".