أصبحت الانهيارات الصخرية شبه مستمرة تزامنا مع استمرار هطول الأمطار في فيفاء مما جعل بلدية فيفاء في حالة استنفار شبه كاملة من خلال نشر معداتها في كل الطرق والتي تقوم بشكل متواصل في إزالة الانهيارات أولا بأول حيث ساهم ذلك في تقليص حجم الأضرار الناجمة عن تواصل الأمطار. وأتت السيول الجارفة لتقتلع الجسور وتطمر العبارات وتنسف كميات هائلة من الإسفلت حيث أصبحت بعض الطرق أثرا بعد عين وأخرى تشكو الشلل الجزئي وأخرى تفقد أحد أهم أساساتها من الجسور والعبارات والجدران الاستنادية في معظم الطرق. كل ذلك يحدث أمام أنظار المواطنين المتابعين بذهول وخيبة أمل لما يحدث أمامهم لتعود مركباتهم ذات الدفع الرباعي إلى طرقها القديمة في مسالك الأودية. وتحدث المواطن حسن مسعود الشراحيلي قائلا "عدنا لمجرى الوادي لتعود المعاناة حيث كدت أفقد ابنتي الصغيرة أمل التي تعرضت لحالة اختناق حيث سقطت مغشيا عليها لمدة أربع ساعات لم نقدر الإسعاف بها إلى المستشفى إلا بعد نهاية السيل، بسبب أن الطريق الموصل من قرية الخبية والمؤدي إلى ذراع الحماطة وإلى طريق فيفاء بني مالك انقطع كليا واضطررنا لمسالك الأودية كطرق بديلة". وقال المواطن سلمان العزي: المشهد مؤلم وخاصة بالنسبة لنا كمواطنين، ففرحتنا لم تتجاوز عدة أشهر بهذا المشروع حيث إن فرع وزارة النقل شق الطرق في مجاري السيول في وقت شح الأمطار وعند عودة المواسم الماطرة عادت الوديان لطبيعتها لتحمل ما تصادفه في طريقها ومنها مشاريع هشة لإدارة الطرق ذهبت بميزانيتها وطموحاتنا وأحلامنا لنعود إلى ما كنا عليه سابقا. وأضاف فرحان محمد الشراحيلي أن تهاوي المشاريع والجسور بشكل غير مسبوق ما هو إلا دليل واضح وفاضح لسوء التنفيذ، وهذا ما يحكم به المشاهد العادي وغير المتخصص في هندسة الطرق، مبينًا أن المشاريع كانت تنفذ حسب ما يسهل للجهات التنفيذية للبحث عن المواقع الأكثر سهولة ولم يكن الهدف خدمة المواطنين. من جانبه أكد رئيس بلدية فيفاء المهندس مشهور الشماخي ل"الوطن" أن الطرق التي تدخل تحت نطاق خدمة البلدية لم تشهد أي انقطاع منذ بداية موسم الأمطار وإلى الآن إلا دقائق المسافة التي تفصل المعدات عن مواقع الانهيارات، حيث تشهد صيانة شبه مستمرة ومتابعة في إزالة الانهيارات المتواصلة خلال وبعد الأمطار ولا يوجد أي طريق مقطوع من مشاريع البلدية رغم الانهيارات المتواصلة مع تواصل هطول الأمطار. أما عن الطرق الموكلة لفرع إدارة الطرق بالمنطقة فهي خارج مهام البلدية. "الوطن" أجرت اتصالا مع مدير فرع الطرق بمنطقة جازان المهندس ناصر الحازمي حيث أكد أن الطريق المذكور قيد الإنشاء وليس فيه أي أضرار. وعند تأكيد "الوطن" له بأن الصور تؤكد عكس ذلك طالب الحازمي "الوطن" بخطاب رسمي عن طريق مكتب فرع الصحيفة يرسل بالفاكس لمكتبه ليتم الرد عليه بصفة رسمية. وأوضح الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بجازان النقيب يحيى القحطاني ل"الوطن" أن هناك متابعة وتواصلا مع كل مراكز الدفاع المدني في محافظات ومراكز القطاع الجبلي بشكل مستمر على مدار الساعة للتقلبات المناخية في المنطقة وخاصة الجبلية. وأكد النقيب القحطاني إنقاذ خمسة من المواطنين من قبل الدفاع المدني بفيفاء كادت تجرفهم السيول في وادي ضمد. وطالب المواطنين بتوخي الحيطة وخاصة في مسالك السيول المنحدرة من الجبال. وعن الطرق المنقطعة والانهيارات على الطرق أكد القحطاني أن لها جهات مختصة معنية بصيانتها، وعن التقلبات الجوية أشار إلى أن التحذيرات متواصلة من خلال تواصلنا مع هيئة الأرصاد وحماية البيئة.