دخلت أمس السفارة السعودية في القاهرة على خط التحقيقات التي تجريها السلطات المصرية بشأن جريمة القتل العائلية التي شهدتها محافظة الجيزة أول من أمس وراحت ضحيتها الفتاة السعودية (عفرا)، وإصابة شقيقتها (جواهر) بجروح، على يد أخيهما غير الشقيق، الشاب السعودي، القطري الجنسية، محمد جابر الفهيد، وذلك إثر خلاف نشب بينهم على الميراث، بحسب ما أوضحت التحقيقات الأولية للنيابة. وكانت الجريمة قد شهدت بعد ساعات قليلة منعطفاً مهماً، تمثل بمقتل الجاني الفهيد على يد الشاب المصري محمد شعبان عبدالمعبود، ابن خال الشقيقتين المغدورتين، وذلك انتقاما لابنتي عمته، كما أفاد الأخير في اعترافاته المدونة في محضر التحقيق الأولي. ومن جهته قال ماجد الدريس، المستشار الإعلامي بالسفارة السعودية بالقاهرة، في تصريحات إلى "الوطن" بأن "نص البلاغ الذي ورد إلى السفارة السعودية بالقاهرة، من سلطات التحقيق المصرية، أفاد أن قطرياً قتل مواطنة سعودية وأصاب شقيقتها السعودية، وهو الأمر الذي دفع ابن خال الشقيقتين، وهو مصري الجنسية، إلى الانتقام لمقتل بنت عمته من خلال قتل الفهيد الذي كان يعالج في مستشفى إمبابة العام". وأضاف الدريس قائلاً "السفارة السعودية تتابع القضية أولاً بأول من خلال السفير أحمد السديري القائم بالأعمال في السفارة السعودية في القاهرة" مشيراً إلى أن "الجهات الأمنية المصرية أرسلت نتائج التحقيقات الأولية إلى السفارة التي تتابع ما يستجد من تفاصيل لحظة بلحظة". وأشار الدريس إلى أن "اهتمام السفارة السعودية بالقضية يرجع إلى أن من بين أطرافها سعوديين". مضيفاً أن "مكان دفن القتيلة (عفرا) أو القتيل (الفهيد) يرجع إلى ذويهما بعد إخطارهم من جانب السلطات المصرية". وقد شكل المستشار عبدالمجيد محمود، النائب العام في مصر، فريق بحث برئاسة المستشار هشام الدرندلي المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة للتحقيق في الجريمة، والوقوف على أبعادها الحقيقية. ومن المنتظر أن تسمح نيابة شمال الجيزة المصرية بتسليم جثة الشاب السعودي وأخته غير الشقيقة (عفرا) إلى ذويهما حتى يتم دفنهما. وذلك بعد التنسيق مع سفارتي السعودية وقطر في القاهرة. وكانت نيابة حوادث شمال الجيزة برئاسة عبدالرحمن حزين قد باشرت أمس تحقيقاتها في قضية مقتل السعودي. وحسب ما أشارت إليه مصادر قضائية ل"الوطن" فقد بدأت التحقيقات منذ اللحظة الأولى التي تمت فيها إحالة عبدالمعبود للنيابة في العاشرة والنصف من مساء الخميس الماضي. مضيفة أن "النيابة أمرت بحبس المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيق". وكانت الجريمة قد بدأت فصولها عند منتصف ظهر يوم الخميس الماضي، حينما نشب خلاف بين الإخوة غير الأشقاء على الميراث، تطور إلى قيام الأخ الفهيد (41 عاماً)، بإطلاق نيران مسدسه على أختيه غير الشقيقتين، اللتين تحملان الجنسية المصرية إلى جانب الجنسية السعودية، حيث فارقت عفرا (30 عاماً) الحياة على الفور، بينما أصيبت شقيقتها جواهر (35 عاماً) بجروح طفيفة على مشهد ومسمع من أمهما (نعمة)، مصرية الجنسية، التي كانت متزوجة من والد محمد، الذي توفي قبل نحو 20 عاماً. وقد حاول الفهيد الفرار من مسرح الجريمة، إلا أن السكان اعترضوا طريقه ومنعوه، فتعرض إلى جرح في الصدر، استدعى نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، وقد حضرت قوات الشرطة التي تسلمته، وأمرت بتحويله إلى مستشفى إمبابة لتلقي العلاج تحت الحراسة الأمنية. وأظهرت التحقيقات أن ابن خال الشقيقتين محمد شعبان عبدالمعبود (25 عاماً)، وفور سماعه بنبأ الجريمة، وعلمه بإحالة المواطن السعودي الفهيد إلى مستشفى إمبابة العام، لتلقي العلاج، ذهب إلى المستشفى، مدعيا مرضا في معدته حتى يتم إدخاله إلى المستشفى، وبمجرد أن تم له ذلك، تسلل شعبان إلى غرفة الفهيد وسدد له خمس طعنات نافذة أدت لمقتله في الحال. وعندما حاول شعبان الفرار، ألقى رجال الأمن القبض عليه واقتادوه إلى قسم الشرطة حيث تم عرضه على النيابة التي قررت استمرار حبسه لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيق في القضية. كما أمرت النيابة باستعجال تقرير الطبيب الشرعي لتحديد أسباب وفاة كل من الفهيد وعفرا، فيما وجهت النيابة تهمة القتل العمد وحيازة سلاح أبيض إلى شعبان. وواصلت النيابة الاستماع إلى شهود العيان والعاملين في مستشفى إمبابة الذي وقعت فيه جريمة مقتل السعودي القطري الفهيد. وتشير تقارير صحفية إلى أن والد القتيل السعودي (الفهيد)، هو الشيخ جابر، وهو رجل أعمال سعودي الجنسية، كان يمتلك شركة في مدينة حفر الباطن. وهناك تزوج من المصرية نعمة (57 عاماً)، وأنجب منها (عفرا) و(جواهر) قبل أكثر من ثلاثة عقود ونصف، قبل أن تعود إلى مصر للإقامة بها بعد وفاة زوجها. حيث تزوجت ابنتها عفرا من محاسب يدعى أحمد وهو مصري الجنسية، وأنجبت منه ثلاثة أطفال، بينما تزوجت ابنتها الثانية جواهر وأنجبت طفلة قبل أن يتم طلاقها.